كتب:عنتر عبداللطيف
احتل الدكتور محمد البرادعي المركز الأول في التصويت علي انتخابات الرئاسة القادمة الذي قامت به القوات المسلحة عبر صفحتها الرسمية وأصبح البرادعي رئيس جمهورية الفيس بوك، فهل سيظل رهن هذا المنصب الذي لم يمتد إلي أرض الواقع؟
اجراء الاستفتاء في توقيت تضطرب فيه البلاد يجعلنا نتساءل عن الغرض الحقيقي من ورائه وهل هذا الاستفتاء الغرض منه حرق شخصيات بعينها وتلميع آخرين أم تقنين لوضع سياسي قائم بالفعل وما مغزي التصويت لأحمد شفيق وعمر سليمان بالرغم من أنهما لم يعلنا الترشيح بصفة رسمية، وهل هذا الاستفتاء جاء كرسالة للإخوان حتي يكتشفوا حجمهم الحقيقي ويكفوا عما هم فيه من نشوة ما بعد الثورة؟.. اسئلة عديدة وغامضة حاولنا الاجابة عليها وان أكدت آراء مشحونة أن الجيش يعمل علي حرق هذه الشخصيات سياسيا ليأتي بالفريق سامي عنان رئيسا للجمهورية بأن يتقدم الأخير باستقالته من القوات المسلحة حتي في حالة التجديد له بعد انتهاء مدته في أكتوبر المقبل ليرشح نفسه في الانتخابات القادمة.
المفاجأة أن المجلس العسكري طرح نفس الاستفتاء عبر ورقة تقدم لائتلافات شباب الثورة التي حضرت الاجتماع الذي دعا إليه المجلس في بداية يونيه الجاري وقالت القوات المسلحة علي صفحتها الرسمية أن هذا الاستطلاع بشأن المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة وهم من الشخصيات العامة التي تم ترشيحها من قبل الشعب المصري والإعلام علما بأنه سيتم حذف أي شخصية تقرر عدم خوض انتخابات الرئاسة أو إضافة شخصية تقرر الترشح للمنصب في أي وقت وتم ترتيب أسماء المرشحين الممثلين حسب الترتيب الأبجدي وجاءت الأسماء كالآتي: أحمد شفيق وأيمن نور وبثينة كامل وحمدين صباحي وعبدالله الأشعل وعبدالمنعم أبوالفتوح وعمر سليمان وعمرو موسي وكمال الجنزوري ومجدي أحمد حسين، ومجدي حتاتة، ومحمد البرادعي ومحمد سليم العوا ومرتضي منصور وهشام البسطويسي ثم نقل القائمون علي الصفحة الاستطلاع علي صفحات الفيس بوك مؤكدين أنه بالإشارة إلي ما تم خلال الساعة السابقة من استطلاع رأي المرشحين لرئاسة الجمهورية وتأكيدا للثقة وبناء علي رغبة أعضاء الصفحة سيتم نقل التصويت إلي الفيس بوك أسوة بما تم في استطلاع سابق وطالب أعضاء الصفحة الرسمية بإضافة أسماء حازم صلاح أبواسماعيل وتوفيق عكاشة ومحمد علي بلال وجاءت نتيجة التصويت لصالح الدكتور محمد البرادعي فقد حصل علي 24 ألفا و909 أصوات بنسة 36% واحتل الدكتور محمد سليم العوا المركز الثاني بعدد أصوات 13 ألفا و817 صوت بنسبة 20% وحصل أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق علي 8 آلاف و410 أصوات واحتل المركز الثالث بنسبة 12% وحصل عمرو موسي الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية علي 4 آلاف صوت بنسبة 6% ليحتل المركز الخامس بعد حازم صلاح أبواسماعيل والذي جاء في المركز الرابع 4% من أعداد المصوتين ثم جاء بعده عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق واحتل المركز السادس وحصل عبدالمنعم أبوالفتوح والدكتور كمال الجنزوري والمستشار هشام البسطويسي وحمدين صباحي علي نسبة 2% وحصل الدكتور أيمن نور وبثينة كامل علي نسبة 1% وجاء بقية المرشحين مجدي حتاتة رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق وعبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق ومرتضي منصور وتوفيق عكاشة ومحمد علي بلال في ذيل القائمة وحصلوا علي صفر وأطرف ما في هذا الاستفتاء أن بعض المشاركين فيه طالبوا بوضع أسماء مرشحين أخرين ليشملهم الاستطلاع وهم الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ونبيل العربي وزير الخارجية والدكتور محمد مقبل والشيخ محمد حسان فضلا عن طرح اسم الفنانة سمية الخشاب.
المدة الزمنية كما حددها الاستطلاع بدأت من 19 يونيو الجاري وتستمر حتي يوم 19 من الشهر القادم وبعد زيادة عدد المصوتين وانتشار شائعات باختراق الصفحة أصدر المجلس العسكري الرسالة رقم 63 وبثها عبر صفحته الرسمية وقال فيها: إيمانا من المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالتواصل مع الشعب المصري وشباب الثورة العظيمة ونظرا للاقبال الشديد علي التصويت الخاص بمرشحي رئاسة الجمهورية فإن المجلس الأعلي يؤكد علي أنه تم طرح التصويت علي موقع جانبي لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من مستخدمي الشبكة الدولية للمعلومات للمشاركة في التصويت وقررت إدارة الصفحة نقل التصويت إلي صفحة المجلس الأعلي علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مباشرة دون اللجوء لأي رابط خارجي تلبية لرغبة أعضاء الصفحة الرسمية للمجلس الأعلي علي فيس بوك وأن ما يحدث من اعطال فنية هو نتيجة للاقبال الشديد علي التصويت من قبل الأعضاء.
الفقيه الدستوري ثروت بدوي كان له رأي خطير في إجراء الجيش للاستفتاء علي المرشحين حيث أكد أن الجيش لن يترك الحكم وسوف يعيد تجربة عبدالناصر وأنه- أي المجلس العسكري - بهذا الاستفتاء يريد أن يثبت أن هؤلاء المرشحين لا شعبية لهم، وأشار ثروت بدوي إلي أن النظام العسكري عائد بقوة وهذا سبب إجراء مثل هذه الاستفتاءات بالرغم من أن الجيش ليس جهة استطلاع رأي ولا هو مركز بحثي، أما نائب الكرامة السابق سعد عبود فأكد أن الجيش وضع نفسه في حرج بهذا الاستفتاء ونحن نكن كل احترام للقوات المسلحة ولكن كان المفروض ألا يزج بنفسه في استطلاع رأي معلن، فالجيش هو جهة محايدة فقد يخرج علينا من يشكك في قيمة ونتائج الاستفتاء.
عصام الاسلامبولي الحقوقي البارز أكد أن المجلس العسكري ليس له صفة حتي يجري هذا الاستفتاء الذي من الممكن أين يؤول ويفسر بطرق قد تفقد الانتخابات القادمة مصدقيتها فضلا عن وجود مؤشرات خطيرة مثل طرح أسماء لم تعلن ترشحها للانتخابات من الأساس مثل أحمد شفيق وهو شخصية كانت عسكرية واحتل المركز الثالث في الاستطلاع فهل هذه رسالة معينة، أيضا اللواء مجدي حتاتة أعلن عن ترشيح نفسه وهو شخصية كانت عسكرية أيضا ولم يحصل علي أي أصوات فما مدلول ذلك الأمر، أما المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق فقد أكد أن المجلس العسكري يتولي سلطة الحكم بعد الثورة وبيده الاختصاصات المقررة لمجلسي الشعب والشوري ورئيس الجمهورية ويقوم مجلس الوزراء بسلطة تنفيذية تحت رقابته وقال الجمل انه ليس من مسئوليه المجلس العسكري إجراء الاستفتاءات التي تقوم بها جهات بحثية وطالب الجمل المجلس العسكري بالكشف عن أهداف هذا الاستفتاء.
الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد أن الجيس مهتم بانتخابات الرئاسة أكثر من أي قضية أخري وإذا كانت القوات المسلحة قد أجرت استفتاء حول قضية الدستور أولا فكان هذا سيغضب القوي السياسية التي تريد الدستور أولا وحول وجود عمر سليمان وأحمد شفيق في الاستطلاع رغم عدم إعلانهما الترشيح رسميا أكد هاشم أن
صوت الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق