الجزائر تدين إراقة الدماء وتقف مع إرادة الشعب الليبي مهما كان اختياره
كذبت أمس وزارة الشؤون الخارجية، الإشاعات التي تمّ تداولها عبر بعض المواقع الإخبارية، بشأن استعمال طائرات جزائرية في نقل مرتزقة أفارقة إلى ليبيا لاستخدامهم في عمليات القتل والتقتيل في حقّ الشعب الليبي، واعتبرت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية، في إتصال مع "الشروق"، أن ترويج مثل هذه الإشاعات المغرضة، "أطرافه معروفة وأهدافة معروفة أيضا"، الغرض منه إقحام الجزائر في مواقف هي بريئة منها.
وأكدت ذات المصادر في تصريحات لـ "الشروق"، أن الجزائر تدعو إلى حقن دماء الليبيين وتوقيف أعمال العنف والاعتداءات المستخدمة في حقّ المتظاهرين في ليبيا، وشدّدت مصادر وزارة الخارجية، على أن الجزائر تقف مع إرادة الشعب الليبي "مهما كان اختياره ورغبته في التغيير".كما كشفت ذات المصادر، أن وزارة الشؤون الخارجية عقدت اجتماعات متتالية، لتدارس الوضع في ليبيا، خاصة في الشق المتعلق بنقل الجزائريين المتواجدين في ليبيا، وتم في اجتماع أمس، بمقرّ وزارة الشؤون الخارجية، تباحث طرق استكمال عملية إجلاء عشرات الجزائريين الذين مازالوا عالقين بالتراب الليبي نتيجة التطورات الدموية هناك.
تكذيب وزارة الشؤون الخارجية، جاء ردّا على إشاعات تداولتها مواقع إعلامية وأشرطة أخبار بعض القنوات، زعمت بأن طائرات جزائرية تورّطت في نقل مرتزقة أفارقة إلى ليبيا للمشاركة في عمليات الإبادة التي ينفذها نظام القذافي ضد شعبه الأعزل، وذهبت تلك المزاعم الكاذبة والمغرضة، إلى حدّ الحديث عن طائرات مرابضة بالحدود الصحرواية بين الجزائر ولييبا، تتأهب لإنزال فيالق جديدة من المرتزقة.
وتشير أوساط مراقبة، أن جهات أجنبية مشبوهة، تحاول تغذية مثل هذه الدعايات الكاذبة، في ظل ظروف إقليمية ودولية غير عادية، وتؤكد معلومات تحصلت عليها "الشروق"، أن مصادر هذه الإشاعات الشيطانية، تمّ تحديدها، وسيتمّ الردّ عليها في الوقت المناسب، غرضها التشويش على المواقف التاريخية والخالدة للجزائر، خاصة ما تعلق منها باحترام ودعم إرادة الشعوب.
وعكس مواقف بعض البلدان العربية، فإن موقف الجزائر جاء صريحا وواضحا، ارتكز على التنديد باستخدام العنف في حقّ الشعوب الثائرة، ومحاولة إخمادها بإراقة الدماء والقمع اللاّإنساني، مثلما هو حاصل حاليا في ليبيا، وقد كان الموقف الجزائري واضحا بشأن "الثورات الشعبية" في تونس ثم في مصر، التي انتهت بهروب زين العابدين بن علي وتنحّي حسني مبارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق