مرسى استعاد فى 30 يومًا ما فعله مبارك فى 30 عامًا
اختار رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة»، الكاتب الصحفى عبد الحليم قنديل، أن يكون فى خانة المعارضة دائما، ودفع الثمن فى عهد الرئيس المخلوع غاليا، حينما تعرض للسحل على يد جهاز أمن الدولة «المنحلّ»، وداخلية حبيب العادلى، وها هو بسبب آرائه السياسية يواجه نفس التهمة التى واجهها فى عهد مبارك،
وهى
إهانة الرئيس. تغيرت الأسماء ولكن أعاد التاريخ الوقائع هى هى، بنفس عنفها، ورفضها للصوت المعارض. ذهبت عصابة الحزب الوطنى، وجاءت قبيلة الإخوان التى ترفض مسّها بكلمة أو حتى بإشارة. هنا يروى قنديل تفاصيل لا يعرفها أحد عن اتصالات أجراها قياديون إخوان معه لحثّه على التهدئة فى مقابل سحب الشكاوى المقدمة ضده، ورأيه فى ما يفعله الرئيس مرسى وإخوانه فينا وفى مؤسسات الدولة.
■ فى البداية.. نريد أن نعرف رؤيتك للمشهد السياسى الحالى؟
- الوضع السياسى فى الوقت الراهن، يشير إلى أن الثورة ما زالت فى الشارع، بعد أن تَقلّب عليها منذ 11 فبراير 2011، نوعان من الثورة المضادة، الأول يتمثل فى حكم المجلس العسكرى، والثانى يتمثل فى حكم الإخوان المسلمين، فالمجلس العسكرى يمثل امتدادا طبيعيا لنظام مبارك وللنظام السابق، والمرحلة الثانية من حكم الثورة المضادة تتمثل فى حكم الإخوان، ورغم أن حكمهم جاء وفقا لعملية انتخابية، وأصحابه لم يكونوا جزءا من نظام أو إدارة مبارك، فإنهم ينتمون إلى نفس فكر العهد السابق، ونفس ممارسات النظام السابق وممارسات مبارك وأقرب إلى فكرة لصق «تيكيت» إسلامى على بضاعة مبارك.
■ هل يعنى ذلك أن الإخوان لا يختلفون كثيرا عن النظام السابق وممارسات الحزب الوطنى؟
- باستثناء طريقة وصول الإخوان عبر العملية الانتخابية والنظام الانتخابى، فإنهم فى المضمون الكامل يمثلون استنساخا لحكم مبارك، ونسخة منه، وما حدث أنه كان هناك حكم ذو اتجاهين، الأول يتمثل فى حكم جماعة الأمن، والثانى فى حكم جماعة البيزنس، وقد ضُربت جماعة البيزنس فى 11 فبراير، وظلت جماعة الأمن حاكمة حتى أُزيح المجلس العسكرى نهائيا، وجماعة إلإخوان هى استمرار لجماعة البيزنس أو كما تسمى فى أدبيات البنك الدولى «رأسمالية المحاسيب»، أى الرأسمالية التى تنتعش بجوار السلطة الحاكمة، وأود الإشارة إلى أن ثلثى عدد السكان على الأقل تحت خط الفقر والبطالة، وأغنى طبقة هى جماعة البيزنس أو رأسمالية المحاسيب، ووفد البيزنس الذى زار الصين يشبه وفود رجال الأعمال التى كان يصطحبها مبارك معه، أى أن الكابتن هو فقط من تَغيّر لا بقية الفريق، ومرسى استعاد فى 30 يوما ما فعله مبارك فى 30 عاما، فلقد أعاد مرسى فكرة تجميل ما يُسمَّى بالإعلام القومى «الحكومى»، ونستطيع أن نلحظ ذلك فى أثناء قراءة الصحف اليومية لنجد نفس العناوين القديمة، التى تشبه العناوين فى فترة النظام السابق، وكذلك تعيين وزير إعلام إخوانى، وشن هجوم بوسائل متعددة قوامها الإرهاب سواء الإرهاب الجسدى أو المعنوى المباشر، مثل رفع القضايا والتعنت واستخدام حق التقاضى بقدر من التنطع، ولذلك فالفكرة الرئيسية هنا أننا لو أزلنا لحية الرئيس مرسى سنجد نفس وجه مبارك الكئيب، وحينما نزيل وجه خيرت الشاطر سنجد وجه أحمد عز.
■ هل تترسخ لديك نظرية بقاء الإخوان فى الحكم ما داموا وصلوا إلى السلطة؟
- أنا ضد النظرية البائسة لعدد من الذين يقولون «ما إن يصل الإخوان إلى السلطة حتى يظلوا إلى يوم يُبعثون»، فهذا كلام بدائى ويتعامل مع التاريخ على أنه غنيمة أو غزوة، وجوهر محنتنا هو الانحطاط التاريخى، فمصر خرجت من السباق تماما، ونحن فى لحظة خلق جديدة، ولو ظلت فكرة الديمقراطية تعنى أنه يوجَد حزب واحد كبير وأحزاب صغيرة فلن يتم تداول سلطة.
■ وما تفسيرك لخروج عناصر إخوانية وقيادات من الجماعة تعارضها وتنتقدها؟
- خروج عناصر إخوانية من الجماعة يوضح أن الإخوان جماعة كلما كان هناك هجوم وضغط أمنى تزداد الوحدة الداخلية بها، وتزيد من مفهوم السمع والطاعة، فالحرية خطر على الإخوان المسلمين، فالإخوان يحتاجون إلى هزيمة الإخوان فى معركة انتخابية تعيد حساباتهم مرة أخرى، لإسقاط التغول الزائد لهم.
■ هل أوفى الرئيس مرسى بوعوده بعد توليه رئاسة مصر؟
- من آية المنافق أنه إذا حدث كذب، ومرسى قال إنه ضد المجلس العسكرى علما بأن إخوان مجلس الشعب كانوا يصفون المتظاهرين فى محمد محمود بالبلطجية، ومرسى عقب صدور حكم على مبارك قال القصاص للشهداء، ولم يقتصّ لهم حتى الآن. مرسى ليس منافقا لكنه رجل طيب، يعمل بأوامر جماعة من الكذابين.
■ سبق وذكرت أن الكذب عن جماعة الإخوان تحول من عادة إلى عبادة.. فهل ما زلت مصرّا على رأيك؟
- الكذب بالفعل عند الإخوان تحول من عادة إلى عبادة، لقد استخدموا قطارا لكى يوصلهم إلى محطة ما، ولكنهم وصلوا إلى محطة أخرى، فهم ليسوا مهتمين بقضية الشريعة وقدموا قضية البيزنس على الحريات والشريعة، مثل التاجر الشاطر الذى يكذب يوميا. أنا أيدت مرسى دون شفيق، واستخدم الإخوان صورى وقتها، ولم أندم على تأييد مرسى، ومنطقى أن يحكم الإخوان ثم تنخفض شعبيتهم، أنا مع أن يحكم الإخوان لأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من التغول الزائد لهم، وهم يمثلون «اليمين الإسلامى»، فتلك هى الطريقة الوحيدة لإنزالهم من السماء إلى الأرض، وأقول هذا وأنا أؤكد أننى لا أعانى من الإسلاموفوبيا، وحكم الإخوان ضريبة سيدفعها البلد، «زى شربة زيت الخروع، لازم البلد تشربها علشان مصارينها تنضف».
■ وكيف ترى الصراع القائم فى الفترة الراهنة بين التيار الليبرالى والتيارات الإسلامية؟
- كثيرون يصورون الأمر على أنه صراع بين الدولتين الدينية والمدنية، وهذا يعد تزويرا، فلا توجد دولة دينية فى الإسلام، وكذلك الدولة المدنية تعبير هجين استخدمناه ولا وجود له فى العالم كله، ولكن هناك مصطلح آخر، وهو الدولة الديمقراطية أو الديكتاتورية أو الرئاسية وغيرها من التسميات.
■ وما الذى تنصح به القوى المدنية والإسلامية؟
- نصيحتى ورجائى لكل القوى المدنية والإسلامية، أن تتجنب الخصام، لأنه يمثل خللا جوهريا فى التفكير، فجماعة الإخوان تسعى إلى تخفيف لِحاها وإثقال جيوبها وهذا هو تاريخ الجماعة، ولذلك اختفت صورة المرشد الشيخ الموجه، والمرشد أصبح أدائيا بما يعنى أنه يشبه موظفا إداريا.
■ هل الدكتور عبد الحليم قنديل يريد عمل شو إعلامى، كما يدّعى البعض، على حساب جماعة الإخوان المسلمين مثلما يردد كثيرون؟
- شو إعلامى إزاى، والإخوان هما اللى رافعين دعوى قضائية ضدى، ولست أنا الذى قام برفع الدعوى ضدهم؟ ليست تلك الأقاويل صحيحة.
■ من يدير الجماعة من الداخل، المرشد العام بديع أم نائبه خيرت الشاطر؟
- قول وحيد أعرفه، أن الشاطر هو الرجل الأقوى فى جماعة الإخوان المسلمين، ومرسى يرجع إليه فى عديد من قراراته، وكل الرجال الذين يحيطون بمرسى إحاطة السوار بالمعصم هم رجال الشاطر، ورغم ذلك يكذب قيادات الإخوان ويقولون إنهم لا يعلمون شيئا عن قرارات مرسى، ولذلك أقول إن كل قيادات الإخوان كذابون، والكذب عندهم تحول من عادة إلى عبادة، وأحد قادة الإخوان، الدكتور حلمى الجزار، قال فى أحد تصريحاته عن برنامج الـ100 يوم، إن «الناس فاهمة خطأ»، مؤكدا أن الدكتور مرسى لم يقصد حل تلك المشكلات فى 100 يوم، لكنه قصد لفت نظر المجتمع إلى أهمية تلك المشكلات، كما قال الدكتور حسن البرنس إن الـ100 يوم ستبدأ بعد تعيين المحافظين، أليست هذه نماذج للكذب؟!
■ خيرت الشاطر نفى أن يكون هناك مشروع للنهضة، فما تعليقك؟
- رأيى فى مشروع النهضة أنه موجود فعليا، ولكنه ليس مشروع نهضة ولا حاجة، والاختيار الأساسى للإخوان هو خدمة الطبقة التى تسمى رأسمالية المحاسيب، لأنهم جزء لا يتجزأ منها، بما يعنى أن نعمل اقتصاد ريع وينهبونا ويروحوا يشحتوا علينا، وما فعله مبارك يفعله الإخوان الآن، ثم يأتون ليقولوا: إننا ذهبنا إلى الصين مثلما ذهب مبارك إلى الصين 4 مرات.
■ ما تقييمك لزيارة الرئيس مرسى للصين وحضوره قمة عدم الانحياز بطهران؟ وهل تحققت منهما مكاسب؟
- زيارة الصين عادية جدا، والمفارقة الطريفة هى أن مرسى كان حريصا جدا على أن يستثير الشيعة بطريقة كيد النساء، بالترضى على الخلفاء الراشدين والصلاة على النبى وهكذا، رغم أنه فى محفل سياسى لا دينى، لكنه كان يقصد ذلك لكى يعادل فكرة فتنة السنة والشيعة التى تريدها أمريكا، واستخدام تلك الإيماءات فى السياسة خطأ، وهو فى كلمته يستظل بوهج عبد الناصر، وقبل ذلك كان يقول و«ما أدراك ما الستينيات»، وزيارته لإيران لم تخرج بأى مكسب على الإطلاق.
■ ما تفسيرك لتشبُّه مرسى بالرئيس الراحل عبد الناصر فى كلمته بمؤتمر دول حركة عدم الانحياز؟
- عبد الناصر كان منحازا للقومية العربية ومنحازا للفقراء، وهما قمتان أساسيتان، وشتان بينه وبين مرسى، فمرسى منقاد لا منحاز، ويسير على نهج مبارك لا نهج عبد الناصر.
■ وماذا عن رأيك فى قضية حقوق النشر وتقييد حرية الإعلام فى عهد الرئيس مرسى؟
- أؤكد أن الرئيس مرسى يكرر فى أيامه الأولى، ما كان يفعله مبارك فى أيامه الأخيرة، وهذا يفسر توجيه تهمة إهانة الرئيس إلىّ فى عهد مبارك ثم توجيهها إلىّ مرة أخرى فى عهد مرسى، والنشر عموما يحتاج، ليس إلى تحرر بالقطعة، بل تحرر بالجملة، بمعنى أنه لا حرية صحافة فى هذا البلد، ونحن لسنا بدعا عن دول العالم ولسنا أول دولة «بيتعمل» بها صحافة، فهناك ترزية جدد حاليا، لا فى مجال الصحافة فقط، ولكن لعمل قانون طوارئ جديد وغيره، وأنا شخصيا الحبس أحَبّ إلىّ مما يدعوننى إليه، وما لا تعرفه أن عشرات من قادة الإخوان اتصلوا بى لكى يقنعونى بالوصول إلى أى تهدئة لسحب البلاغات المقدمة ضدى، وقلت لهم ببساطة ووضوح «لأ، أنا عايز أروح التحقيق وعايز أروح المحكمة».
فى عهد مبارك كان يقولون «عايزين نحبسك وخلاص»، وكنت متأكدا من أننى لن أُحبَس، فإما أن أنجو وإما أن أُقتَل، وليس لى مصير آخر. وفى عهد مرسى كل شىء وارد، وأنا بصدد دعوى حسبة من وجهة النظر القانونية ويتوجب على الشيخ مرسى أن يقيم الدعوى ضدى، عدا ذلك فهى غير قانونية، وأنا كنت متهَما مع رؤساء التحرير الأربعة أيام مبارك بإهانة الرئيس، وإبراهيم عيسى اتُّهم بإهانة جمال مبارك، ووائل الإبراشى بإهانة وزير الداخلية حبيب العادلى، وتم تغريمى مبلغ 40 ألف جنيه وقتها فى القضية.
■ وما رأيك فى قضية حبس إسلام عفيفى رئيس تحرير جريدة «الدستور» قبل الإفراج عنه وتوفيق عكاشة والتضييق على قناة «الفراعين»؟
- الحرية لا تتجزأ، واختلاف الأذواق قائم، وما لا يعجبك فقد يعجب غيرك، والحرية ليست وقفا على من يوافقنى فى الرأى. الحرية أساس يجب أن يضمن لمن يخالفنى حقوقه، والمبدأ العام أن الرئيس ليس إلها ولا نصف إله ولا سيدنا الحسين ولا السيدة زينب، فالرئيس موظف عام، والديمقراطية التى أتت بالرئيس يُفترض أن تتيح لنا حرية أكبر فى أن نعارضه، فلا بد أن تكون ضريبة النقد للرئيس أعلى من ضريبة النقد لأى شخص آخر.
■ وهل ألغى الرئيس مرسى الحبس فى قضايا النشر؟
- مبارك كان تحت ضغط مطالبات صحفية فألغى الحبس الاحتياطى فى جرائم النشر، لكنه لم يُلغِ المادة «179»، وما فعله مرسى أيضا، ألغى الحبس الاحتياطى فى تلك المادة، لكن الحبس كعقوبة وقرار محكمة لم يُلغَ، وهى تصل إلى عقوبة الحبس لمدة سنتين، والمطلوب هنا إلغاء الحبس فى جرائم النشر وإحلال الغرامة المالية، وأنا لا أعوّل على مرسى أو غيره فى تلبية تلك المطالب، والصحفيون تحركوا منذ 30 عاما، ويجب أن يتحركوا لأن الحرية لا تُمنَح.
■ وما رأيك فى تشكيل الجمعية التأسيسية بوضعها الحالى وسيطرة الإخوان عليها؟
- التشكيل متحيز، لأن الدستور ليس صناعة أغلبيات برلمانية، بل هو صناعة التوافق العامّ، وأى كيان يعتمد فكرة الأغلبية البرلمانية فى إنشاء دستور فهذا خطأ، فالجمعية لا توفى بفكرة الحد الأدنى من التوافق العام بين مختلف التيارات، وهذا هو العيب الرئيسى فى تكوينها، ومع ذلك فأنا شخصيا لا أتوقع أن يكون المنتج النهائى للجمعية رديئا إلى هذا الحد.
■ هل تتوقع أن يوافق الشعب على «دستور الإخوان» كما يصفه البعض إذا كان المنتج رديئا وليس على المستوى؟
- ليس لدىّ قلق عظيم من المنتج المسمى بالدستور، والاستفتاءات على الدساتير أعمال شكلية، وسوف يوافق الناس على الدستور الجديد، وهذا عمل شكلى، والأساس فى الدساتير صناعة الدستور نفسه، والتوافق كان مطلوبا والاستفتاء ليس محتاجا إلى حشد، لأن الناس تتعامل بنظام «خلّصونا»، لكون الموضوع ليس من اهتماماتهم، وقبل ذلك وافقوا على التعديلات الدستورية رغم أنهم لم يروا شيئا منها، وما أتوقع أن يكون سيئا خلال المرحلة المقبلة هو البلطجة الدستورية بإدخال مفهوم المواد الانتقالية، بمعنى إدخال مادة انتقالية يقولون فيها «خلافا لأحكام هذا الدستور يستمر الرئيس فى ممارسة سلطاته إلى حين نهاية مدته»، وهذا كلام مخالف لأى قاعدة دستورية فى العالم، لأن الدستور الجديد يعنى نظاما سياسيا جديدا، لذلك لا بد من برلمان جديد ورئيس جديد، وإذا فعلها الإخوان -وأظنهم سيفعلون- فأعتقد أنهم سوف يكونون أفقدوا مرسى حتى الشرعية الهشة التى تمتع بها باعتباره منتخبا، والطعن على شرعية مرسى سيكون منذ إخراج هذه المادة للعلن، ومن حق الناس وقتها أن تخرج ضده فى الشوارع وتطالب بإسقاطه.
■ وما تقييمك للفريق الرئاسى الذى اختاره الرئيس مرسى بالإضافة إلى هيئة المستشارين؟
- الفريق الرئاسى أشبه بفريق كرة، وتعامل مرسى بطريقة توزيع الهبات والعطايا والغنائم لعائلته وعشيرته، وهو جريمة إهدار للمال العام، وأتصور أن الرئيس مرسى لديه خطة لحل مشكلة البطالة فى البلد، بأن يعين الشعب المصرى كله فى فريق الرئاسة.
■ هل يحصل الإخوان على نفس النسبة التى حصلوا عليها قبل حل مجلس الشعب فى انتخابات الشعب المقبلة؟
- فى تقديرى أن الإخوان فقدوا ثلث قوتهم الانتخابية فى الشارع، وإذا جرت الانتخابات بالقائمة فسوف يتحول حزب الإخوان إلى أقلية فى حدود ما بين 20 و25 %، وإذا جرت مناصفة ما بين القائمة والفردى فسوف ترتفع النسبة إلى 30 أو 35%، لأن القائمة تخدم الأقل مالا وتنظيما، أما الفردى فيخدم الأكثر مالا وتنظيما، وأنا مع نظام القائمة على أن تكون قائمة غير مشروطة، لأن أى نسب سوف تشكك فى دستورية القانون، أما بخصوص السلفيين فسوف تهبط نسبتهم إلى النصف أى نحو 12.5%، وبالجملة فإن الإخوان والسلفيين سوف يحصلون على أكثر من 50% مجتمعين.
■ هل يتحالف الإخوان مع السلفيين فى الانتخابات المقبلة كما حدث فى الانتخابات الأخيرة؟
- فى النهاية سوف يتحالف الإخوان مع السلفيين، لأن الإخوان هم العمود الفقرى للإسلاميين لأنهم أكثر مالا وأكثر تنظيما، رغم أن الإخوان يتعاملون مع السلفيين باحتقار شديد جدا ويقومون بالتنكيل بهم، ويعتبرونهم أتباعا آليين جاهزين.
■ وماذا عن دعاوى القوى والتيارات السياسية التى تنادى بتقنين وضع الجماعة؟
- وضع الجماعة أشبه بالوضع المختلط وبلا معنى، وحزب الحرية والعدالة ليس مستقلا عن الجماعة، ودائما فى انتظار القرارات التى تأتى من مكتب الإرشاد، ومنذ رحيل الرئيس مرسى لم يعيَّن رئيس للحزب بعد.
■ وما رؤيتك لقيادات الإخوان الحاليين والسابقين منهم؟
- عصام العريان أقرب إلى أن يمشى فى الطابور مثل مرسى بالضبط، لكى يحصل على الترقية، وهم حريصون على أن لا يعطوا لعصام أى شىء لكى يثبت ولاءه، والبلتاجى أقرب لتكوين عصام، فهو إدارى عنده إيحاء التمرد دون تمرد.
■ وما رؤيتك للتيار الشعبى وظهور حزب الدستور على الساحة السياسية؟
- نزعة التيار الاستقلالية هى النقطة التى يمكن بناء الحزب المنتظر عندها، وحزب الدستور يميل إلى الوسط، وهو ليس بديلا بذاته عن الإخوان ولكنه يمكن أن يكون جزءا من بديل للإخوان.
■ ولماذا فشلت مظاهرات 24 أغسطس التى يقودها أبو حامد؟
- فشلت بسبب فلوليتها، والإخوان والفلول دلوقتى إيد واحدة.
■ وهل ترى أن إقالة القيادات العسكرية تمثل أخونة للجيش خصوصا بعد تعيين السيسى؟
- اللى جرى فى الجيش ليس أخونة الجيش، والسيسى قائد عسكرى وطنى متميز ولا إخوانى ولا يحزنون، والجيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق