الثلاثاء، يناير 11، 2011

هاآرتس: السياح الإسرائيليون سيقضون الصيف القادم في جنوب السودان بعد انفصاله


خصصت صحيفة هآارتس الإسرائيلي –الثلاثاء- تقريرا عن جنوب السودان متساءلة في بداية تقريرها عن الاسم الذي سيتم إطلاقه على الدولة المحتمل قيامها هناك  وهل سيكون "السودان الجديدة" أم سيبقى كما هو "جنوب السودان " مضيفة أن تل أبيب لا يهمها اسم الدولة الجديدة لكن كل ما يهمها هو  العائد وراء مساعداتها للمتمردين السودانيين  على مدى سنوات.  

وكانت مفوضية استفتاء جنوب السودان قد أعلنت  أمس رسميا تحديد 14 فبراير المقبل، موعداً لإعلان النتائج النهائية  لاستفتاء تقرير المصير لسكان الجنوب الذي بدأ الأحد، وقال شان ريج مادوت ـ مدير مكتب المفوضية ـ إن نتائج الاستفتاء ستعلن في 14 فبراير وأن مكتب جنوب السودان سيعلن النتائج الأولية من جنوب السودان قبل إعلان النتائج النهائية.

وكانت عمليات التصويت في الاستفتاء المصيري لسكان الجنوب انطلقت في مئات المراكز داخل السودان وخارجه ولمدة أسبوع لنحو 3.9 مليون جنوبي يحق لهم التصويت في الاستفتاء الذي يجري بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005.

وقالت هاآرتس في تقريرها  :"السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل يحقق استثمار إسرائيل للمتمردين السودانيين على مدى سنوات الفائدة المرجوة منه وهل سيكون لتل أبيب ممثليات دبلوماسية رسمية هناك ، مضيفة أنه اذا قرر مواطنو جنوب السودان الانفصال فمن المتوقع أن يقوم الإسرائيليون خلال الصيف المقبل بالسياحة هناك ، مضيفة أنه منذ ثلاثة أشهر قال الدكتور برنابا بنجامين ـ وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان ـ أن الدولة المستقلة القادمة سيكون لها علاقات مع كل دول العالم ولن يكون لها أي عدو  ، وإذا كانت هناك علاقات دبلوماسية بين عدد من الدول العربية وبين إسرائيل فلماذا لا نفعل نحن نفس الشيء"  

ورأت هأرتس أن الدول العربية تنظر لتقسيم السودان وقيام دولة مستقلة في جنوبه على أنه مؤامرة إسرائيلية أمريكية هدفها دق إسفين في أفريقيا  والمس بالوحدة العربية ، وهو ما ظهر جليا هذا الأسبوع حينما قارن الشاعر المصري فاروق جويدة بين قيام دولة بجنوب السودان وبين ضياع فلسطين ، كما حذر غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الحياة اللندنية من أن قيام دولة سودانية جديدة سيؤدي الى انقسام العرب وهو الانقسام الذي قد ينتهي بحرب أهلية .

ولفتت الصحيفة ـ الصادرة بتل أبيب ـ إلى أن مصر هي الخائفة الكبري من انفصال جنوب السودان فهي تنظر إلى التدخل الإسرائيلي الأمريكي هناك لتطوير الاقتصاد على انه استغلال لماء النيل بشكل قد يؤثر على حصتها من المياه ، مشيرة الى ان القلق المصري ينبع من فكرة انضمام جنوب السودان الى دول حوض النيل التي تطالب بتغيير حصصها من الماء  ، وهو ما يجعل كل من القاهرة والخرطوم الآن تقفان أمام دولة جديدة من شأنها المطالبة بنصيبها من المياه مثل باقي دول حوض النيل .  

وقالت الصحيفة أن العلاقات بين جنوب السودان وبين إسرائيل ليست بالجديدة موضحة في تقريرها أن جوزيف لاجو الذي يعد مؤسس حركة المقاومة الجنوب سودانية " انيانيا" كان قد تحدث في مقابلة مع وسائل الإعلام عن تلقي رجال حركته  دعما عسكريا من تل أبيب في منتصف الستينيات من القرن الماضي  كما كشف عن زيارته لإسرائيل وحصوله على تدريبات بالجيش الإسرائيلي  بناء على تعليمات جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة، مضيفة أن كل هذه المساعدات ما زالت محفورة وبقوة في الذاكرة الجماعية لجنوب السودان.

وأوضحت هاآرتس أن شعور جنوب السودان بأن تل أبيب دولة صديقة وقريبة منه ظهر في المناقشات التي يقوم بها المدونون ومتصفحي الانترنت  وأعضاء الشبكات الاجتماعية هناك  خلال الأسابيع الأخيرة فالكثير من السودانيين الجنوبيين عبروا عن  غضبهم على الدول العربية وبالأخص على السودان التي قتلت الملايين من مواطني الدولة ، مستشهدة بأحد المدونات الجنوب سودانية والتي كتب صاحبها يقول فيها :" إسرائيل لم تقتل مواطنينا مثلما فعلت السودان  ، ليس لنا أي دخل  أو اهتمام بالحروب العربية مع تل أبيب "
واختتمت الصحيفة تقريرها بقولها: "هذا فيما يتعلق بمواطني جنوب السودان ورؤيتهم لإسرائيل فماذا عن اللاجئين الافارقة الذين هربوا من هناك لإسرائيل وسيعودون الى وطنهم  ، ماذا سيقولون عن تل أبيب؟".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق