| |||||||||
| |||||||||
حفلت وثائق السلطة الفلسطينية السرية بانتقادات لاذعة لدول عربية بينها قطر والسعودية ومصر، كما نالت إيران نصيبها من تلك الانتقادات. ويرى الجانب الفلسطيني أن بعض المواقف العربية أضعف السلطة ورئيسها محمود عباس كثيرا. فقطر تقوم بتمويل جماعات إرهابية وتدعم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحسب المفاوض الفلسطيني حازم عطا الله الذي قال في اجتماع مع رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في القدس في السابع من أبريل/ نيسان 2008 "هناك شخص من قطر يقوم بتمويل المجموعات الإرهابية... حماس يتم تمويلها من قطر". وفي اجتماع بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2009 يشكو رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمام المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل من أن "أمير قطر (الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني) يتصل بالهاتف شخصيا ويتصل بالمفكرين ويطلب منهم أن يهاجموا محمود عباس. يتصل بعزمي بشارة وعبد الباري عطوان". ويعلل عريقات ذلك بأن "محمود عباس رفض الذهاب لإجراء مصالحة في قطر مثلما فعل اللبنانيون. ولكن لا شيء يمكن فعله مع قطر. أمير قطر، حليفكم". أهمية قطر وبرغم تلك الانتقادات القاسية لقطر، فإن الوثائق تثبت حرصا من السلطة الفلسطينية على علاقات جيدة معها لأنها "مهمة". ففي اجتماعه مع المبعوث الأوروبي الخاص بعملية السلام مارك أوتي، بتاريخ 17 يناير/ كانون الأول 2008 يقول عريقات إنه ذهب في زيارة سرية إليها الأسبوع الماضي "قطر مهمة. هناك بعض التوتر بيننا ولا نريد أن تكون علاقاتنا سيئة مع أي بلد عربي. أبو مازن سيذهب إلى هناك".
كما شكا عريقات لمنسق الشؤون الأمنية في الأراضي الفلسطينية كيث دايتون في الـ24 يونيو/ حزيران 2007 من أن "المبلغ الذي حول إلى السلطة الفلسطينية من الدول العربية كان الأقل على الإطلاق". ويتبرم عريقات مما يراه تعمد مصر عدم الإيفاء بإحكام القبضة على قطاع غزة في حصارها القاسي والتساهل فيما يتعلق بحركة الأنفاق فيقول بحسب الوثائق السرية "مصر تسمح للأنفاق بأن تستمر". ويوحي ذلك بتراجع ثقة المسؤولين الفلسطينيين في العرب وفي مقدمتهم مصر، حتى إن عريقات نقل عن رفيق الحسيني، مدير مكتب عباس السابق، القول إنه "ليس واثقا تماما من تصديق كل كلمة قالها المصريون وخاصة إذا تعلق الأمر بحماس"، وذلك وفقا لرسالة إلكترونية من مدير الاتصالات في وحدة دعم المفاوضات وسيم خزمو، في الثالث من فبراير/ شباط 2008. رمي المنشفةوإلى جانب مصر، فإن السعودية والأردن بدورهما نالتا نصيبهما من احتجاجات المفاوض الفلسطيني خاصة عند الحديث عن تقرير غولدستون.. فهذا عريقات يشكو بتاريخ 20 أكتوبر 2009 لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أن "مصر والأردن والسعودية جميعهم أنكروا أي معرفة بغولدستون. رموا المنشفة في وجه أبي مازن، ملقين باللائمة عليه وحده. قال له (وزير الخارجية المصري أحمد) أبو الغيط: أنت منته. لامه (وزير الخارجية الأردني) ناصر جودة في البرلمان، السعوديون بعثوا رسالة عبر أبي الغيط. وسوريا ألغت اللقاء معه". وفي وثيقة أخرى يتساءل عريقات عن مواقف سعودية ويقول "ما هذا العمل مع السعوديين؟، بندر يتمم اتفاقا وعبد الله يتجاوزه". ويبدو أن موقف السعوديين كان محل اهتمام من ديفد ويلش، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، في الثاني من ديسمبر/كانون الثاني 2008 فيما يتعلق بنظرتهم لوجود ودور حماس. وهنا يجيبه عريقات –متحدثا عن تغييب حماس عن اجتماع عربي- "لقد كانوا جيدين، سعود الفيصل قاطع التشكي السوداني من غياب حماس".
تأديب موسىوفي نفس الاجتماع ينقل عريقات لويلش جوانب مما دار داخل اجتماع لجامعة الدول العربية فيقول "لقد قلت لعمرو موسى أن يلتزم الأدب قلت له إن هناك ملايين الدولارات التي لم تذهب إلى غزة في الماضي والناس هناك يتضورون، إذا كنت تريد مني أن أخبر الجزيرة. ولذلك فقد قرر أن يتأدب". وفي اجتماع مع الجنرال الأميركي جيمس جونز ودنيس روس في الـ21 من أكتوبر/ تشرين الأول 2009 يشكر عريقات الرجلين على إقناع بلادهما للسعودية بمنح السلطة مائتي مليون دولار. "ما كان ليكون ذلك ممكنا بالنسبة لنا لولاكم. لقد اتهمونا بأننا مهربون". وحين فاجأ روس محاوره الفلسطيني بالسؤال عن "مجمل هذه المقاربة للعرب... ما الذي يقودها؟" يرد عريقات بالقول "دعني فقط أقل إنهم لو علموا بأنني هنا وأشتكي منهم فإننا سنخسر كثيرا".
وتظهر الوثائق أن السلطة الفلسطينية كانت ممتعضة من الأداء الإسرائيلي بعد مجيء نتنياهو باعتبار أنه أضعف السلطة ورئيسها محمود عباس كثيرا. فإسرائيل، وفقا لعريقات، لا تريد أن تقتنع بمدى استفادة أعدائها من استمرار الانسداد التفاوضي بين الطرفين ولا تلقي بالا لتحذيراته التي أفصح عنها لوفد إسباني في الـ14 من نوفمبر/ تشرين الثاني 2007 عن أن انسداد أفق التفاوض يعني "نجاح طالبان وحزب الله وحماس وإيران"، ولا لتحذيراته المباشرة لقادة تل أبيب بأن "كل ما تفعلونه هو تسليم المنطقة إلى (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد و(رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عن حماس) عزيز الدويك". ثم كررها أمام الأميركيين في الـ11 سبتمبر/ أيلول 2008 أمام جيمس جونز قائلا بحسب الوثائق السرية "إذا فشل كل هذا فإن بن لادن يكون قد انتصر". ويوحي ذلك بهواجس السلطة من تمدد إيراني وآخر لتنظيم القاعدة وصلت إلى أن "أبا مازن أقنع رجل أعمال فلسطيني بدفع خمسين مليون دولار لتمويل إذاعة لـ(المعارض الإيراني) مير حسين موسوي"، بحسب ما أكده عريقات لجونز في الـ21 أكتوبر 2009. |
الجمعة، فبراير 25، 2011
نقد لاذع من السلطة لدول عربية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق