السبت، أبريل 30، 2011

الروائي ياسمينة خضراء: حان وقت التغيير في الجزائر


الروائي ياسمينة خضراء: حان وقت التغيير في الجزائر

الجزائر - من لمين شيخي - يدعو روائي جزائري صاحب أكثر الإصدارات الأدبية انتشارا في العالم حكام الجزائر إلى ضرورة الاستجابة لمطالب التغيير ببدء نقاش حول الوجهة التي يتعين أن تتجه إليها البلاد مستقبلا بعد سنوات من العنف والفرص الضائعة.


وترجمت أعمال الروائي الجزائري محمد مولسهول الذي اشتهر في العالم باسمه المستعار ياسمينة خضراء إلى 33 لغة يباع منها أربعة ملايين نسخة في أرجاء العالم.

وتستند أعمال الروائي إلى قضايا معاصرة في العالم الإسلامي وقال إنه اختياره اسم امرأة كاسم مستعار له علامة على احترامه للمرأة الجزائرية.

وكتابات مولسهول السابقة كانت عن العراق وأفغانستان والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ولديه آراء قوية حول ما يحدث في بلده الجزائر.

وعانت الجزائر من صراع بين المتشددين الإسلاميين والقوات الحكومية في معظم سنوات العقدين المنصرمين بينما يقول معارضون إن طبقة الموظفين فاسدة لا تتسم بالكفاءة ولا تسمح بحريات ديمقراطية حقيقية.

ووعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بإصلاح سياسي في إطار حرصه على الحيلولة دون وصول الانتفاضات التي اندلعت في بلدان أخرى في العالم العربي إلى الجزائر. وقال خضراء إن ذلك ليس كافيا بالنسبة للجزائريين المتشوقين للتغيير.

وقال مولسهول (56 عاما) في ردود مكتوبة على أسئلة أرسلتها له رويترز إن الجزائري متعجل ويريد حلا فوريا ولا يمكن أن نفهم ذلك.

وتابع قائلا إن حياة الجزائري سلسلة من الإخفاقات وخيبة الأمل والتضرر في عقيدته وطالب بتحسين غير مشروط لظروف معيشته وبحسن المعاملة وبحقه في أن يحلم.

ويقول مولسهول الذي خدم لثلاثة عقود كضابط في القوات المسلحة الجزائرية إنه يتعين على بوتفليقة (74 عاما) أن يحدد رؤيته. ولم يتحدث الرئيس للجمهور لشهور مما أشعل الشائعات حول مرضه والتي نفاها المسؤولون.

وقال إن مطالب الشعب الجزائري ليست موجهة لدكتاتور وإنما إلى رئيس يجب أن يعبر عن نفسه.

وأضاف أن دوائر صنع القرار يجب أن تنفتح للموهبين الأصغر سنا وفي الجزائر كثير منهم.

وقال مولسهول إن هناك حاجة لإجراء نقاش وطني بشأن طموحات الشعب واقتراحات الشباب المشروعة. وأضاف أن سوء الفهم يسكن في عدم القدرة على الإنصات لبعضنا بعضا.

وشهد مولسهول كضابط جيش في الجزائر الكثير من الفظائع أثناء الصراع مع الإسلاميين التي بلغت ذروتها في التسعينات. وكان من مقتضيات عمله ان يكتب تقارير رسمية عن المجازر التي ارتكبها المتشددون.

واختار اسما مستعارا لكتاباته الأولى لأنه لم يكن مسموحا له كضابط أن يعرف كمؤلف.

ويعيش مولسهول الآن في باريس ومن بين رواياته التي يكتبها بالفرنسية "خطاف كابول" التي تدور أحداثها في أفغانستان بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة و"الهجوم" التي تدور أحداثها على خلفية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال إن روايته القادمة المقرر نشرها في سبتمبر أيلول ستدور حول القراصنة في شرق أفريقيا.

وأضاف أنه حاول في أعمال أن يلقي الضوء على بعض الجوانب المظلمة للعصر الذي نعيشه وعلى تعقد الثقافات ويدعو في رواياته إلى اكتشاف الآخر.

ومولسهول كان جزءا من هجرة الشخصيات الثقافية والمفكرين من الجزائر خلال العقدين المنصرمين. وكثير منهم فر من الصراع وانتقل للعيش في فرنسا التي كانت تستعمر الجزائر.

وقال إن هناك اتجاها في الجزائر معاديا للموهوبين وهناك حساسية ضد النجاح وكراهية للناس التي تشع موهبة.

وقال إن المؤسسات الثقافية الرسمية في الجزائر حاولت حصاره وكثيرا ما استخدمت الصحافة لتشويه سمعته.

ورغم الانتقاد قال مولسهول إنه بنى بيتا في وهران ثاني أكبر مدن الجزائر.

وقال إن هذا برهان على أنه يعتزم العودة إلى بلده وتاريخه وشعبه والأشياء التي ألفها هناك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق