Feb 8 2011
"الشعب المصري في وادٍ.. والوسط الرياضي في وادٍ أخر" أبرز تعليق يمكن أن يرد على ذهنك في حال متابعتك لموقف الرياضيين ورموز الساحرة المستديرة من ثورة الشباب في الـ25 من يناير، ففي الوقت الذي خرجت فيه الملايين من الشعب المصري للتعبير عن غضبهم والمطالبة بالإطاحة بالنظام، اكتفت الغالبية من رموز كرة القدم في مصر بالاختباء داخل الجحور وإيثار الصمت التام لحين مرور العاصفة بسلام.. وعقب انخفاض حدة الاحتجاجات اضطروا إلى الخروج ليعبروا عن أنفسهم بتصريحات إعلامية قد تساعد في رفع الحرج عنهم أو تقف حائلاً دون خسارتهم الجماهير العاشقة لهم.وكانت بداية الانبطاح الرياضي ضد الثورة من قلعة كرة القدم في مصر والجهة الأولى المنوط بها تنظيم اللعبة داخل الجمهورية وهي بالطبع اتحاد الكرة؛ حيث وقف معظم أعضاء مجلس الاتحاد صامتين تماما أمام غضب الجماهير وقرروا أن يعتبروا أنفسهم منفصلين عن هذا الشعب إذ عقدوا العزم على دحض مصريتهم لأيام.. وبعد هدوء الأمر وتحديدا في يوم الثلاثاء الماضي خرج علينا المسئولون بتصريحات أسوأ من صمتهم؛ وكان في مقدمتهم مجدي عبد الغني عضو مجلس اتحاد الكرة الذي هرع إلى جموع المواطنين المتجمعين بميدان مصطفى محمود بالمهندسين وأخذ يملأ الأسماع صراخا تأييدا للرئيس، بل إنه أدلى في الكثير من وسائل الإعلام بتصريحات اتهم فيها المتظاهرين ضد سيادة الرئيس بالخيانة والعمالة متجاهلا أن من خرجوا غاضبين مثلوا غالبية الشعب المصري فأعدادهم وصلت في عدة محافظات للملايين.
كما لم تخلُ الصورة من "سمير زاهر" رئيس الاتحاد الذي أعرب عن حزنه بما واجهته مصر خلال الأيام الماضية من أحداث وصفها بالشغب والفوضى وصرح قائلا: "مصر معروفة دائما بالأمان والاستقرار وما يحدث حاليا يشوه هذا الاستقرار لذا أنا حزين وأدعو الجميع للتكاتف من أجل حماية وطننا وعدم السماح للطامعين بتحقيق أهدافهم في تدمير مصر".
ويبدو أن زاهر عضو مجلس الشورى لم يستطع أن يتخلى عن انتمائه للنظام الذي طالب المتظاهرون بإساقطه وأكمل حديثه: "نرفض أعمال التخريب والسلب والنهب التي صاحبت عمليات الاحتجاج، وبالتأكيد كل ما حدث هو خسائر لكل المصريين سيشعرون بها مستقبلا عندما يستفيق الجميع على الحقيقة والواقع المرير".
وفي ظل الأحداث الساخنة لم يستطع رئيس الاتحاد أن ينسى كرة القدم ولو قليلا حيث تمنى أن تعود منافسات الدوري سريعا مشددا على أن هذا التوقف سيضر بشكل كبير بمسيرة كرة القدم المصرية.
واكتمل مثلث مسئولي الاتحاد بنائب رئيس الاتحاد وعضو مجلس الشعب "هاني أبوريده" الذي قرر المحافظة على منصبه البرلماني وعدم الالتفات إلى وجوب تمثيله لآراء أبناء دائرته أبناء مدينة بورسعيد الباسلة الذين لم تقل حدة اعتراضاتهم ضد نظام الرئيس مبارك حدة عن إخوانهم في القاهرة، ولكن أبو ريدة قرر الإطاحة بكل هذا من أجل الحفاظ على مقعد مشكوك فيه تحت قبة البرلمان.. وهنا تجدر الإشارة إلى أن أبو ريدة يواجه طعنا قانونيا في حقيقة فوزه بالانتخابات وقدم هذا الطعن ضده من قبل منافسه على المقعد مرشح الإخوان المسلمين، ومازال القضاء يبحث في الأمر وإن كانت الدلائل تشير إلى اقتراب توديع نائب زاهر لمنصبه البرلماني.
ومع بعض التدقيق في كل هذه المواقف والحقائق يظهر لنا العديد من الأسئلة التي يجب على القارئ أن يسعى بنفسه للإجابة عنها.
ألم تطل الثورة قلوب هؤلاء أو يمر النور عليهم حتى يبصروا الواقع؟
أم أن لهؤلاء الأشخاص مصلحة في بقاء الوضع الحالي بحلوه ومره بصلاحه وفساده؟
هل يجب علينا الإتيان بصورة جديدة في المجال الرياضي حتى نطهر الوسط من فساده؟
ويبقى السؤال الأهم.. هل مازلت ترغب عزيزي القارئ في رؤية هؤلاء يقودون الرياضة المصرية؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق