كتب- جبريل محمد
وقالت صحيفة الجارديان في عددها الصادر اليوم السبت إذا كانت هناك ميزة واحدة يمكن أن تتميز بها الثورة فهي المثابرة، فمنذ بدء الاحتجاجات يوم 25 يناير وحتى بعد الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك يوم 11 فبراير، يطالب المصريون بمحاكمة مبارك ورجاله ودفع هذا الإصرار المحتجين على العودة لميدان التحرير بأعداد كبيرة لجعل مطالبهم مسموعة"
وتضيف الصحيفة " يوم الجمعة 8 أبريل عقدت محاكمة شعبية للرئيس مبارك في التحرير بحضور نحو 1.5 مليون شخص، وتعهدوا بالتحرك بشكل جماعي لشرم الشيخ يوم الجمعة 15 أبريل، إذا لم تلب مطالبهم، إلا انه قبل الموعد جاء خبر اعتقال مبارك وولديه جنبا إلى جنب مع عدد كبير من كبار مساعديه للتحقيق معهم بتهم تضمنت إساءة استخدام السلطة، والاختلاس العامة وقتل المتظاهرين، وكان يوم الأربعاء 13 أبريل يوما من الدراما العالية، لكن الأهم من ذلك اليوم هو المثابرة والتضحيات التي جعلت الحلم حقيقة".
وتتحدث الصحيفة عن معركة شرسة تنتظر المصريين، هذه المعركة تتعلق بطبيعة النظام السياسي الذي سيحل محل النظام القديم الاستبدادي، فكل من الإسلاميين والليبراليين يسعون لكسب ود الرأي العام لتشكيل النظام الذي ستعيش في ظله مصر بعد نظام مبارك الاستبدادي، وتقول الصحيفة إنه في حين أن الليبراليين لديهم قاعدة شعبية قليلا، ويحتاجون إلى توسيعها والوصول إلى شرائح اجتماعية أخرى، الإسلاميون لا يبدو أنهم فازوا بعقول وقلوب المصريين العاديين في الآونة الأخيرة".
وترجع الصحيفة ذلك إلى ما أِشيع في الآونة الأخيرة عن قيام السلفيين الذين يحظون بشعبية كبيرة في الشارع، بهدم عدد من الأضرحة، التي يعتبرونها أماكن عبادة الأوثان، وهذا أجج غضب الكثير من الناس البسطاء ضدهم وجعلهم يخسرون عددا كبيرا منهم، كذلك خسر أبرز فصيل إسلامي وهو جماعة الإخوان المسلمين في الآونة الأخيرة قدرا كبيرا من مصداقيتها لتحالفها الوثيق جدا مع السلفيين، وظهر ذلك في انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة التي جرت الأسبوع الماضي حيث لم يحصل الإخوان إلا على 16 ٪ من الأماكن المتنازع عليها.
وفي الماضي، كان تزوير الانتخابات الطلابية ممارسة روتينية بحجة أن انتخابات نزيهة ستؤدي بالتأكيد إلى استيلاء الإسلاميين على الجامعات، وقد ثبت خطأ هذا الظن، وإذا كانت الانتخابات البرلمانية نزيهة ودون تزوير أو شراء أصوات، فإن الحركات الإسلامية لن تحصل على الكثير، ولكن أن يكون هناك إرادة سياسية لضمان نزاهة العملية الانتخابية؟ هذا هو السؤال الأساسي.
معضلة أخرى تواجه مصر – بحسب الصحيفة- وهي أن الكثير من القوى العالمية لديها مصالح في المنطقة وتسعى للحفاظ عليها ولذلك فإن تحول مصر للنظام الديمقراطي قد يشكل تهديدا مباشرا لوجودها، فالقوى الدولية التي كانت ترتكن على طول عمر نظام مبارك، قلقون حاليا من أن النظام الجديد قد لا يكون متوافقا مع مصالحها مثل القديم، ورغم التصريحات التي تتسم بدعم الانتقال إلى الديمقراطية، فإنها قد تلجأ إلى وسائل مختلفة لوقف عملية التغيير، أو على الأقل محاولة توجيهها للحفاظ على الوضع في النمط القديم.
بوابة الوفد الاليكترونية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق