Ø حمايتكم لشباب الثورة واجب وطني وليس تفضلاً يعايرنا به أحد! > بمن كنتم ستواجهون المتظاهرين وتقمعونهم دون تعريض الجيش لتمرد وانشقاق؟!
Ø وبعد أن أعطيناهم شهوراً لتهريب الأموال وتستيف الأوراق.. أين ما فعله عزمي وجمال وعز من استهزاء وتوريط للوطن بكامله في الانتخابات؟
Ø هل هي مصادفات:
Ø التعجيل بطرح التعديلات الدستورية لاستفتاء رغم إعلان حرصكم علي إخضاعها لحوار وطني؟
Ø اختيار توقيت الانتخابات البرلمانية بعد انتهاء شهر رمضان مباشرة؟
Ø توحيد ردود أفعالكم والإخوان عقب جمعة الغضب الثانية والهجوم علي قناة فضائية لحذف كلمة «حاشدة»
Ø رسالة مفتوحة للإخوان..
Ø جريمة خطف ثورة يناير! > اسألوا السودان عن ثورة الجيش وسوار الذهب والتي انتهت بالتداعي > كأننا خرجنا من نقرة جمال مبارك ووقعنا في دحديرة الإخوان
Ø هل تريد لمصر أن تتشرذم ما بين:
Ø الحسين للإخوان وماسبيرو للأقباط والتحرير للدولة المدنية؟
Ø الثورة قامت ضد تزوير الانتخابات وتزييف إرادة الشعب فإذا بالمحاكمات تدور حول بضع أراض وفيلات ورخص حديد
سيادة المشير..
اسمح بداية لي أتوجه لكم بتحية مستحقة ومضاعفة:
تحية خاصة «أولاً» لشخصكم المقاتل النبيل - لصمتكم البليغ من ناحية.. ولترفعكم «من ناحية أهم» عن تقمص دور البطولة والزعامة.. بدولة يبدع إعلامها الجهنمي في خلق وصناعة الفراعنة والآلهة.
وتحية «أولي مما سبق وأهم» أنكم انتقلتم بمؤسستكم العريقة العظيمة - وبحس وطني راق - ودون انقلاب عسكري.. من كونها وبحسب مخططاتهم» فزاعة وأحد اضلاع رئيسية يحتمي بها نظام فاسد.. إلي درع «وحام» أصيل للشعب والوطن في مجموعه.
الأمل الذي يجعلنا ويفرض علينا «وحتماً» أن نعبر معكم ذلك الماضي البغيض.. ونتجاوز لكم «بموضوعية ومسئولية» عن أي تحفظات أو شوائب علقت بثوبكم الناصع عبر تلك المرحلة المظلمة - مرحلة مستنقع الفساد الذي طال كل شئ بمصر.
الأمل الذي تستحقونه «سيادة المشير» بموقفكم الوطني هذا «وحدكم وبجدارة» - كمؤسسة.. وكقيادات وأشخاص - دوناً من غيركم من مؤسسات الدولة الآخري «الداخلية - والقضاء والإعلام والجامعات. و..» والتي مازالت علي عهدها ومسلكها القديم دون تغيير يذكر سوي في الواجهة فقط والشعارات.
مؤكدين لكم - وحتي لا يساء فهمنا.. ويتصور أحد أننا نوقع لكم شيكاً مفتوحاً علي بياض - أننا نقصد تحديداً و«فقط» تجاوزات عصر مبارك وحدها».. وليس ما بعدها أبداً.. والذي لنا فيه معكم وقفات.. ووقفات.
وقفات لوجه الله وحده - والوطن وثورته العظيمة - من مواطن قارب أن يلقي وجه ربه.. سائلاً وملتمساً إياه الصدق ما أمكن.. والأمانة.
تتمحور هذه الوقفات حول قضايا وطنية «وليست عسكرية» سبع تتعلق بكل من: موقف مجلسكم من الثورة، ودوركم «وتوافقكم» والإخوان، الثورة بين السرقة والإجهاض، الاستفتاء، الدستور، المحاكمات، شرعية الحكم.
وإليكم - بتركيز وعجالة - ما يمكن أن تسمح به السطور والمساحة.
الوقفة الأولي: موقفكم وثورة يناير 25
وهو الموقف الوطني الأصيل الذي تجسد منكم بالفعل - لا القول - ميدانياً اعتباراً من مساء جمعة الغضب العظيمة التي توحد فيها شعب مصر بأسره يناير 28.
وهو ذاته الموقف الذي نثمنه لكم - رافضين «وبكرامة ورؤوس مرتفعة» وبشكل قاطع أي منّ أو تجب أو تعال من أحد من طرفكم «ولو علت رتبته» بشأنه.. معايراً إياناً بما يجري بليبيا أو غيرها.
سيادة المشير:
نعلم «ويقينا» أن الأوامر صدرت لكم بالنزول لاستكمال ذات المهمة البغيضة التي فشل فيها السفاح الدموي العادلي.. لكنكم «ولحسابات وطنية مسئولة» لم تورطوا مؤسستكم العظيمة بهذا المستنقع في رهان حقير وفاشل حتماً.
فما كان من الرئيس «وبحسب ما نشر» إلا أن حاول أن يزيحكم من منصبكم بترشيحكم نائباً له - كي يأتي بجلاد دموي قذر «كالعادلي» «وما أكثرهم».. بحيث يتم له مهمته الحقيرة، ثم يلتفت لكم بعدها «ومجلسكم كله» لتصفية الحسابات معكم.
لكنكم - بمسئولية وشموخ ووعي - فوتم عليه الفرصة.. ورفضتم نعلم بالقطع كل ذلك - سيادة المشير - ونثمنه..
لكن الذي يجب أن تعلموه أنتم أيضاً «ومجلسكم» - وتتمنوه كذلك - أنكم بموقفكم المسئول هذا انتصرتم لأنفسكم ومؤسستكم قبل أي أحد آخر «حتي الوطن والشعب» وذلك لأسباب واعتبارات جوهرية أربع.
> فأولاً: من حيث المبدأ:
فأنتم انتصرتم لأنفسكم «أخلاقياً» «كبداية» بانحيازكم للحق.. ضد عصابة ومافيا للفساد ولصوص أراض وخصخصة وبنوك وغاز.. وسلخانات أمن الدولة.. وتزوير انتخابات.. ونواب سميحة ومخدرات وقمار ونقوط.. وميليشيات بلطجة وتوريث.. و..
فما رأيك سيادة المشير:
هل أنتم كمقاتلين شرفاء.. وتنتمون لمؤسسة عظيمة محترمة - كان لديكم «من حيث المبدأ» اختيار آخر.؟
> ثانياً: وارتباطاً بما سبق سيادة المشير فعندما تفرض عليكم أوضاعكم العسكرية الحساسة عدم القدرة علي مواجهة طوفان النهب والفساد بالحكم «وبالقائد الأعلي وأسرته تحديداً»..!!
وتستمرون علي موقفكم هذا «لعشرات السنين» - ولو كنتم غير راضين.
وعندما تصمت كذلك كافة المؤسسات المعنية الأخري عن فساده «بل وتشاركه فيه» - من الداخلية.. للإعلام.. والعدل.. مؤسسات الأمن القومي.. ويكون الوحيد صاحب مبادرة ونخوة وجسارة الدفاع عن الوطن واسترداد شرفه المهدر هو الشباب الأعزل - والشعب من ورائه.
والذين يدفعون «ووحدهم أيضاً» الثمن باهظاً وفادحاً من دمائهم.. وأرواحهم.. وانتهاك أعراض فتياتهم. والآخرون «جميعهم» في مأمن يترقبون أو يتفرجون!!
فإن هؤلاء الجميع «يا سيادة المشير - بما فيها مؤسستكم - يصبح هو المدين لهم بالشكر والعرفان.. وليس «أبداً» العكس.
ونكررها ثانية «وعاشرة» - وبأعلي صوت - أنتم المدينون بالشكر لشباب الثورة والشعب الشجاع الذي مسح عنكم عار أن تكونوا جيشاً لوطن فاسد «ونجله الوريث». ويصبح حمايتكم لهم آنذاك «وليس أبداً مقاومتهم أو ذبحهم» فرض عين وواجبا.. وليس أبداً تفضلاً يتجبي به أحد علينا - معايراً إياناً بما يجري بالدول المجاورة.
غير مدرك «وللأسف» الفارق الوطني والأخلاقي «الشاسع بين مدرسة الوطنية المصرية من أحفاد عرابي.. والضباط الأحرار.. وأبطال أكتوبر.. وبين مرتزقة ليبيا.. وقبلية اليمن.. وطائفية العلويين بسوريا..!!
ومتغافل أيضاً وعن عمد أن تلك الحماية «الفرض عين وشرف» اقتصرت منكم في البداية علي مجرد «الحياد» وفقط والتي تمثلت في:
عدم مناصرة أو مقاومة أي من الشعب وثورته.. أو مبارك الفاسد ونظامه - كيوم موقعة الجمل «الغريب والمريب» علي سبيل المثال.
وهذا ليس تقليلاً من شأنكم العظيم «النبيل لدينا - سيادة المشير - لكنه تأكيد ووضع «لمن يتجبون علينا» للنقاط فوق الحروف. تلك الحروف «بنقاطها الدامية» التي تقول: إننا ذبحنا «ودون حماية من أحد» يوم موقعة الجمل وما بعده.. ثم منع «عنا «ولأيام» سمع وبصر «الجميع» الماء والغذاء والدواء.
ثم تغيرت عقب تلك الموقعة أوضاع كثيرة وجوهرية علي أرض الواقع - بفضل هذا الشباب والشعب العظيم وحده.. ومن تشرفوا «بعد ذلك بمناصرته.
> وثالثاً: فعندما تجدون - سيادة المشير - صغار ضباطكم وجنودكم الذين نزلوا مساء يوم الجمعة 28 لمواجهة المتظاهرين محمولين علي الأعناق صباح السبت 29 يناير بالميادين «وبصدارة الصحف والفضائيات».. يهتفون بحرقة ومن الأعماق لإسقاط النظام.. وضد اللصوص والفساد والتوريث.. ويمزقون صور قائدهم الأعلي وأعوانه وأسرته..؟
كل ذلك قبل أن تصدروا بياناً واحداً يوضح موقفكم.
فبمن إذن كنتم ستواجهون «وتقمعون» المتظاهرين - ودونما يعرض مؤسستكم لبعض تمرد وانشقاق..؟ فهل كان لديكم هنا أيضاً - وبحسكم الوطني والمسئول - من اختيار آخر يحفظ لمؤسستكم العظيمة تماسكها الوطني والأخلاقي قبل العسكري..؟
> رابعاً: وعندما تجدون «قبل كل ما سبق وبعده» - وفور نزولكم - طوفاناً وملايين من البشر يكسون دباباتكم.. وينامون أسفل جنازيرها.. ويكتبون عليها «تحدياً سافراً» قبل بزوغ فجر السبت.. وقبل صدور أي بيان من طرفكم - بسقوط قائدكم الأعلي.. فبأي ثمن فادح إذن كان يمكنكم مواجهتهم.. وبأي ضباط صغار وجنود، وما هي النتيجة المرتقبة لذلك؟؟
الإجابة - وبلا أدني تخمين - يمكن أن نجدها قاطعة وحاسمة في:
1 - السويس الصابرة «محدودة الرقعة والعدد» أيام 25/28 في مواجهة الرشاشات وسيول الرصاص الحي والمصفحات المجنزرة..
> فهل كان سيختلف الأمر بالنسبة لهم كثيراً لو تم ذلك بزي أصفر بدلاً من الأسود..؟
> وأن يتم ذلك فيما بعد علي امتداد رقعة الجمهورية بأسرها - وبملايينها..؟!
2 - وذات الاجابة يمكن أن تجدوها أيضاً - قاطعة ومخجلة - عندما أرسل «أو بالأحري أغار» علينا نيرون الفاسد بالفانتوم المنخفضة فوق رؤوسنا بالتحرير - بفرقعاتها الهائلة.. وتفريغها المخيف للهواء «كما تفعل بالضبط توأم روحه إسرائيل بغزة وبيروت».. تلك الغارة التي - ومع احترامنا.. وعدم اقتناعنا بالمرة بتفسير بعضكم لها - كان للملايين بميدان التحرير آنذاك رأي آخر «أصدق وأصوب».. وهو أنها «إما تهديد أو تمهيد» فكان الرد التلقائي عليها أكثر من رائع:
أ - فلم يهتز أحد بداية لذلك التهديد التي تكرر مرات ومرات ولم يهرب صبي واحد من الميدان - ولو لأخذ ساتر..
ب - بل وتأججت الثورة حينئذ بصدور الملايين.. وانصهروا تماماً معاً.. ووجهوا هتافات متحدية لعنان السماء.. بصوت هادر غطي علي صوت الطائرات ذاتها - بهتاف عبقري موحد: «حسني اتجنن» لدرجة أننا ظننا أن أطقم الفانتوم بالسماء - وزملاءهم بالمطارات - قد سمعوها.. فأحسوا بالخجل والعار «الشخصي.. فالوطني».. وامتنعوا بالتالي عن العودة والمواصلة تحت امرة «ولصالح» قائد أعلي «فاسد.. ومجنون».
ودعك عن حيرتهم آنذاك - كيف يتأتي أن يكون مثل هذا المجنون «والفاسد» علي رأس مؤسستهم العظيمة.. أو حتي ينتسب إليها..!!
وتأكد لنا ولهم «ولكم» بهذه اللحظة الاستثنائية بالتاريخ - سيادة المشير - أن شعب 25 يناير لم يعد هو ذلك الذي «تجمعه صفارة أو تفرقه عصاية». فلم يكن من أدني فارق عندنا «والملايين» لحظتها أن نموت برشاشات العادلي ومصفحاته.. أو بطائرات النظام ودباباته. فيجوز أو بالتأكيد أن الاصابات بيننا ستكون أعظم.. وأن التنحي سيتأخر.. لكن النتيجة الحتمية آتية لا محالة - فلا مجال أو عودة للتعايش مع هذا النظام الفاسد للحظة.
وتجسد لنا جميعاً في هذه اللحظة درس إيران «الشاه».. عندما عجزت الآلاف من دباباته وطائراته وأركان حربه عن سحق ودهس الملايين.
وهكذا.. وكخلاصة يا سيادة المشير
فلأسباب جوهرية عدة - أخلاقية ومبدئية وميدانية - كان انحيازكم للثورة «أو علي الأقل عدم مقاومتكم لها» انتصاراً وانقاذاً لمؤسستكم الوطنية قبل أي طرف آخر.
>>>
الوقفة الثانية: «الإخوان.. والموقف الملتبس»
ويتعلق الأمر هنا سيادة المشير بالتوجهات السياسية لمجلسكم الأعلي الحاكم.. ومدي حيادها أو تحيزها لفصيل دون غيره - وفي مقدمتهم الإخوان تحديداً. مؤكداً لكم «وقبل الاستطراد» أني لست ممن يعتبرهم فزاعة أو يناوئهم - بل كم تكتلنا معهم بانتخاباتهم ضد مبارك الفاسد ونظامه.. وكان لنا في 30/1/2007 بجريدة الكرامة مقال نرد فيه بصفحة كاملة علي اتهامات مبارك الباطلة لهم بعنوان:
«من الأخطر والأكثر نكبة علي مصر»:
«الإخوان.. أم مبارك ونجله وعصابة الحكم والفساد بالدولة..»؟!.
الأمر الذي لم يكن تفضلا مني تجاههم.. بل اقراراً بمكانتهم ودورهم كفصيل وطني أصيل في تاريخ ومسيرة مصر - بسلبياتهم «كغيرهم».. وايجابياتهم.
لكن هذا شئ.. وأن يختزل الوطن فيهم وحدهم - من قبلكم تحديداً - شئ آخر وهو الأمر الذي لانفيه ولو ألف بيان تصدرونه أنكم لستم إخوانا أو سلفيين..!! فالعبرة «وفقط» بالمواقف.. والقرارات.. والاختيارات.
فهل هي محض مصادفات بحتة سيادة المشير:
1 - أنه فور تولي مجلسكم الأعلي مهام الحكم.. وتمسككم «بل واستماتتكم» بكل طاقم واختيارات مبارك - من شفيق.. لوجدي.. ومرعي.. وأبوالغيط.. عزمي.. وسرور.. وصفوت.. ومجلسي الشعب.. والشوري..و..
أن يكون قراركم الوحيد المغاير لما اتخذه مبارك هو الاطاحة بلجنة تعديل الدستور واستبعادكم لقمم المعتدلين منها ومتنوعي الاتجاهات «أبوالمجد، درويش، صيام، مكي، عطية».. لاستبدالهم بغيرهم - رئاسة وعضوية - ذات توجهات اخوانية فقط دون سائر الاتجاهات السياسية الأخري..!
بل وجاء اختياركم لعضو الإخوان ذاته لأكثرهم استفزازاً.. وإثارة للعنصرية والتعصب واللغط بالمجتمع - دون غيره حتي من المعتدلين منهم..؟!
فمن الذي أشار عليكم بهذا الاختيار غير الصائب - سيادة المشير - وماذا كان هدفه بالتحديد.. وماذا كانت تبعاته؟
2 - وهل مصادفة ذلك التعجل من طرفكم «والإخوان كذلك وحدهم» لطرح تعديلاتكما «معاً» علي الدستور للاستفتاء.. والتشدد في رفضكم «بل ونكوصكم لوعدكم المسبق» باخضاعها لحوار وطني متسع مع «كافة الاتجاهات السياسية الأخري» - والتي كان لها تحفظاتها الجوهرية علي بعض موادها وتوقيتاتها بحيث بدا الأمر وكأنكما تريدان سرعة تمرير شئ واتفاق ما «معاً»..؟!
3 - وهل هي مصادفة كذلك التوافق الغريب «بينكما» في الدعوة للموافقة علي الاستفتاء - ما بين «نعم مع الله».. أو «نعم للمجلس العسكري»!!
وهو ما أكده وصرح به «وتكراراً» بعض أعضاء مجلسكم الموقر «متفاخرين».. وأنتم المفترض أصلا أن تكونوا لهذه النتيجة محايدين..!!
4 - ومع التغاضي «تساميا من طرفنا» عن اختياركم للون الأخضر «شعار الإخوان» لنعم.. وأسود الظلام لـ«لا».. والسبت «عقب الجمعة وخطبتها وما جري فيها» موعداً للاستفتاء.. فهل هي مصادفة أيضا ذلك الاختيار العجيب والفريد لانتخابات البرلمان فوراً عقب انتهاء شهر رمضان بشنطة «وكما جري بالاستفتاء».. وموائد رحمانه.. وسهراته ودروسه الدينية واعتكافاته علي مدي 30 ليلة متواصلة.
وهو الموعد الذي تم اختياره بدهاء وحرفية بالغة - ويجري الاستماتة في الدفاع عنه تحت دعوي ومظلة «الإرادة الشعبية».. فما رأيكم يا سيادة المشير - مصادفة هي الأخري..!!
5 - وعندما تتوحد مواقفكم «والإخوان» من جمعة الغضب الثانية تشكيكاً.. وتحذيراً.. وترهيباً من المشاركة فيها.. فهل هذا أيضاً من قبيل المصادفة سيادة المشير..؟!
6- ثم عندما تتوحد أيضاً «وكذلك» ردود أفعالكما تجاه حجم المشاركة الضخمة - بها - من تجاوز وعصبية بالغة:
> تدفعكم من ناحية للهجوم علي قناة فضائية «وعلي الهواء» لاجبارها علي حذف وصف «حاشدة»..!!
> وتجبر «الإخوان أون لاين» من قيادتها علي انتهاج نفس الشئ..!!
> ويعزف علي ذات الرتم «بينكما» كاتب رصين - متعاطف دوما والإخوان - متهماً «وعلي الهواء أيضاً.. ومباشرة» جريدته.. وإعلامناً المستقل في مجموعه «بالتدليس» - وأن تكون مرجعيته ذات المصداقية في هذا الشأن جريدة «سعودية» تصدر من لندن لم تر في الحضور أكثر من ثلاثة آلاف فقط..!!
فهل ردود أفعالكم المتجاوزة تلك - وغيرها - وغيرها.. وغيرها - محض مصادفة هي الأخري..؟!
7 - وصولاً أخيراً «وليس آخراً» سيادة المشير - لذلك التوافق والتطابق في المواقف بينكما أيضاً تجاه مسودة قانون مجلس الشعب المرفوض من كافة القوي السياسية الأخري.. والموافق عليه تماماً من طرفكما..!!
وبعد..
فعفوا سيادة المشير - فمهما أصدرتم من بيانات تتحدث عن الحياد.. وتنفي تهم التميز والانتماء لاتجاه ما.. تبقي العبرة - وكما أسلفنا - بالمواقف والقرارات والاختيارات «وفقط» «أي ما وقر بالقلب.. وصدقه العمل».
الوقفة الثالثة: «الثورة بين السرقة.. والإجهاض»
وارتباطا بما سبق «سيادة المشير».. وذلك التوافق المؤكد والعجيب بينكم والإخوان - من لجنة الدستور.. للاستفتاء .. للقرارات والاختيارات.. للتصريحات والانفعالات - وصلنا بالتداعي لوضع شاذ وغريب.. مفاده:
> ان الثورة التي لم يشارك أصلاً مجلسكم في الدعوة إليها.. أو تفجيرها.. أو صياغة أهدافها.
> والتي لم يشارك كذلك الإخوان في الدعوة إليها «بحجة عدم استشارتهم فيها».
> والتي لم يشاركوا بالتالي في بداية تفجيرها يوم 25 يناير «وان انضموا لها بقوة بعد ذلك - ومع الجميع - بعد أن فوجئوا وشاهدوا حجمها وتأثيرها».
> ثم خرجوا منها «وكالعادة أيضاً» مبكرين.. بعد أن دانت لهما «وبتوافقكما» الثمرة - ثمرة الحكم..!!
أصبحتما «ويالسخرية القدر» - «أنتم وهم» وحدكما - المحرك واللاعب الرئيسي بها.. و«نكرر «بها»..!!
ومعكما.. ومن ورائكما - ويا للسخرية والتهكم أكثر - السلفيون.. والذين كانوا ضد الثورة أصلاً.!!
أما فرسان الثورة الحقيقيون - الذين دعوا إليها.. وفجروها - فباتوا مهمشين.. منبوذين.. بل ومتهمين وفاقدي الوطنية والدين والاعتبار..!!
وأما الثورة ذاتها - بشعاراتها الأصلية وأهدافها - فقد تاهت «بفضل اللاعبين «بها».. وباتت لقيطة تتقاذفها قاعات ومنصات المؤتمرات والفضائيات «لا أكثر»..!!
وبتنا أمام ما يشبه «بل ويرقي» إلي درجة الجريمة الوطنية الكبري:
جريمة إجهاض.. فسرقة الثورة من فرسانها الحقيقيين
ولتمرير تلك الجريمة.. تساق تبريرات وأحاديث إفك «وتدليس» كثيرة وخسيسة. فإذا اعترض أحد - سيادة المشير علي:
أ - اصطفاؤكم ومحاباتكم للإخوان وحدهم وتحديداً.. فهو يريد «كمبارك بالضبط» اقصاءهم عن الساحة.
وهذا أمر - وكما هي عادتهم - بالاستفتاء.. والعاشرة مساءً.. والإخوان أون لاين - محض كذب وتدليس وخداع.
فنحن ومنذ نضالنا معهم كثيراً «ومن أجلهم أحياناً» - لم.. ولن.. ولا نريد «أو نملك» اقصاءهم أو غيرهم.
لكننا نرفض في ذات الوقت محاباتكم لهم - واقصاءكم لغيرهم - وتوريثهم الثورة والحكم بالتالي.
وكأننا خرجنا من نقرة جمال مبارك إلي دحديرة الإخوان..!!
فعفوا سيادة المشير - فالمبدأ الذي خرجت من أجله ثورتنا «التي لم تشاركوا أنتم وهم أصلاً في تفجيرها» لا يتجزأ.. ولا يملك أحد بالتالي أن يورثها.
ب - وإذا تحدث أحد عن مدنية الدولة.. وفند لهم منطقاً مغلوطاً «وما أكثره» فهو علماني.. خارج عن الملة.. لا يعرف الطبيعة المتدينة لشعبنا.
بحيث أصبح الإخوان - والذين كذبوا ودلسوا كثيراً - هم المتحدث والمعادل والمساوي الوحيد للإسلام والدين.
ومن ينتقدهم بالتالي فهو ينتقد الشريعة ويهاجم الدين..«!!» ولكم في تصريحات صالح.. والمحلاوي.. و.. وألف دليل.
ولا عزاء هنا أو تذكرة لهم ولكم «مرة أخري.. ومرات»: والإخوان أون لاين.. والعاشرة مساءً.. والاستفتاء.. و«دعك عن تاريخهم القديم من النفراشي..للمنشية.. لطظ في المصريين»..!!
وحقاً.. فكم من الجرائم والخطايا والتدليس ترتكب باسمك أيها الإسلام والدين.. يا من بت مطية لأصحاب مبدأ الغاية «والغنائم» تبرر الوسيلة.. ويا من يتمسكون بك كمرجعية عليا لهم - ويهدرون في ذات الوقت كبائرك وأخلاقياتك..!!
ويا من وصف رسولك العظيم «بالصادق الأمين».. والذي لم يغش أبداً في موقف وحيد..!!
ج - وإذا تحدث أحد عن أن شباب الثورة «بل وبعض كبارها» يحتاجون - موضوعياً - لفترة زمنية مناسبة وعادلة تتيح له فرصة ديمقراطية حقيقية لخوض الانتخابات.. بعدما استغرقوا أنفسهم تماماً لسنوات سابقة في النضال ضد مبارك وفساده - دون اهتمام آنذاك بحسبة التصويت والانتخابات.
يجئ الرد هنا أيضاً - تشخيصاً وتدليساً - من المتمرسين تاريخياً علي الحشد.. والانفاق.. والتربيطات الانتخابية «مع العمد وغيرهم» - إخواناً كانوا أم حزب وطني - بحديث مغلوط خارج السياق: عن قوي لها تأثيرها وقواعدها الجماهيرية.. وأخري تخبوية.. كسولة.. منفصلة.. منعزلة.. متكبرة.. وذات صوت إعلامي عال و«فقط»!!
ولا يهم بالقطع هنا - ويا للخجل - موقف كل منهما من الثورة «دعوة.. وتفجيراً». بحيث بات يخرج «وبمقتضي هذا التوصيف والتدليس» عن الذمة والوطنية والملة.. وأحقية التحدث عن الثورة والشعب والوطن.. وأحقية التمثيل ببرلمانه.. ولجنة دستوره - كل من ناضل في زمن مبارك بعيداً عن أحزاب «وجماعات» الحشد والانفاق.. والذين يأتي في مقدمتهم ويا للسخرية كل من:
1 - الشباب الذي فجر الثورة وعبر عن ضمير الوطن.. وسقط منه آلاف الشهداء والجرحي.. والذي كان أداته الرئيسية في ذلك الفيس بوك والنت والكي بورد - وليس مهارات التصويت والانتخابات وشنط الأرز والزيت والسكر..!!
2 - ومن قبلهم - وبذات المعيار - خالد سعيد «شهيد النت» الذي ألهم الشباب جذوة الثورة علي القمع والفساد.. وكذا أحمد بسيوني الذي لم يكن يجيد أكثر من الفن واللوحات.. و..و..
3 - وكذلك الشباب حديث العهد بالسياسة.. والذي ابتكر أشكالاً غير تقليدية «وغير انتخابية» - كالوقوف بالقرآن والإنجيل «صامتين» بطول الكورنيش..!!
4 - والعواجيز الذين قادوا معركة تصدير الغاز لإسرائيل ورفعوا قضايا بشأنها - وكذا بالنسبة لمن قاوموا حرس الجامعة وأمن الدولة بها..!!
5 - وجيل الوسط «وكفاية.. وأخواتها» الذين دافعوا عن شرف الأمة «في زمن الصفقات» - باستفتاء 2005.. فانتخابات الرئاسة التي تلتها.. والذين تم هتك عرضهم وتجريدهم من ملابسهم بعرض الطريق..!!
6 - وتجمعات المثقفين الذين قاوموا التوريث.. حينما كانت بعض الجماعات تغمز وتلمح بامكانية القبول بجمال «بشروط»..!!
7 - .. و...
فأي منطق مغلوط وتدليس وطني هذا.. وغسيل قذر ومشبوه للوعي وللعقول.. والذي بمقتضاه يمكن أن يتوفق علي أولئك جميعاً بل ويكتسحهم فيه - وبخلاف الإخوان - أمثال غول الصعيد.. وأبناء شاذلي منوف - وسرور السيدة.. وسامح.. وعزمي.. وعز.. حال براءتهم..!!
ولنعود مرة أخري لذات المربع مربع الوطني - الإخوان - والقادرين وحدهم علي الحشد والسخاء في الانفاق..!!
فهل من أجل هذا قامت ثورتنا.. ترسيخ الممارسات والهياكل القديمة..؟؟
أم أن الثورة أصلاً هي علي تلك الهياكل والأوضاع والمفاهيم - وفي مقدمتها الحكم والانتخابات..!!
اسألوا السودان «وتاريخه» سيادة المشير - وكيف انتهت ثورته الشعبية الرائعة الشبيهة عام 85.. والتي خرج فيها الشعب وجميع طوائفه لاسقاط النميري الفاسد - ثم تسلمها منهم الجيش «وسوار الذهب العظيم».. محافظاً و«للأسف» علي ذات الأوضاع القديمة - والتي انتهت بالتداعي.. وبعد مكائد انقلابات إلي ما يسمي كذباً بحكم الشريعة.. والذي انفصل في ظله وبركته وليذهب أقباط الجنوب ودارفور علي الطريق.
الوقفة الرابعة: «الاستفتاء
والذي جري توصيفه تجاوزاً «بعرس الديمقراطية» - سيادة المشير - في حين أن جوهره ومضمونه «مأتماً للوطنية».. بل ويصل بأحد جوانبه إلي مرتبة «الخيانة العظمي» للوطن والثورة.
ليس أبداً بسبب ما اشتمل عليه من توقيتات وقضايا تحتمل الاختلاف.
ولكن لأنه - ولأسباب وممارسات حقيرة - كان يوم إعلان الطلاق الرسمي والانفصال ما بين المسلمين والمسيحيين.. والمسجد والكنيسة بالوطن..!!
> فعندما ننقسم علي صندوق التصويت - كلبنان بالضبط - تبعاً للطائفة والديانة.. فاستحالة أن يكون ذلك عرساً - وإن توافرت له كافة المظاهر الاحتفالية - وكاميرات الفضائيات.. وحرية التصويت.
> وعندما نخرج من ميدان التحرير التي توحد فيها المسلم والمسيحي - تعايشاً ونضالاً.. وعبادة..وحراسة لبعضنا البعض.. لننقسم «وفوراً» بعده علي صندوق التصويت تبعاً للدين.. فإننا نكون بصدد خيانة عظمي لثورة يناير وضميرها وشهدائها.
> وعندما نخرج من الميدان الذي تجمعنا وانصهرنا فيه معاً لنورث الثورة لأحد الفصائل دون غيرها - سياسياً أو دينياً.. فذلك هو قمة التنكر والإجهاض للثورة والفشل.
ومن أسف يا سيادة المشير.. فلسوف يظل يذكر التاريخ «شئنا أم أبينا» أن أول انقسام ديني في تاريخ مصر «تصويتاً» - ذلك الذي جري بأعضاء لجنتكم المنتقاة للتعديلات.. والتي وضعتكم - ودون أدني قدر من الأمانة والمسئولية.. ولاعتبارات أنانية ضيقة - في ذلك الموقف غير المسبوق لمؤسستكم العظيمة.. التي طالما وحدت مصر وصهرتها «روحا.. ودماً» - من رياض.. لعزيز غالي.. والرفاعي.. وسيدراك.. وعبدالعاطي.. وباقي عزيز..و..
ومعذرة سيادة المشير..
فإن الوطنية الحقة - والواعية والمتجردة والمسئولة كانت تقتضي «مع تصاعد نذر ووتيرة الانقسام آنذاك» خطوات عاجلة ثلاث:
(1) اتخاذ «نقطة نظام وطنية حاسمة ومسئولة وعاجلة» لوقف جميع إجراءات الاستفتاء.
(2) معاودة صياغة ووضع الأمور بنصابها وسياقها الحق:
- بعيدا عن الدين «مسجدا وكنيسة»
- وعن أكذوبة مسيلمة حول مادة الشريعة الإسلامية.
- وانتهازية البعض في التلهف علي جني الثمار التي لا يستحقونها.. ولو علي حساب حرق الوطن بأسره.
(3) ثم معاودة طرح الاستفتاء بعد اتمام ذلك كله وبعد أن يتم تنقيته تماما من أي توجه أو تفسير طائفي.
ولا يهم بعد ذلك - وبعد تصويب الأمور- أن تجيء النتيجة بنعم أم لا.. فالأهم أن تجيء تلك النتيجة كاختبار وطني.. وليس طائفيا.
لكن كيف يتأتي لكم ذلك - ومعاونكم أصلا «واقطاب لجنة تعديلاتكم» والمستفيدون الوحيدون منها.
وأرسلوا- وأمام أعيننا - شبابهم وفتياتهم «الأشبال الواعدين» أرتالا تجوب المدرجات والمدن الجامعية لترويج «أكذوبة» المادة الثانية بالدستور.
ليذهب الوطن - من أجلهم - للجحيم.. وطظ مرة أخري وألف طظ في المصريين وثورتهم وفي الشباب الذي يتم تلقينه الغش والكذب لدعوة مرجعيتها الدين..!
وعودة ثانية للاستفتاء سيادة المشير وقبل أن تطوي صفحته فعندما يتم دعوتنا لإبداء الرأي في 9 مواد فقط كي يصدر إعلان بعده من إعداد «البشري وصالح» من 62 مادة كاملة - أي بما يعادل 5 أضعافه - فإن ذلك لا يعد عرفا.. ولا استفتاء.. ولا إرادة شعبية من الأصل.. بل محللا وستارا لتمرير رغبات وتوجهات وتوقيتات معينة مع إعطائها حصانة شعبية زائفة.
- الوقفة الخامسة: «الدستور»
وصولا.. وبعد الاستفتاء السابق وعواره - سيادة المشير - لذلك المأزق الوطني الراهن المتعلق بالدستور وتوقيته، والذي بتنا بين شقي رحي رهيب بشأنه:
- ما بين الخضوع للمنطق في ترتيب الأحداث والاشياء.
- أو لنتيجة الاستفتاء.. والتي قد يمثل الخروج عنها «وبعد الثورة بالذات» سابقة خطيرة قد لا تحمد عقباها.
والذي نوجز اجتهادنا المتواضع بشأنه في جانبين: المخرج الآمن والمناسب- والدروس المصيرية المستفادة والتي يجب أن نعيها من هذا الموقف.
(أ) المخرج الآمن: ويتمثل في شقين متلازمين:
الأول: عدم النكوص عن نتيجة الاستفتاء «رغم نقائصه.. وما شهده من تدليس».. والإقرار بما انتهي إليه من أن الدستور ثانيا «وليس أولا».
آملين ألا نتورط في مليونيات أو فعاليات تناقض ما استقر عليه 14 مليون مصري تصويتا «ولو معيبا» - فذلك تبعات مروعة لإهدار أي استفتاء آخر قادم بمبرر أو آخر «وما أكثرها».
والثاني: هو التوافق حول أهم المباديء الجوهرية المستهدفة من دعوة «الدستور أولا».. وصياغتها في إعلان دستوري تكميلي أو جديد - بحيث تجري الانتخابات القادمة علي أساسه.
مع محاولة إيجاد حلول دستورية بواسطة الفقهاء لقضايا «وألغام أربعة»: مجلس الشوري نسبة العمال والفلاحين ومدنية الدولة وحقوق الاقليات.
(ب) الدروس المصيرية المستفادة:
وهي الأهم علي الاطلاق.. والتي يجب أن نعيها ونستفيد منها بتلك التجربة - سيادة المشير - والتي نركز فيها مبدئيا علي اثنين علي وجه التحديد.
الدرس الجوهري الأول:
أن صياغة أي دستور قادم يجب ألاتخضع أبدا لمنطق الكم «والأغلبية والأقلية».. مما لا يجوز فقط سوي في الانتخابات - ببرامجها ومرشحيها.
أما الدستور.. فلا مناص أو بديل عن التوافق العام.. والذي يجب أن يتسع للجميع «ما أمكن» بحيث يأتي الاستفتاء عليه كنوع من التوثيق.. وليس التغليب.
وعلنا نعلم قيمة هذا الدرس فيما نعايشه الآن من أغلبية - يقال عنها كاسحة - أقصت وصادرت بالاستفتاء السابق علي شتي الاتجاهات الأخري.. فخرجنا إلي أزمة وانقسام أصبح يؤرخ بها للثورة المصرية وبدء الانشقاق فيها.
فهل لديكم استعداد - سيادة المشير - لأن تتكرر تلك الأزمة والانشقاق «وبصورة أخطر بالقطع» بالدستور القادم؟ وهل تريد لمصر أن تتشرذم مرة أخري «ومرات» ما بين الحسين للإخوان.. وماسبيرو للأقباط.. والتحرير لمدنية الدولة.. ورابعة العدوية.. وروكسي.. و..؟؟
أما الدرس الثاني:
فضرورة أن يشتمل الدستور علي تحريم وتجريم استخدام منابر وساحات ودروس المساجد والكنائس «والبرامج الدينية» لمناصرة توجه سياسي أو مرشح رئاسي وقائمة انتخابية معينة - حفاظا علي تماسك الوطن ووحدته.
مع حرمان «وللأبد» أي حزب أو اتجاه يتورط في تأجيج التطرف والصراعات الدينية وتكفير الأخرين.
الوقفة السادسة: «المحاكمات»
تلك المحاكمات التي باتت لغزا كبيرا - سيادة المشير - واتبع فيها «وبالضبط» نفس النهج الذي جري بقضية العبارة السلام 98: تكييفا.. وتزييفا وتفريغا للتهم.. فانتقاء «للقضاة» وللأماكن الملاكي للمحاكمات.. فبراءة مؤكدة بعد ذلك بالنقض - وإن طال الزمن.
الأمر الذي أصبحنا معه «وكالعبارة الغارقة بالضبط» أمام ملهاة كبري في قضايا ومحاكمات قشرية مستعارة - بدلاً من تلك الأصلية والحقيقية التي قامت الثورة ضدها من الأصل:
(1) فالثورة قامت أصلا ضد تزوير الانتخابات.. والتي توجد جميع مستنداتها الرسمية الموثقة - والمتورط فيها الحزب الوطني برئاسة مبارك وعزمي وعز وسرور والشريف وجمال ومرعي وبعض القضاة.. و..
فإذا بالمحاكمات تدور حول بضع أراض وفيللات ورخص حديد.. وبعد أن أعطيناهم شهورا وأسابيع لتهريب وتستيف أموالهم وأوراقهم..!
فأين - يا سيادة المشير.. ويا شعب مصر - ما فعله عزمي وجمال وعز من استهزاء وتوريط للوطن بكامله في الانتخابات..!
وأين ذلك - وهو الأفدح والأفضح - من بضع توكيلات اتهم فيها أيمن نور..؟
وأين وزير العدل.،. والقضاة الذين أشرفوا علي ذلك التزوير..؟؟
(2) والثورة قامت أيضا ضد معتقلات وسلخانات أمن الدولة - فإذا بالعادلي يحاكم عن غسيل الأموال بدلا من سلخ الأعراض والأبدان.
وسيحاكم «ومبارك» - وسيتم تبرئتهما - لمقتل الشهداء..، أما ما جري من تعذيب وإزهاق للأرواح علي مدي 30 عاما فقد ذهب ادراج «غض البصر.. التستر» والرياح.
(3) وقامت الثورة كذلك ضد التوريث.. والتفريط في مستقبل مصر «ووقف حالها» لأكثر من 20 عاما من أجل تمرير هذا الجريمة - بما اشتملت عليه من تجريف لجميع الكفاءات.. بكل المواقع.. مع إحلالهم برجال «وشركاء» اللص الوريث.
وسقطت أيضا هذه الجريمة «بخيانتها العظمي في تاريخ ومصير الوطن» من الحساب..، ويحاكم بدلا منها مبارك.. ونجله.. والشريرة «زوجته» «سبب كل الكوارث والنكبات» عن حسابات مكتبة الإسكندرية.. وأشباهها. فهل هذه حقا ثورة.. أم استهانة.. وهزار.. واستهزاء بالشعب وأرواح الشهداء.؟؟
(4) وقامت الثورة ضد تقزيم مصر.. وضياع والتفريط في مكانتها - فمشاركتها في غزو وضياع العراق.. وتورطها بتقسيم السودان.. وتأجيج شرذمة لبنان.. و..، وقبل كل هذا وذاك «وأهم» ضياع ماء النيل بممارسات فاشلة وغير مسئولة.. و..
ونحاسبهم بدلا منها علي ضياع بضع ملايين وملاليم باقرارات ذمتهم المالية..!!، ألهذه الدرجة تصل الاستهانة بمصير مصر «وثورتها»:
نحاسب جرانة أو المغربي عن إجراءات أضاعت بضع ملايين.. ولا نحاسب مبارك علي تفريطه «بممارساته» في ماء النيل..؟!!
(5) وقامت الثورة ضد التبعية.. والنجم الساطع.. وأن يكون رئيسها «وقائدها الأعلي»- يا مقاتلي أكتوبر - كنزا استراتيجيا للصهيونية العالمية وإسرائيل..!
ونتحدث «بما يشبه النكتة» عن هذا الجاسوس أو ذاك تاركين رأس الخيانة العظمي ذاته قابعا منعما بشرم الشيخ..!!
(6) وقامت الثورة ضد اسمدة وأغذية الفشل الكلوي والكبدي والسرطان.. وتدمير زراعة مصر.. فإذا بيوسف والي «كغيره» يسأل عن أمور أخري..!!
(7) وعلي نفس الرتم والنسق.. يتحدث هيكل عن معلومات بأن أرصدة مبارك - فيتم استدعاؤه «وعلي الفور» للتحقيق بشأنها، ثم يشير «وعلنا» «لوثيقة» - وليس فقط لمعلومات - عن توريط مبارك لمصر في تبديد غازها لإسرائيل «دون ضرائب.. وبأبخس الأسعار».. مع الحاقها بمعاهدة كامب ديفيد في غيبة مؤسسات الدولة المعنية.
فأذن من طين وأخري من عجين.. ولا حس ولا خبر.. ولا حياة لمن تنادي. فبماذا تسمي هذا يا شعب مصر.. ويا ثوار يناير 25!!
وبعد .. فمعذرة سيادة المشير لا تعنينا في كثير أو قليل تلك المحاكمات من أجل مليارات باتت في حكم الضائعة - بفضل البطء المتعمد في ملاحقتها «وأسألوا شفيق»..!، والتي نصبت بالتالي الشوادر الفضائية والملهاة الإعلامية بشأنها، والتي لم نخرج نحن أصلا حاملين أرواحنا علي أكفنا من أجلها- بل ولم نكن نعلمها من الأصل.
بل ما يعنينا وفقط هنا هو ما خرجنا ضده.. ومن أجله «وإن طال الزمن.. أو التسويف»، وذلك ليس بغرض تشف أو انتقام - بل كشرط موضوعي للقضاء علي السوس الذي ينخر بالبلاد بذيوله «بجميع المؤسسات» - كي نتفرغ لما هو أولي وأهم.. وقامت الثورة أصلا لمواجهته:
الفقر، البطالة، انتحار الآباء، بيع المصريين لأعضائهم البشرية، إذلال الكفيل، عمل الجامعيات خادمات «وجاريات» بقصور الخليج، ملايين أطفال الشوارع واللقطاء والمتسولين، هروب الشباب لقاع البحر عبر الحدود - أو حتي لإسرائيل، و..
الوقفة السابعة: «شرعية الحلم»
والسؤال المحير هنا - بأي شرعية يجري حكمنا الآن:
شرعية الثورة.. أم النظام القديم «منهجا وأسلوبا» والدلائل المقلقة هنا كثيرة.. مثل:
(1) الإصرار «والعناد» علي التمسك برموز ورؤوس الفساد بالمحافظين.. والقضاء.. والداخلية.. والإعلام.. والجامعات.. و.. ودون حتي جدول زمني للاطاحة بهم وتغييرهم.
والذي بمقتضاه يظل «يترك» فساد النظام السابق ممكنا ومسيطرا علي محاور ومفاصل الدولة الرئيسية..؟
وانظروا مثلا من الذي يحاكم العادلي: أحد أتباعه «وحوارييه» السابقين بالقضاء - الأمر الذي يجري تحت مظلة وأضحوكة نفس ما كان يدعيه نظامنا السابق بشأن الاستقلال الوهمي للقضاء..!
وانظروا أيضا لكل ما قيل بشأن هذا القاضي من زملائه وغيرهم من مطاعن لم يتم الرد علي واحدة منها «أو حتي ملاحقة قائلها».. اتباعا لذات سياسة التعالي والتجاهل والعناد القديمة.. والتي تقوم علي أساس:
«هوهوا «وقولوا» ما تشاءون.. وسنفعل نحن ونتمسك «وأصفياؤنا» بما نريد»، وإياكم تتصوروا أو تتوهموا أن هناك ثورة أعطتكم الحق في المحاسبة والتغيير.
(2) شيوع الإحساس العام بتعمد القصور الأمني والفوضي بالبلاد دون حلول حاسمة وجادة، سواء ضد المتسببين والمقصرين، أو لزيادة أعداد ضباط الشرطة من خريجي الحقوق، أو بتفعيل وتنظيم اللجان الشعبية التطوعية.
وذلك بمبررات زائفة عدة - غايتها النهائية: تكفير الشعب بثورته.. وبشبابه الذي فجرها.. وجر عليهم بالتالي ويلاتها.
(3) الإصرار علي إلهاء الشعب وتفتيته «بعد توحد وانصهار» في صراعات كروية دموية تافهة ومتعصبة.. علة «والشباب» يبتعد ثانية عن السياسة.. ويتقاتلون فيما بينهم «وبالحرائق والدم» علي النقطة.. والأوفسايد.. لينشغلوا بعد ذلك «عن الثورة بأكملها» في صراعات الالتراس والثأر من إسكندرية.. لبورسعيد.. لإسماعيلية.. للقاهرة.
ومن عجيب وغريب «بل ومريب» أن يجري ذلك في الوقت الذي يشكو فيه الوطن من انفلات وتسيب أمني - وغياب الشرطة عن المرافق الرئيسية والشوارع.. بل والأقسام التي يجري مهاجمتها لتهريب المسجونين.
ثم نسحب من قواتها المتداعية أصلا فرقا وتشكيلات - لنضعها بالاستادات بكل المحافظات «وعلي مدي أيام الأسبوع»..، وذلك تطبيقا وترسيخا لشعار: «لا صوت يعلو علي صوت الإلهاء.. والتفتيت»!!
(4) استمرار وتواصل القمع وامتهان وانتهاك الأعراض بالمظاهرات «من المتحف المصري.. لكلية الإعلام.. لسفارة إسرائيل»..، والرد عليها ببيانات لا تبعد كثيرا في مصداقيتها عن لفافة بانجو خالد سعيد.
وذلك كنهج بديل لذلك المسلك الراقي الذي لم يدم أو يتكرر ثانية: «نعتذر.. ورصيدنا لديكم يسمح».. والذي لا يصدر إلا عن المؤسسات المحترمة وحدها.
وبعد سيادة المشير نعتذر أن أثقلنا عليكم.. فتلك هي دائما أعباء الولاية.
مدركين «وبموضوعية وأمانة» أن جانبا كبيرا مما ذكرناه يرجع في أحد جوانبه لعدم اختصاص مؤسستكم العظيمة بشئون الحكم، وجانب آخر لأخطاء في اختياركم لمعاونيكم وعدم توسيع مجال الاختيار والحوار مع شتي الاتجاهات.
وإن كان هذا الجانب أو ذاك لا ينفي وطأة وفداحة ما سبق أن عرضناه.. وثمنه الباهظ علي مسيرة ومستقبل الوطن.
ومن ثم فلا خير فينا إن لم نقلها.. ولا خير فيكم أن لم تسمعوها- وتتداركوا ما قد يصلح ويفيد منها.
ولكم.. ولأبطال جيشنا النبيل العظيم كل إجلال ومحبة واحترام..،،
صوت الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق