الاثنين، أبريل 11، 2011

الشيخ علي بالحاج : يكشف زيف تصريحات مدلسي بشأن حل الأزمة الليبية!


11 أبريل, 20
|نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ|
يكشف زيف تصريحات مدلسي بشأن حل الأزمة الليبية!
نص السؤال :
عقد وزير الخارجية الجزائري ندوة صحفية مشتركة مع المبعوث الخاص للرئيس الكوبي وزير العلاقات الخارجية الكوبي وبرونو رودريغاز باريليا حيث صرح وزير خارجية الجزائر بضرورة إيقاف القتال في ليبيا وفتح حوار مباشر بين الأطراف المتنازعة من أجل الوصول إلى حل سياسي حقيقي فهل هذا الطرح مقبول سياسيا وأخلاقيا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن ولاه
ممالا شك فيه أن المسيرة السلمية التي قام بها الشعب الليبي كان هدفها المطالبة بحقوق مشروعة غير أن التدخل المسلح الهمجي من طرف الطاغية مدمر القذافي أجبر طلائع الثوار إلى الدفاع المسلح على أنفسهم حيث أجبروا على ذلك اضطرارا لا اختيارا، وقد شهد بسلميتها الجميع مما دفع بالدول العربية والغربية و المجتمع الدولي إلىإسقاط الشرعية عن نظام الطاغية السفاح القذافي غير أن موقف النظام الجزائري ظل غامضا ومريبا منذ اندلاع الثورة إلى يومنا هذا وذلك على مستوى الخطاب العلني الرسمي والذي يخشاه الشعب الجزائري أن يكون النظام مساندا للطغمة الحاكمة في ليبيا على مستوى الدبلوماسية السرية وكذا التنسيق الأمني والمخباراتي.
أما فيما يخص ما جاء على لسان الموظف السامي لوزارة الخارجية مراد مدلسي في الندوة الصحفية المشتركة مع المبعوث الخاص للرئيس الكوبي وزير العلاقات الخارجيةوبرونو رودريغاز باريليا .. فإنه يدعو إلى الدهشة والاستغراب بل والاستهجان فهل يعقل أن تخذل الجزائر ثوار ليبيا الأبطال الذين يتعرضون للإبادة الجماعية وهي التي تزعم الوقوف مع القضايا العادلة في العالم وظلت تدافع تحت هذا الشعار بشراسة على جبهة البوليساريو منذ منتصف السبعينيات وتغض الطرف عن ملايين الثوار في ليبيا الذين تحاول كتائب أبناء القذافي سحقهم سحقا والقضاء عليهم قضاءا مبرما هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نستنكر على "وزير الخارجية" أن يسوي بين الضحية والجلاد والظالم والمظلوم والقاهر والمقهور والذي يمارس إرهاب الدولة الرسمي مع المدافعين على أنفسهم اضطرارا وصدق الله العظيم إذ يقول (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* مَا لَكُمْكَيْفَ تَحْكُمُونَ)
ومن باب الذكرى والتذكير نقول عندما اندلعت ثورة الأغلبية عن طريق الصندوق في الجزائر سنة 1992 وتم اغتصاب الإرادة الشعبية والانقلاب على مؤسسات الدولة بقوة الحديد والنار وحوصرت العاصمة والمدن الكبرى بالدبابات وانتشرت فرق الموت والسيارات المجهولة الهوية والقناصة وقصفت الجبال والأودية والوهاد بالطائرات الحربية تعالت أصوات عاقلة في الداخل والخارج تدعو إلى احترام الاختيار الشعبي وإلى ضرورة وقف القتال والمسارعة إلى فتح باب الحوار المباشر النزيه والشفاف مع أطراف الأزمة الحقيقيون من آجل الوصول إلى الحل السياسي الشامل والعادل الذي يقلع جذور الأزمة من أساسها بحكم أنها أزمة سياسية في الصميم غير أنقادة الانقلاب يومها أصروا على الحل الأمني والحسم العسكري الإرهابي وهو ساري المفعول إلى يومنا هذا بكيفيات أخرى رغم الإدعاء الكاذب برفع حالة الطوارئ ، فأين كنتم يا من تزعمون تمثيل الدبلوماسية الجزائرية التي لا تمثل طموحات الشعب الجزائري على المستوى الدولي بل تعاكسها وتصادمها فهل يعقل قبول ما جاء في تصريح مدلسي "بلا حياء أو خجل" حيث ينادي أمام شريكه الكوبي بضرورة وقف القتال في ليبيا وفتح حوار مباشر مع الثوار والإلحاح على ضرورة الحل السياسي بينما في الجزائر لم يتوقف القتال ولم يفتح باب الحوار الحقيقي البعيد عن المناورة والمكر والخديعة ولم يجلس الفرقاء والخصوم على طاولة المفاوضات النزيهة من أجل الوصول إلى الحل السياسي الذي يتجاهله الجميع كما تجاهل النظام منذ 92 كل المبادرات السياسية التي تقدم بها قادة الفكر والسياسة والشخصيات الوطنية والتاريخية في البلادوضربوا بها عرض الحائط وحرضوا الشعب ضد أصحاب تلك المبادرات الهادفة واتهموا من طرف السلطة وأذنابها بالعمالة والخيانة وهاهو جلاد ليبيا يتخذ من أزمة الجزائر الكبرى ذريعة لقمع شعبه وقال لماذا لا يعاقب المجتمع الدولي قادة النظام الجزائري على ما فعلوا بشعبهم من قمع وتنكيل ؟! فهل يجوز مع كل هذا شرعا وعقلا وسياسة أن تأمر الدبلوماسية الجزائرية أهل ليبيا نظاما وثوارا بضرورة الحل السياسي لأنه المخرج الوحيد للأزمة كما يقول مدلسي بينما نرفضه ونتجاهله في بلادنا ميدانيا وصدق الله العظيم إذ يقول { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } ؟! وفي الحديث "إذا لم تستح فاصنع ماشئت"
والحاصل كان الواجب على دول الجوار خاصة الجزائر مصر وتونس أن تستبق مبادرة الإتحاد الإفريقي التي جاءت بعد خراب البصرة كما يقولون وأن تتدخل لإنقاذ الشعب الليبي وعلى رأسهم الثوار الأحرار من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي لا تزول بالتقادم ولا شك أن تقاعس الدول العربية والإسلامية وخاصة دول الجوار في القيام بواجبها الشرعي والسياسي والعسكري والإنساني من أجل حماية الأبرياء من بطش وقمع جلاد ليبيا هو الذي فتح الباب واسعا لتدخل قوى الهيمنة والاستكبار العالمي التي مكنت لهؤلاء الحكام الطغاة في العالم العربي و الإسلامي لاستباحة شعوبهم والتنكيل بهم ونهب خيراتهم واغتصاب حقوقهم المشروعة كل ذلك تحت ذريعة حماية المدنيين فالذي يتحمل مسؤولية التدخل العسكري الخارجي هم حكام الاستبداد والاستعباد في الدول العربية والإسلامية نعوذ بالله من الخذلان ونسأل الله تعالى لإخواننا المستضعفين في الأرض التوفيق والسداد والنصرة والانتصار وما عند الله خير للأبرار .





{الهيئة الإعلامية للشيخ علي بن حاج}

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق