الجمعة، فبراير 18، 2011

الثورة المضادة وعودة مبارك

الثورة المضادة وعودة مبارك

الجمعة, 18 فبراير 2011 11:17




مبارك
كتب - محمد أبوزهرة:

لم تكن ثورة المصريين في الخامس والعشرين من يناير سوى خطوة بداية جبارة أذهلت العالم كله.. ولابد أنها ستواجه ـ مثلها مثل جميع الثورات ضد نظام وطد أركانه عبر العقود ـ ما حذر منه العديد من الكتاب ومن بينهم إكرام يوسف في "الدستور" اليوم بقولها: من"ثورة مضادة من أنصار النظام القديم الذين مازالوا يسيطرون على سياسة البلاد وأمنها.. ومن بقاياه الذين مازالوا يسيطرون على اقتصاد البلاد.. فلن يستسلم هؤلاء بسهولة مضحين بمصالح قامت على نهب الشعب وقمعه.. ومازال هناك حتى الآن شباب مختفون لا يعلم طريقهم أحد.. ومازال معتقلون سياسيون بلا تهمة..وما زالت السجون تضم مسجونين سياسيين انتهت مدة عقوبتهم.. ومازال قانون الطوارئ قائمًا."

وسوف تعمل هذه الثورة المضادة على الالتفاف على مكتسبات الثورة محاولة تفريغها من مضمونها.. وربما تنجح في استقطاب بعض شباب الثورة غير الواعي سياسيا لتلويثهم.. بل إنها قد تستطيع استمالة بعض رموزهم ودفعهم في محاول توجيه زملائهم إلى الوجهة التي تحقق أهداف الثورة المضادة.
شروط الرئيس الجديد الذي يريده الشعب
من ناحيته يتطوع الدكتور وحيد عبدالمجيد في مقاله بـ"المصري اليوم" بتوصيف الشروط التي يطلبها الشعب لاختيار رئيس جديد للبلاد بدلا لمبارك الذي أرغمه الشارع على ترك منصبه، فيقول: "لابد أن أول ما يريده المصريون هو أن يكون لهم رئيس يحترمهم ويتوقف وجوده فى قصر الرئاسة على اختيارهم الحر، وأن يعيش معهم فى عالمهم وليس فى عالم مزيف بعيدا عنهم.. ولذلك ينبغى أن يقارن المصريون بين المرشحين الذين سيتقدمون إليهم طالبين أصواتهم فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويختاروا من بينهم المرشح الذى يتسم بما يلى:
- أن يكون خادما للشعب وليس سيدا له..
- أن يكون منفتحا على الرأى العام ولديه حساسية كافية وإدراك معقول على نحو يمكّنه من تصحيح الأخطاء والتعلم منها.
- أن يكون نظيف اليدين ومعروف بالنزاهة ورفض الفساد..
- أن يكون شجاعا موفور الكرامة يملك القدرة على الاعتذار عن أى خطأ، والاستقالة فى الوقت المناسب إذا وجد أن الأغلبية التى انتخبته تنحسر دون حاجة إلى مطالبته بالرحيل..
- أن يعرف معنى الجمهورية التى يرأسها، ويفهم أنها تتعارض مع وجود عائلة حاكمة وحاشية فاسدة وأتباع مأجورين، وأن الشعب هو سيدها ومصدر السلطة فيها..
- أن يكون ممن يرفضون السرية فى العمل العام على مختلف المستويات..
حاكموه قبل أن يرحل
لكن قبل التحدث عن رحيل مبارك هكذا وبحث شروط الرئيس القادم، يلفت النظر كثرة الدعوات التي تؤكد على ضرورة محاكمة حسني مبارك على ما ارتكبه في حق مصر والمصريين، فنقرأ للكاتب محمد سعيد محفوظ في "الدستور": "لماذا لا يبادر أحد المحامين أو الناشطين المخضرمين بالتقدم إلى النائب العام ببلاغ ضده –أي مبارك- هو وأفراد أسرته، للتحقيق معهم، مثلما يجري الآن مع حارسه الشخصي حبيب العادلي.. بالفعل لا نريد لمبارك أن يرحل دون أن يحاكم.. ولماذا نتركه وهو السبب في كل الخراب الذي حل بالبلد خلال ثلاثين عاماً؟ لماذا نتجاوب مع دعوات تكريمه، ومعاملته كرئيس سابق؟ بأي حق نتعاطف معه، ونلتمس له الأعذار، وننظر إليه بعين الرأفة، والاحترام، والتوقير؟ بأي مبرر نسمع كل يوم أخباراً عن ثروته التي دفنها في سابع أرض، والمليارات وسبائك الذهب التي أخفاها في المريخ، ثم نمصمص شفاهنا، ونشتمه وندعو الله بألا يبارك له في هذه المليارات، وأن تقف في زوره، ولا يهنأ بها.. ونكتفي بذلك، دون اتخاذ خطوة حقيقية في ملاحقته قضائياً؟ والحقيقة أنه لا يجب محاسبة مبارك على ما سرق من قوتنا وأرزاقنا وحسب، وإنما على آلاف الأبرياء الذين قتلوا وعذبوا في سجونه.. يجب أن يقف مبارك ذليلاً أمام النائب العام، ليتحمل مسئوليته عن هذه الوحشية والفاشية والسادية.. لقد نقع مبارك الشعب المصري في كابوس مروع طيلة ثلاثة عقود، وينبغي ألا نبخل على هذا الشعب بتلك اللحظات الفريدة، التي يرى فيها من ظلمه في قفص الاتهام.. مجبراً على قول الحقيقة..
المعركة لم تبدأ بعد
وفي هذا الإطار يأتي ما قاله الكاتب سيد عبدالعاطي في "الوفد" والذي تساءل حول "هل كان الهدف من اندلاع ثورة 25 يناير هو إسقاط الرئيس مبارك وإبعاده عن الحكم فقط.. أم أن الهدف هو إسقاط نظام حكم ديكتاتوري استبدادي، وتطهير البلاد من رموز الفساد، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية تعيد التوازن للمجتمع وتعيد لمصر والمصريين كرامتهم ومكانتهم بين بلدان وشعوب العالم الحر..؟!.. "أين صفوت الشريف وزكريا عزمي وعلي الدين هلال ومفيد شهاب وجمال مبارك ومحمد كمال وأحمد عز المتهمون بالخيانة العظمي.." و"أين ذهبت أموال الرئيس مبارك وعائلته، وأين ذهبت أموال الكبار من رموز السلطة.. وأين ذهبت أموال لصوص المال العام من كبار قيادات الحزب الوطني وأعوانهم؟.."
مصر بها 17 جهازاً رقابياً، من بينها الرقابة الإدارية، والجهاز المركزي للمحاسبات، ومباحث الأموال العامة وغيرها، هذه الأجهزة لديها مئات، بل الآلاف من ملفات الفساد، وكانت هذه الملفات موضوعة تحت الحراسة في الأدراج.. فهل تخرج الآن لتري النور؟!.
فالمعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، المعركة الحقيقية أن تسرع الدولة بتقديم الفاسدين لمحاكمة عاجلة.. لأنه بدون محاسبة لن ينصلح حال مصر.
لكن..هو ممكن مبارك يرجع؟!!
يا رب يكون كل الخوف ده يبقى بسبب إني مصري.. يعنى متعودتش أفرح من غير ما أخاف .. بعد تلاتين سنة خوف هى عمرى كله.
فالسيد الرئيس السابق موجود فى مصر .. فى شرم الشيخ .. تحيط به قوات الحرس الجمهورى.. ويعمل معه إلى الآن السيد زكريا عزمى والسيد عمر سليمان ويقدمان له تقارير يومية .. كما تداول في المواقع الإخبارية المختلفة "خبر من مصراوى"
هذه المخاوف وغيرها انتشرت وتم تداولها بين الشباب، والبعض نقرأ فيما كتبه أحمد عصمت في "إيلاف" حين يقول:
حاجات كتير مخوفانى
1 ــ الفيس بوك فجأة امتلأ بناس ضد الثورة وبقيت اسمع كلام غريب عن البلد اللى رايحة فى داهية وجروبات غريبة زى " أنا آسف يا ريس".. الكلام ده من اللى بيعمله على الفيس بوك؟ .. سؤال ملوش عندى غير إجابة واحدة.. في ناس لسه بتلعب وفى خطط بتتحضر لينا.
2 ــ النغمة اللى شغالة اليومين دول بتاعة عفا الله عما سلف، ويا جماعة افتكروا محاسن الراجل وللأسف ابتديت أسمع الكلام ده من ناس زمايلى فى الشغل..
3 - الشائعات التي امتلأت بها الدنيا فجأة عن صحة الرئيس السابق وإنه بيحتضر ومقالات بتتكتب ومبارك الإنسان يتألم والفارس وقع ودى مش أخلاق المصريين .. هو انتوا لسة فاكرين الأخلاق دلوقتى..
4 - الدعوة إلى مسيرات تلبس أسود وتخرج بعد صلاة الجمعة من مسجد مصطفى محمود تأييدا للرئيس السابق وعرفانا بجميله .. طيب المرة اللى فاتت طلعوا بالجمال والحمير والخيول والسنج والمطاوى .. المرة دى حيطلعوا بإيه بأة..
5 ــ جمال مبارك لا يزال إلى الآن عضوا في الهيئة العليا للحزب الوطني ولم يستقل (مثلما لا يزال مبارك الأب إلى الآن هو رئيس الحزب الوطني) .. يعنى ممكن يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة..
أنا خايف .. بجد خايف.. هو ده ممكن يحصل يا جماعة؟! .. خايف على ثورتنا ..على كل حاجة حلوة حصلت .. خايف على فرحتنا .. خايف على دم شهدائنا.. وعلى بلادنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق