جمال مبارك سيعاني كثيرا في حياته المهنية في المستقبل..والاخوان خرجوا من اللعبة
وجاء في مقدمة الرابحون المتظاهرون أنفسهم، وقالت المجلة إن المتظاهرون المصريون حققوا لأنفسهم ما لم يتخيل أحد منهم أن يحدث، مشيرة إلى أن استجابات الرئيس المخلوع حسني مبارك المستفزة قد دفعت أولئك المتظاهرون إلى التمسك برحيل هذا الرئيس المتمسك بالحكم، ما أجبر الرئيس على التنازل عن عنده ومفارقة الكرسي الذي كان ينوي الجلوس عليه حتى الموت.
وجاءت قناة الجزيرة القطرية في المركز الثاني في قائمة الرابحون، حيث اعتبرت فورين بوليسي أن الجزيرة تفوقت على جميع القنوات الفضائية بما فيها القنوات الغربية في تغطية أحداث مصر ومن قبلها تونس، مشيرة إلى أنه اذا اعتبرنا راديو القاهرة هو الجناح الاعلامي لثورة عبد الناصر فان قناة الجزيرة هي الجناح الاعلامي للثورة العربية.
أما المستفيد أو الرابح الثالث من ثورة المصريين فهو الاصلاحات السياسية في كل دول الشرق الأوسط، حيث اعتبرت المجلة أن ما نجح المصريون في تحقيقه سيجبر الزعماء العرب على الاستجابة لمطالبة شعوبهم واحترام حقوقهم السياسية، معتبرة أن ذلك هو أقل شئ يمكن أن يحدث في الدول العربية إذا نجح زعماء تلك الدول في البقاء في الحكم!
وقالت المجلة إن القوات المسلحة المصرية كذلك تعد من الرابحين من الثورة المصرية، حيث اكتسبت القوات المسلحة قوة سياسية ودور اجتماعي كبير في الحياة المصرية ما أكسبها شعبية كبيرة إلى جانب احترام العالم كله لتعهد الجيش المصري بضمان انتقال السلطة إلى نظام مدني.
أما الرابح الخامس من الثورة المصرية فهي الصين! واعتبرت فورين بوليسي أن ما حدث في مصر قد يمثل مصلحة للصين حيث أن الأحداث المصرية حظيت بتركيز الولايات المتحدة مما يعني ان لديها وقت أقل تقضيه في تحسين علاقاتها بالدول الاستراتيجية في آسيا، وهو تماما ما يريده المسؤولون الصينيون.
أما قائمة الخاسرون فضمت عائلة الرئيس المخلوع مبارك، حيث ترى المجلة أن سقوط مبارك بهذه الطريقة أدى إلى وضع عائلة مبارك كلها أمام مستقبل مظلم، واعتبرت المجلة أن جمال مبارك سيعاني كثيرا في حياته المهنية في المستقبل، وانه في حاجة شديدة لمستشار يبدي له النصيحة فيما يتعلق بحياته المهنية القادمة!
أما الخاسر الثاني من ثورة المصريين فهو تنظيم القاعدة الذي كان يروج نفسه على أنه مخلص الشعوب العربية من أنظمتها الديكتاتورية الموالية لأمريكا، إلا أن سقوط مبارك الذي يعد أكبر أولئك الحكام الديكتاتوريين الموالين للولايات المتحدة على يد ثورة شعبية سيفقد القاعدة الحجة التي كانت تسوقها كما أنها لن تجد من يتعاطف معها بعد الآن.
أما الخاسر الخامس من فهو السلام على الطريقة الأمريكية، حيث سقط أحد أهم أعمدة دعم النظرية الأمريكية في السلام في الشرق الأوسط على مدى الأربعة عقود الماضية، ما يعني أن الولايات المتحدة يجب عليها اعادة تقييم جميع الملفات في الشرق الأوسط استعداد لاستقبال نظام حكم مصري جديد لا أحد يعلم كيف ستكون رؤيته لاسرائيل والقضية الفلسطينية وايران وحزب الله وحماس، أي كل القضايا التي تعد أساس مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
كذلك جاءت جماعة الاخوان المسلمين ضمن قائمة الخاسرين من نتائج الثورة المصرية، واعتبرت المجلة أن الإخوان في عصر مبارك كان يظهرون على أنهم بديل مبارك وأشرس تيار معارضة لنظامه، وبغض النظر عن ما اذا كان ذلك حقيقيا أم لا فان الاخوان قد خرجوا من اللعبة السياسية بسقوط مبارك على يد ثورة شعبية لا تحسب على تيار سياسي معين، وهو ما سيساعد على اثراء الحياة السياسية المصرية بظهور اتجاهات وتيارات سياسية أخرى سيلتف حولها المصريون مبتعدين عن جماعة الاخوان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق