الثلاثاء، نوفمبر 01، 2011

حوار بين رجلين مهمين




علاء الأسواني


الرجل الأول: على فكرة أنا زعلان منك

الرجل الثانى: ليه يافندم كفى الله الشر؟!

رجل 1: بقى لك يومين ما تكلمتش

رجل 2: أنا آسف يافندم. والله ما يبعدنى عن سيادتك إلا الشديد القوى. أنا مرهق جدا..الشغل ليل ونهار. الدنيا كلها على دماغى.

رجل 1: كان الله فى العون. أنا عارف الحمل تقيل لكن ياريت تتصل بيا دايما لأنى محتاج أتكلم معك

رجل 2: أنا تلميذك يافندم ولا يمكن أنسى أفضال سيادتك.

رجل 1: كتر خيرك. عندك أخبار جديدة؟! أنا سمعت إن فيه ولد مات فى سجن طره

رجل 2: يافندم ضباط الشرطة عليهم ضغط جامد

رجل 1: ضباط الشرطة رجالة ومحترمين. لا يمكن أنسى موقفهم فى يناير وهم بيدافعوا عن الشرعية. أنا مش مصدق إننا نحاكمهم لأنهم نفذوا التعليمات

رجل 2: للأسف فى وقت معين كان ضرورى نحيلهم للمحاكمة عشان نمتص غضب الناس، لكن سيادتك اطمئن عليهم.

رجل 1: إيه بقى حكاية الولد بتاع طرة؟!

رجل 2: الولد ده اسمه عصام عطا. كان واخد سنتين حبس فى قضية عسكرية ومسجون. يبدو أنه هرب شريحة موبايل داخل سجن طرة. ضبطوه. اتكلم مع الضابط بطريقة مستفزة قام الضابط ضغط عليه على أساس إنه يؤدبه. الولد مااستحملش ومات

رجل 1: خلى بالك ممكن تبقى قضية كبيرة زى قضية خالد سعيد

رجل 2: اطمئن يافندم. إحنا عاملين حسابنا تمام. كل الأجهزة المعنية أثبتت بالدليل القاطع إن الولد بلع لفافة مخدرات وأصيب بهبوط فى الدورة الدموية ومات.

رجل 1: طيب ما تقارير خالد سعيد قالت الكلام نفسه والدنيا هاجت

رجل 2: الدنيا دلوقت لا يمكن تهيج. الناس منهكين وتعبانين وبقوا راضيين بأى شىء نعمله.

رجل 1: لما الناس راضيين أمال ليه طلعوا وتمردوا على الشرعية؟! تصدق أنا لغاية النهارده مش فاهم إيه اللى حصل فى أحداث يناير..؟

رجل 2: أرجو سيادتك تتقبل ملاحظة من تلميذك. السبب فى أحداث يناير أن أجهزة الأمن غلطت. سابت الناس تتجمع وكان عندها ثقة فى إنها تقدر تفرقهم بالقوة.. الأصول إننا ما نسيبهمش يتجمعوا من الأساس. لابد من توجيه ضربات استباقية عنيفة تمنع المظاهرات من أساسها...

رجل 1: فعلا كان المفروض نضرب بشدة. إحنا غلطنا. كنا فاهمين إن المصريين شعب طيب. عمرى ما كنت أتصور إنهم يعملوا كده.

رجل 2: الناس طيبين يافندم. إنما المشكلة فى العيال بتوع فيس بوك هم اللى فضلوا يهيجوا فى الناس

رجل 1: دول عملاء. خونة. قابضين عشان يخربوا البلد

رجل 2: الحمدلله إننا لحقنا البلد. أحب أطمئن سيادتك إن عيال التحرير دول فقدوا شعبيتهم فى الشارع

رجل 1: إزاى..؟!

رجل 2: يافندم الحالة فى مصر لا تطاق. لا أمن ولا سياحة ولا اقتصاد

البلد كلها فى حالة فوضى. طوائف المجتمع كلها ضد بعض. كل يوم إضرابات واعتصامات وبلطجة وقتل وقطع طرق. المواطن المصرى بقى خايف على نفسه وأولاده.

رجل 1: أحسن.. خليهم يشوفوا.. المهم الناس تفهم إن كل المصائب دى سببها العيال بتوع التحرير

رجل 2: طبعا الناس فهمت وبقت تكرههم. واحنا فضحناهم فى الإعلام وفهمنا الناس إنهم عملاء. دلوقت لما ييجوا يعملوا مظاهرة أو اعتصام.. تلاقى الأهالى الشرفاء هم اللى بيضربوهم ويسلموهم للشرطة العسكرية

رجل 1: أهو ده الشعب المصرى الحقيقى من غير تحريض

رجل 2: نفسى سيادتك تنسى أحداث يناير

رجل 1: أقول لك بصراحة؟! المشاهد اللى حصلت فى يناير كانت فظيعة. مش قادر أنساها

رجل 2: يافندم. صدقنى. أحداث يناير خلصت إلى الأبد ولايمكن تتكرر أبدا

رجل1: إنت متأكد

رجل 2: طبعا. كانت هوجة وراحت لحالها. إحنا خدناها بالسياسة لغاية ما قضينا عليها. دلوقت معظم المصريين كرهوا أحداث يناير وندموا عليها. يتمنوا يرجعوا زى الأول. الناس بقت تقول «ولا يوم من أيام زمان.. على الأقل كان فيه أمن». أما المحرضين اللى عملوا الهوجة فى يناير دول مش هاتقوم لهم قومة تانى أبدا. خلاص انقسموا وبيقطعوا فى بعض.. الإسلاميين ضد الليبراليين والسلفيين ضد الأقباط. ميدان التحرير انتهى. إحنا تعلمنا الدرس يافندم. الحقيقة الرجالة فى أمن الدولة عملوا شغل ممتاز. عرفنا نقطة ضعف كل مجموعة ولعبنا فى دماغهم. خدنا كل واحد على جنب وعشمناه. بعد ما كانوا يعملوا مظاهرات فيها مليون بنى آدم يوم الجمعة عملوا مظاهرة كان فيها بالكتير ألف واحد..

رجل 1: الله يفتح عليك

رجل 2: إحنا عندنا خطة على مراحل. دلوقت العيال الناشطين اللى لسه عاملين قلق بنقبض عليهم ونرميهم فى السجن. حنفضل نصطادهم كده زى العصافير واحد ورا التانى لغاية ما نخلص عليهم. على فكرة سيادتك شفت جرايد النهارده..؟!

رجل 1: الجرايد كلها بتيجى لى كل يوم عربى وإنجليزى لكن الواحد ما عندوش نفس يقرأ أى حاجة. بينى وبينك أنا قاعد طول النهار قدام الدش

رجل 2: منشور خبر فى الجرائد متأكد أنه يسعد سيادتك..لأول مرة بدأنا محاكمات لكل المحرضين على أحداث يناير. بدأنا بأول دفعة وبعد كده حنجيبهم كلهم

رجل 1: لازم تسحلوهم. دمروهم زى ما دمروا مصر

رجل 2: تمام يافندم

رجل 1: كمان فيه كام صحفى وكاتب عاملين لى أبطال وشغالين تهييج فى الناس

رجل 2: عارفينهم يافندم واحد واحد.. أمن الدولة بعت لنا ملفات دقيقة عنهم. إحنا بدأنا بالضغط على ملاك القنوات والجرائد اللى بيشتغلوا فيها. بعد كده فى الوقت المناسب هنتعامل معاهم.

رجل 1: يا أخى أنا ساعات بأحس إنى عايش كابوس. كله كوم ومرشحين الرئاسة كوم. أنت شفت مناظر الناس اللى عاوزين الرئاسة؟! هى رئاسة مصر دى لعبة يا اولاد الإيه أنتم؟! كل من هب ودب عاوز يبقى رئيس

رجل 2: خليهم يرشحوا نفسهم براحتهم يافندم

رجل 1: والبرادعى عامل إيه.؟! الرجل ده أنا باتشائم منه. من أول ما رجع مصر جاب البلاوى كلها معاه.

رجل 2: الوضع مع البرادعى تحت السيطرة يافندم. لسه لاغيين له ندوة فى جامعة عين شمس

رجل 1: برافو.

رجل 2: وكمان إن شاء الله لما تشوف الانتخابات سيادتك هتنبسط جدا

رجل 1: ناويين تعملوا إيه..؟!

رجل 2: يافندم الانتخابات مجموعة حسابات لو عرفنا نحسبها عمرنا ما نحتاج نلعب فى الصناديق. أولا الدوائر بقت كبيرة جدا بحيث ان العيال الجربانة بتوع التحرير لا يمكن يقدروا يصرفوا على الدعاية. ثانيا مافيش قانون عزل ولا كلام فارغ. أعضاء الحزب الوطنى شخصيات محترمة وخدموا مصر ولا يمكن حد يمنعهم من الترشح. صحيح إن فيه حكم قضائى بإلغاء الحزب الوطنى لكن عندنا 8 أحزاب طالعين من الوطنى وإن شاء الله ياخدوا أغلبية. كمان الظروف فى الانتخابات هتبقى صعبة. الحالة الأمنية سيئة جدا وستواصل التدهور. المحامون والقضاة بينهم حرب والمحاكم قفلت تقريبا. البلطجية بيضربوا القضاة وبالتالى القضاة هيخافوا على حياتهم ويرفضوا الإشراف. إضراب أمناء الشرطة والأفراد فى الداخلية المفروض إنه يستمر لغاية موعد الانتخابات.

رجل 1: يعنى الانتخابات ممكن تفشل..؟!

رجل 2: إحنا جاهزين لكل الاحتمالات: لو فشلت الانتخابات يبقى أمر الله ولو تمت يبقى نتيجتها هتيجى بمزاجنا. مجلس الشعب اللى جاى بتاعنا يافندم.

رجل 1: يا أخى إنت كنت فين من زمان. لو كنا طبقنا الطريقة دى كنا رحمنا البلد من المصايب

رجل 2: يافندم قدر الله وما شاء فعل

رجل 1: ونعم بالله.

رجل 2: طمنى على الأحوال عند سيادتك. فيه أى شىء ناقص يافندم.؟! أى حاجة سيادتك عاوزها تئمرنى

رجل 1: كله تمام. عاوز أشكرك على المانجة

رجل 2: بالهنا والشفا يافندم. أنا عارف إن سيادتك بتحب المانجة

رجل 1: فعلا. من صغرى وأنا أحب المانجة. عارف لما كنت عريس جديد. طبعا انت عارف مراتى بنت ذوات وكل حاجة تاكلها بالشوكة والسكينة. بصراحة كنت أتكسف آكل المانجة قدامها. أول ما تنزل من البيت أقوم لابس جلابية وواخد لى اتنين تلاتة كيلو مانجة وأدخل على الحمام. أقعد على البلاط وآكل المانجة براحتى لغاية لما أخلصها كلها..

رجل 2: ربنا يديك الصحة يافندم. الأولاد أخبارهم إيه؟!

رجل 1: كل يوم يتصلوا. حالتهم كويسة. أظن كان فيه مشكلة مع الطباخ؟

رجل 2: عملنا اللازم يافندم. الطباخ الخصوصى اللى هم اختاروه هو اللى بيعمل لهم الأكل كل يوم

رجل 1: كتر خيرك. إنت متابع كل حاجة

رجل 2: طبعا يافندم.. بالمناسبة حمدالله على سلامة الهانم

رجل 1 الله يسلمك. والله هى جت من المطار عليا على طول

رجل 2 إن شاء الله تكون رحلة موفقة

رجل 1: الحمدلله. إنت عارف الهانم مضطرة تروح لندن كل عشرة أيام أو أسبوعين عشان تقابل المحامى وتعمل الترتيبات

رجل 2 مفهوم يافندم. سيادتك أى أوامر؟!

رجل 1 ربنا يخليك

رجل 2 السلام عليكم

رجل 1 وعليكم السلام. فى أمان الله

■ ■ ■

عزيزى القارئ، هل تعرف من هو الرجل الأول ومن هو الرجل الثانى؟!

إذا توصلت إلى الإجابة الصحيحة برجاء إرسالها ولك عندى هدية قيّمة...

«الديمقراطية هى الحل»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق