الخميس، نوفمبر 11، 2010

ولو على الجدران

أكتب هذا المقال وأنا لا أعلم هل ستتمكنون من قراءته على موقع الدستور دوت أورج، أم الدستور دوت نت، أم الدستور على الفيس بوك، حيث أننا نطير من اليمين إلى اليسار، ومن أسفل إلى بالورب هروبا من قدم الديناصور التي تطاردنا نحن الفقراء إلى الله، الذين لا نملك من حطام الدنيا - أو حطان الدنيا كما يقول محمد رضا - سوى هذه الكلمات التي نسود بها الصفحات.


نحن بعوضة مقارنة بأساطين المال والأعمال ورجالات الدولة والمولة، نشرب السيجارة والمجارة والقهوة والمهوة، ونكتب ما يمليه علينا ضميرنا وأجرنا على الله، فما بال جحافل الجيوش الإنترنتية تسعى خلفنا لتقمعنا وكأننا طريدو العدالة أو ملاك لعبارة - عبارة من اللي بتغرق وتضحك الرئيس - أو صخرة وقعت على رأس فقراء، أو تجار مخدرات، أو ترامادول؟


بقى هالله هالله عالجد والجد هالله هالله عليه... أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا، أمة الله المسكينة، أملك كل الحق يا بني وطني في أن أضع إصبعي في عين كل تخين، وكل صابغ لشاربه باللون الأحمر، لأقول: لا.. لم أقض طفولة تعيسة، حرمت فيها من والديّ اللذين زجا بهما في السجن من أجل كلمتيهما، لأعود وأحاصر مرة أخرى وأمنع من التعبير عن رأيي. لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون هذه ثمرة الثمن الذي دفعه والدي الشاعر أحمد فؤاد نجم - أو الشاعر البذيء كما وصفه الرئيس السادات الذي قدم والدي للمحكمة العسكرية بتهمة كتابة الشعر - ووالدتي الكاتبة صافي ناز كاظم التي منعت من الكتابة لمدة 12 سنة. سوري قوي.. سوري آخر حاجة. أنا لا أرضى بهذه الثمرة، ولي الحق في اختيار ما لذ وطاب من الثمار إذ أنني دفعت الثمن مقدما من طفولة - من الآخر كده - مشردة.... أمااال، أمال أنا طالعة كده ليه؟ أبويا الشاعر البذيء وأمي الصحفية الحبسجية ورئيس تحريري الصحفي النابي، حاطلع إيه؟ طيار؟


التضحيات تقدم لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، فمال أُكلك حصرم يا بلادي؟ ها أنا ذا الكاتبة البذيئة، ابنة الشاعر البذيء، التي تكتب تحت قيادة رئيس تحرير بذيء، في صحيفة بذيئة، لا أملك أن أعبر عن رأيي البذيء، في الواقع البذيء، تحت الظروف البذيئة، في مواجهة سلطة بذيئة، وسلوكيات رجال أعمال بذيئة، وحين نصف واقعك يا بلادي، وممارسات السلطة فيك، وأفعال أكلة خيرك وناكريه من لصوص الأعمال، يتهموننا بالبذاءة. يشمئزون من وصفنا، ولا يخجلون من أفعالهم التي تخدش حياء فتيات الليل الواقفات تحت العامود. ربك خلقها كده راح تعمل إيه فيها؟


لكننا لن ننتظر حتى تسقط الثمرة فوق رؤوسنا يا مصر، وسنكتب ونكتب، في الصحف الورقية، وعلى المواقع الإلكترونية، وعلى الفيس بوك، وعلى الرسائل الإلكترونية، وعلى رسائل الهواتف المحمولة، وعلى ورق الورد. سنكتب ولو على الجدران مثل محمود عبد الرازق عفيفي صاحب سيدي المسيح عفوا وخير من فسر القرآن كما يصف نفسه، وسأقتص لكل لحظة قضيتها في بيت الجيران لأن أبي وأمي كانا في المعتقل، سأقتص بحروفي وكلماتي التي لا تنفد - أنا بالعة راديو أساسا - ولن أصمت، ولن يصمت إبراهيم عيسى - ده بقى بالع محطة إرسال بحالها -، ولن يخرس صوت الدستور.. الجدع يسكتنا. 
حقي عليك يا بلادي أن أوفي حقك علي بكلماتي دون حصار.. وسأنتزع حقي في خدمة وطني، شاء من شاء وأبى من أبى على رأي ياسر عرفات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق