الاثنين، مايو 16، 2011

عشرات المصابين في «حرب شوارع» بين الأمن والمتظاهرين حول السفارة الإسرائيلية

أبعدت قوات الجيش والأمن المركزي آلاف المتظاهرين عن مقر السفارة الإسرائيلية بالجيزة، فجر الإثنين، بعد مصادمات عنيفة استخدمت القوات فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحي، فيما رد المتظاهرون بقذف الحجارة محاولين العودة للاعتصام أمام السفارة.
 
وأسفرت الاشتباكات التي استمرت عدة ساعات عن سقوط عشرات المصابين من المتظاهرين، وأكد شهود عيان اعتقال نحو 50 منهم، من بينهم: طارق شلبي، وطارق عمرو، ومصعب الشامي، ومحمد ساداتي، ومحمد حسين، وكريم صالح، وحسام أسامة.
وقال مصدر طبي لـ«المصري اليوم» إن عدد المصابين حتى منتصف الليل بلغ 47 أغلبهم تعرضوا للاختناق بالغاز المسيل للدموع، ونقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى أم المصريين، فيما أكد المتظاهرون إصابة عدد منهم بالرصاص الحي.
وأفاد شهود عيان بمقتل أحد المتظاهرين برصاصة في الرأس، لكن مصادر طبية أكدت بقاءه على قيد الحياة ووجوده في المستشفى لتلقي العلاج.
وقال محمد عفت، شاهد عيان، لـ«المصري اليوم» إنه شاهد قوات الجيش تحاصر نحو 50 متظاهراً في شارع جانبي متفرع من شارع مراد، واعتدت على بعض منهم لتجبرهم على النوم على الأرض بالقوة بينما كانت تطلق النار في الهواء، مضيفاً: «وجههوا بنادقهم باتجاه المحتجزين، وطالبوهم بالنوم على الأرض، ووضع أياديهم خلف ظهورهم، وضربوا كل من رفض الامتثال أو تأخر في تنفيذ الأمر، ومن بينهم طفل عمره نحو 8 سنوات كان يبكي وضربه أحد الجنود على وجهه أكثر من مرة».
وأضاف شاهد العيان أن عدداً من ضباط الشرطة وجههوا سباباً وشتائم للمحتجزين، من بينها: «عاملين فيها رجالة وأنتم شباب سيس، أنتم فاكرين نفسكم عملتم ثورة واستقويتوا علينا يا بتوع الفيس بوك.. ده احنا هنوريكم أيام سودا».
وعقب ذلك تم نقل المحتجزين في سيارات الأمن المركزي إلى جهة غير معلومة، رجحّ بعض النشطاء أنها النيابة العسكرية.
بدأت الأحداث عندما أمهل بعض المتظاهرين قوات الجيش والشرطة التي تحمي مبنى السفارة نصف ساعة لإنزال العلم الإسرائيلي وإلا اقتحموا المبنى، لكن القوات ردت عليهم بإطلاق النار في الهواء وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وامتدت الاشتباكات إلى معظم الشوارع المحيطة بالسفارة التي تقع في الطابقين الأخيرين من إحدى البنايات المطلة على ميدان نهضة مصر، وتبادل الطرفان الكر والفر، إلى أن تمكنت قوات الأمن المركزي من تفريق المحتجين تماماً بعد حلول موعد حظر التجول في الثانية صباحاً عندما تقدم عشرات الجنود بشكل مفاجئ باتجاه المتظاهرين المتمركزين أمام جامعة القاهرة وأطلقوا عليهم وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع.
وكان عشرات من طلبة المدينة الجامعية القريبة قد نزلوا إلى الشارع لمؤازرة المتظاهرين.
وقال متظاهرون لـ«المصري اليوم» إنهم سيعودون للتظاهر مجدداً في الصباح، مؤكدين تمسكهم بإنزال علم إسرائيل من فوق المبنى وقطع العلاقات معها، وطرد السفير الإسرائيلي، ووقف تصدير الغاز إلى تل أبيب، ورددوا هتافات: «على القدس رايحين شهداء بالملايين» و«أول مطلب للجماهير قفلسفارة وطرد سفير»، و«تسقط تسقط إسرائيل».
وكثفت قوات الجيش والشرطة تواجدها في المنطقة في محاولة لمنع المتظاهرين من العودة.
وردد بعض المتظاهرين هتافات تندد بوزارة الداخلية، منتقدين عودة قوات الأمن المركزي للتصدي لهم كما كان الحال قبل اندلاع ثورة 25 يناير.
وحمل المتظاهرون زجاجات من الخل والمياه الغازية لمعالجة آثار الغاز المسيل للدموع، بينما نقلت العشرات من سيارات الإسعاف المصابين إلى المستشفيات في مشهد أعاد إلى الأذهان مواجهات «جمعة الغضب» يوم 28 يناير، الذي شهد انهيار قوات الشرطة أمام المتظاهرين.
تأتي هذه المظاهرات في الذكرى الـ63 للنكبة الفلسطينية وتأسيس دولة إسرائيل، وبعدما قتلت قوات الاحتلال وأصابت عشرات الفلسطينين والعرب، الأحد، في مواجهات مع متظاهرين حاولوا اقتحام حدودها في غزة والجولان السوري وجنوب لبنان.
المصرى اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق