الأربعاء، نوفمبر 09، 2011

بالوثائق والمستندات ننفرد بنشر القصة الكاملة لجاسوس شرم الشيخ






بالوثائق والمستندات ننفرد بنشر القصة الكاملة لجاسوس شرم الشيخ

■ ضبط خرائط لمناطق استراتيجية مهمة بالدولة والأمن يفك رسائل مشفرة تطلب معلومات عن أوضاع مصر

■ شركة سياحة روسية جلبت عاهرات أجنبيات وجندتهن فى شبكة التجسس



تمكنت «الفجر» من الحصول على التفاصيل الكاملة لعملية القبض على شبكة تجسس إسرائيلية فى سيناء تستخدم الداعرات الأجنبيات فى عملها، كما سعت إلى إغراق البلاد بأسلحة إسرائيلية متطورة، وتضم الشبكة مصريًا وشخصًا من عرب إسرائيل وأوكرانيًا يهوديًا، وأوكرانية ومجريًا.

وتكشف أوراق القضية رقم 212 لسنة 2011 جنايات طابا، المقيدة برقم 156 لسنة 2011 كلى جنوب سيناء، تفاصيل دقيقة عن شبكة التجسس وطرق عملها فى مصر.

المتهمون هم إدوارد شيكوش أوكرانى يهودى، وهو قائد التشكيل ومدير شركة TEZ TOURS للسياحة فى مصر، وفيكتور جيملجانوف مجرى الجنسية، وسلفانا ستادنيك، أوكرانية، وحاتم عبدالحميد بحيرى، مصرى، ومعاذ زهير محمد، من عرب إسرائيل.

وبإخطار اللواء محمد نجيب مدير أمن جنوب سيناء بالواقعة، أمر بتشكيل فريق بحث بالتعاون مع جهاز الأمن الوطنى للوقوف على ملابسات الواقعة.

بعد استجواب المتهمين الثلاثة، اعترف المتهم معاذ بأنه هرب السلاح من خلال الشركة الإسرائيلية التى يعمل بها، وأن التهريب كان لصالح إدوارد مدير الشركة السياحية بشرم الشيخ، وأنه اعتاد على نقل الأسلحة له عبر الصلبان وصناديق المصاحف.

واستصدرت أجهزة الأمن إذنا من نيابة جنوب سيناء الكلية بالقبض عليه، وبالفعل ألقى القبض عليه بصحبة شريكه جيملجانوف، الذى كان متواجدًا معه فى مقر إقامتهما بإحدى فيللات فندق شيراتون شرم الشيخ، وعثر فى المكان على صلبان وصناديق للمصاحف شبيهة الشكل بالتى ضبطت فى الميناء وبداخلها الأسحلة، كما عثر فى جراج الفيللا على سيارة «هيئة دبلوماسية» تحمل لوحة معدنية بأرقام (155 / 131)، وتم التحفظ عليها، كما تم التحفظ على جهاز «اللاب توب» الخاص بإدوارد.. وبإجراء التحريات وإستجواب المتهمين والاستماع إلى الشهود وفحص جهاز «اللاب توب» المتحفظ عليه من قبل الخبراء، كشفت النتيجة الأولية للتحقيقات عن وجود شبكة لتهريب الأسلحة الإسرائيلية إلى مصر من خلال شركتى سياحة تقع الأولى فى إيلات والثانية فى شرم الشيخ، كما تبين أن المتهمين كانوا يتنقلون ويمارسون أعمالهم المشبوهة مستغلين السيارة الدبلوماسة، والتى تحاول الأجهزة الأمنية معرفة السفارة التى تتبع لها لها وما إذا كانت مسروقة من عدمه بعد مخاطبة وزارة الخارجية.

وكشف فحص جهاز اللاب توب الخاص بإدوارد عن وجود قائمة بالأسلحة الإسرائيلية وأسعارها ومن أبرز تلك الأسلحة الـ UZI - Desert Eagle - Jericho 941، كما تم الكشف عن خرائط لأماكن استراتيجية مهمة فى الدولة، إضافة إلى وجود رسائل مشفرة، يشتبه أنها من جهاز الموساد، ونجحت الأجهزة الأمنية فى فك شفرات تلك الرسائل والتى يطلب مرسلوها من الجاسوس توفير معلومات وصور «إن أمكن» عن أماكن حيوية وحساسة فى الدولة، وإرسال تقارير دورية عن الأوضاع السياسية، وآخر تطورات الوضع الأمنى فى مصر.

أيضا كشف فحص «اللاب توب» عن وجود قائمة بأسماء داعرات أجنبيات، خاصة الروسيات، بأسعار من 100 دولار وحتى 500 دولار ويأتى على رأس القائمة 3 روسيات وهن إيلينا وسلفانا وزينيتا، مع وجود صور إباحية لهن.

وتشير أوراق القضية إلى أن شركة TEZ TOURS التى يملكها إدوارد شيكوش الأوكراني، كانت تستقطب العاهرات من خارج البلاد وتصدر لهن تصاريح لدخول البلاد بحجة العمالة الأجنبية، والعمل فى خدمات «المساج» فى الفنادق الكبرى والنوادى الصحية، إلا أنه فى حقيقة الأمر كان يتم تجنيدهن فى شبكة التجسس.

وقد أمرت النيابة بحبس المتهمين 15 يوما على ذمة التحقيقات، وخلال الحبس زار قنصل أوكرانيا بالقاهرة، فى 24 أكتوبر، المتهم إدوارد فى محبسه بقسم شرطة رأس سدر، كما طلب محاميه، عقب زيارة القنصل، من النيابة العامة نقل المتهم إلى أحد المستشفيات بعد تدهور حالته الصحية، لكن على الرغم من زيارة القنصل الأوكرانى لقائد شبكة التجسس إلا أن هناك علامات استفهام على جنسيته الحقيقية، فثمة معلومات تشير إلى أنه روسى أو مجري، وأمر تحديد جنسيته ستكشفه التحقيقات.

وبعيدا عن التحقيقات تمكنت «الفجر» من معرفة الكثير عن شخصية ادوارد شيكوش أهمها أن الرجل عاش أربع سنوات فى شرم الشيخ تحول خلالها إلى أحد أهم الشخصيات هناك، وبرغم تعدد سفرياته إلى الخارج فلم ينتبه إليه أحد خاصة بعد أن نجح فى أن يكون من نجوم مجتمع شرم الشيخ وأصبح اسمه هو الباب الملكى لعبور أى متاعب أمنية أو حكومية أو وزارية يمكن أن تقابله أو تقابل شركته، حتى البعض اعتبره الرجل الثانى فى شرم الشيخ بعد حسين سالم، بعد أن اشتهر بالنفوذ والمال والمعارف، كما أنه كان أحد أكبر منظمى مسابقات ملكات الجمال التى تقام بشرم الشيخ ويتم خلالها جلب فتيات أوكرانيات للمشاركة فى تلك الحفلات والفائزات منهن يسافرن إلى دبى للعمل فى أفلام أجنبية تصور هناك.

ومثلما أشرنا فإن إدوارد يعيش فى فيللا بشيراتون شرم الشيخ الذى يملكه هشام الحاذق، رجل الأعمال الهارب خارج البلاد والمحكوم عليه بالسجن فى وقائع فساد مع وزير السياحة السابق زهير جرانة، وكشفت مستندات أمام جهات التحقيق عن صرف مبلغ 20 مليون دولار بموجب شيك من فرع البنك التجارى الدولى بشرم الشيخ موقع باسم الشركة الروسية لصالح هشام الحاذق، إضافة إلى مستند آخر يشير إلى صرف مبلغ 2740 جنيها مصريا مصاريف استخراج رخصة لسيارة جديدة خاصة بالحاذق والتى اشترتها له الشركة، TEZ، بدون الإشارة إلى نوعية السيارة أو سبب شرائها.

ويقيم إدوارد شيكوس بمصر بموجب تأشيرة مستثمر أجنبى حصل عليها بشكل رسمى من هيئة الاستثمار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق