الاثنين، أكتوبر 17، 2011

العاريات الفاتنات يهاجمن ثورة مصر


التحرير

مدحت السباعى


حتى الست «إليسا» اللبنانية رائدة مغنيات وغوازى الفيديو كليب أدلت هى الأخرى برأيها السياسى فى ثورة 25 يناير، وقالت بكل تجنٍّ وتعدٍّ وقلة ذوق «إن الثورة أفسدت الحياة العامة فى مصر».. وأنا بالمناسبة لم ألتق بالست إليسا ولم أرها أو أتعرف عليها إلا من خلال أغنية راقصة قدمتها فى بداية مشوارها الفنى، وقد صورت الأغنية فى حجرة النوم حيث ارتدت فنانتنا المصونة قميص نوم شفافا قصيرا مفتوحا من كل الجهات تقريبا

، يطلقون عليه «بيبى دول»، وكان مع إليسا فى حجرة النوم هذه شاب وسيم وحليوة مفتول العضلات يرتدى ملابس داخلية، أما موضوع الأغنية ولا مؤاخذة فقد دار حول محاولات تلك المرأة إغراء وإغواء هذا الشخص لكى يطارحها الهوى فوق ذلك الفراش، بينما هو مُعرض عنها وتقلان عليها، وقد ركز الزميل المخرج على تصوير إليسا فى كل الأوضاع والأفعال المثيرة الساخنة التى تخلّى الحجر ينطق، فهى تارة ترقص له وتتلوى راجية فوق الفراش، وتارة أخرى تقترب وتلتصق به وتحتضنه متوسلة وهو برضه مش عايز أو مش قادر، ماتفهمش.. هذه هى الأغنية الملتهبة التى قدمت إليسا إلى المشاهد العربى، التى انطلقت بعدها بسرعة صاروخية مع زميلاتها رائدات «الهشك بشتك» و«الهنك والرنك» مثل هيفاء وهبى وميريام فارس وكارول سماحة وأخريات. ورغم اختلافى الفكرى والسياسى مع «الناشطة» إليسا فإننى والحق يقال أقر وأعترف بأنها تمتلك جسدا رائعا وتفيض أنوثة وجاذبية وإثارة، ولا يهم بعد هذه الإمكانيات «الملبنية» الناعمة أن يكون لديها صوت جيد أو موهبة غنائية، فإليسا وأمثالها من «الناشطات جسديا» نسمعهن بالعيون لا بالآذان، فالرجال إذ تخطف بصرهم بجمال متوحش كهذا تجدهم فى الغالب يفقدون حاسة السمع.

أما عن الرأى السياسى الذى أعلنته الست إليسا فأنا للأسف لم أفهمه جيدا ولا أدرى ما الذى كانت تقصده من تصريحها الذى أعلنت فيه أن ثورة 25 يناير أفسدت الحياة العامة فى مصر؟ هل كانت تقصد مثلا أن الثورة تسببت بشكل غير مباشر فى إغلاق معظم الكباريهات والمراقص، مما عرض الكثير من الراقصات والغوانى إلى حالة من الركود والبطالة؟ أم تراها كانت تشير إلى أن الحراك السياسى فى مصر قد أصاب سياح الكباريهات من الإخوة العرب الأشقاء بالخوف فأحجموا عن المجىء إلى مصر، وضاعت على دخلنا القومى ملايين من الدراهم والدنانير؟ أم أن الناشطة إليسا كانت تلمح إلى أن ظهور التيارات الدينية فى الشارع السياسى المصرى قد أجبر الكثيرات من الجميلات «المزز المقلوظات» على السير فى الطرقات بملابس محتشمة محترمة؟ وبصرف النظر عن حقيقة قصد ونوايا الأخت إليسا من وراء تصريحها السياسى الاجتماعى هذا، فسوف أركز هنا على لياقة الحديث وآدابه، فهل من حق هذه المغنية الراقصة أن تنتقد ثورة محترمة راح فيها شهداء وغيرت أوضاع المنطقة العربية وأشاد بحضاريتها كل العالم؟ وهل يحق لتلك الغندورة اللبنانية أن تتهم ثوار مصر بإفساد الحياة العامة فى بلادهم؟ أليس هذا تدخلا سخيفا فى شؤون الغير بجهالة وعدم فهم أو وعى؟ إن لبنان الشقيق مسقط رأس وجسد المدعوة إليسا يعانى الأمرّين من الصراعات المذهبية الطائفية، وغارق فى دوامات من المشكلات السياسية والاقتصادية، ومع ذلك لا يحق لنا التدخل فى شؤونه أو انتقاد أبناء شعبه لأنهم أحرار فى تسيير أمورهم الداخلية كما يريدون.. ولبنان الشقيق الذى لا تزيد مساحته على مساحة محافظة الوادى الجديد المصرية دخل أهله فى حروب أهلية لأكثر من خمسة عشر عاما متصلة، ومع ذلك لم يعلق فنان مصرى واحد على ما ىحدث هناك أو ينتقد شعبه، بل كنا وما زلنا ندعو لهم بالسلام والمحبة.. ثم لماذا لم تنتقد إليسا بعد ظهور أعراض السياسة عليها المذابح التى تحدث فى سوريا، أو الاضطرابات فى البحرين والكويت ودول الخليج؟ هل تخشى بطش الأسد وشبيحته،أم تخشى إغضاب شيوخ وأمراء البترول الذين ينفقون ببذخ على إنتاج أغانيها إياها وإقامة حفلاتها؟ وهل الشعب المصرى الطيب المتسامح هو فقط المسموح بالتهجم عليه والتهكم على مشكلاته من كل من هب ودب حتى راقصات الفيديو كليب؟ عزيزتى الأخت اللبنانية الشقيقة إليسا، إن ثورة شعب مصر لم تفسد الحياة العامة فى مصر أو لبنان أو أى دولة شقيقة، أخرى فهى شأن داخلى خاص بنا نحن فقط لا غير، وإذا كانت هناك بعض التداعيات أو الصعاب التى نمر بها حاليا فهى بسبب الضغوط العصبية الإنسانية التى أصابتنا جراء الظلم والقهر والكبت الذى عشناه على مدى ثلاثة عقود من الزمن.. وإذا كانت هناك صعاب مالية واقتصادية نعانى منها الآن فهى نتيجة لعمليات السطو والنهب المتواصل الذى قامت به عصابات الفساد، التى أحاطت بنا وتحيط بهم الآن أسوار السجون واللهم لا شماتة.. وعموما هى شدة وستزول بإذن الله وستستقر الأحوال والأمور، لنعود وننهض كما كنا وأفضل بفضل الله ثم ثوارنا الشرفاء الذين تنتقدينهم وتحاولين التندر عليهم والشماتة على ما هم فيه، مثلك فى ذلك مثل الكثيرين من إخواننا «العرب الأشقاء». إن تصريحات «السنيورة» إليسا هذه استفزت الملايين من شباب مصر الذين ردوا عليها بقوة على صفحات «الفيسبوك» وطالبوها بعدم المجىء إلى مصر وإقامة حفلات فيها، طالما أنها لا تحترم أبناء شعبها الصابرىن الكرام، وقد كنت أتمنى أن تتخذ نقابة الموسيقيين موقفا ما تجاه هذه المغنية، فمنذ شهور قليلة اتخذت النقابة موقفا صارما تجاه المطربة أصالة، لأنها انتقدت فى حديث صحفى الملحن حلمى بكر ومنعتها من الغناء فى مصر. لقد اتخذت نقابة الموسيقيين هذا القرار الحاسم لأن مطربة سورية هاجمت شخصا واحدا من أعضائها، ومع ذلك نراها صامتة حتى الآن أمام تلك الراقصة اللبنانية التى هاجمت وانتقدت ملايين المصريين الثوار، فما سبب هذا «الصمت الرهيب» على رأى شاعرنا الكبير كامل الشناوى؟ عزيزى القارئ الجميل الذى صبر على قراءة ما كتبته هنا، يهمنى أن أوضح لك أننى لم أوجه كل هذه الكلمات لشخص الراقصة المغنية اللبنانية إليسا فقط، لأنها مهما كانت لا تستحق أكثر من كلمة أو كلمتين على الماشى، ولكن أوجه كل هذه الكلمات إلى كل من يتجرأ على مهاجمة وانتقاد أبناء مصر بسوء نية، سواء كان هذا المتجنى فنانا أو من أى مهنة أخرى، وسواء كان من بلد «عربى شقيق» أو حتى لو كان من المصريين إياهم، أمثال غادة عبد الرازق وتامر حسنى وغيرهما من توابع النظام الذى كان. إحنا مش حنسكت تانى، والكلمة حنرد عليها بمليون كلمة وبأكتر كمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق