الثلاثاء، مايو 31، 2011

سنقتل أبناءهم «


كتبه: عبد الله بشير وليد

يحتاج النظام السوري إلى إقناع أنصاره وأوليائه بأنه ما زال متماسكاً، قوياً، قادراً على التأثير، لديه أسلحة عديدة واستراتيجيات مختلفة في تعامله مع عدائه، لذلك يمكنه أن يملك المبادرة في هذه الحرب، وأن يختار أماكن وأزمان ووجهات معاركها، ويتحكم في سيرها، ويقترب من حسمها.
 
والذي يبدو أنه اختار في هذه المرحلة أن يذكر أولياءه وأعداءه أنه يستطيع اتخاذ القرار بالقتل والتعذيب بسهولة، ولا يحتاج الأمر إلى اجتماعات وترتيبات، ويريد من الجميع أن يقبلوا بهذه الاستراتيجية للجولة القادمة، والطريق المستقيم لهذه الرسالة الإجرامية أن يرى العالم آثار التعذيب على جثث ضحاياه.
من المضحك المحزن في سورية أن قرارات الإصلاح تحتاج لسنوات من البحث والدراسات واللجان لتقرر توجهاتها وأولوياتها، ثم تصدر ناقصة عرجاء، ثم لا يمكن تنفيذها بسبب ضغوط الواقع ومعارك التحرير، أما قرارات القتل والتعذيب فهي سريعة  حازمة، تصدر في دقائق وتنفذ خلال ساعات.
نعلم جميعاً أن التعذيب والقتل لم يتوقف يوماً في السجون السورية، وأنه كان جزءاً ثابتاً في سياسات النظام، إنما تغير التعامل الإعلامي في إظهاره وإخفائه. ومع أنه كان ثابتاً لما يقارب نصف قرن، لم تتوقف سنن الله وأقداره في التحول والتغير، ولم تكن سورية متميزة باستقرارها كما كان يحلم الرئيس الكذاب عندما رأى مشاهد التغيير في الدول العربية الأخرى.
ماذا يريد النظام الآن؟ أن يتراجع الثائرون لأنه أعلن إقراره وإصراره على جرائمه السابقة التي كان يريد إخفاءها؟ وأن يثق جنده وأنصاره بقدرته على التحكم والقهر في المراحل القادمة لأنه تسلط في المراحل السابقة؟
فلننظر إذن في ما قال فرعون للملأ من قومه : {وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون} [سورة الأعراف: 127]، ولنتذكر أن هذه القصة انتهت بتدمير ماكان يصنع فرعن وقومه وما كانوا يعرشون.

تأملات سورية

_____ مدونة التلفيتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق