من له عين أن يتحدث عن الإصلاح في الأردن بعد ما يجري على بعد أمتار منا في سورية؟ الشعبان التونسي والمصري قد يفكران بالاعتذار من ابن علي ومبارك، فهما وأجهزتهما الأمنية رحيمان بشعبيهما مقارنة بالشبيحة وأجهزة الأمن السورية. حتى كتائب القذافي بالنهاية في جلها مرتزقة تعمل بالمياومة، ولم تحمل السلاح إلا بعد أن تمردت القوات المسلحة.
في سورية لم يعرف التاريخ العربي أبشع من هذا النظام، وكأن عمر أبوريشة كان يعنيه في قصيدته الشهيرة بعد حرب 48 "عجزت أرحام أن تلد مجرما في قبح هذا المجرم".
اليوم وقد دخلت الدبابات (اللواء السليب الأسكندرون الذي عادينا تركيا لأجله، أم الجولان من أجل تحرير الأرض وإعادة مليون نازح لا يذكر عنهم شيء) درعا! من الجدير استعادة الحكاية كما حصلت. فقد بدأت الجريمة على يد المجرمين مدير الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب ومحافظها فيصل كلثوم. وبدلا من معاقبتهما عوقب شعب بأكمله.
القصة بدأت بترصد أجهزة الأمن السياسي لمكالمة لطبيبة من درعا مع زميلتها يوم رحيل مبارك، هنأت زميلتها من خربة غزالة برحيل مبارك وعقبت "عقبال عنا"، فاعتقل الأمن السياسي المتحدثتين، خرجت الطبيبة بعد وساطات في اليوم التالي وخرجت زميلتها بعد ساعات. الطبيبة عذبت وحلق شعرها على الصفروأهينت.
ثار أقارب الطبيبة من طلاب المدارس، وكتبوا على الحيطان "الشعب يريد إسقاط النظام"، فما كان من الجهاز الساهر على أمن الوطن إلا ان اعتقل الأطفال، وفي سورية لا يجوز سؤال الأمن عمن عنده. وعندما طال الاعتقال، توجه وفد من الوجهاء لسؤال مدير الأمن السياسي عن الأولاد، فكان جوابه "اليوم أخذنا أولادكم، إن سألتم ثانية أخذنا نساءكم"! ثارت الثائرة ولجؤوا إلى المحافظ فيصل كلثوم، وهو من الجلاوزة الذين حصلوا على مسدس "شرف البعث" في تكريم حافظ الأسد لمن أبلوا في أحداث حماة. فأهانهم وردوا عليه بضربه بعد صلاة الجمعة، فما كان من حرسه إلا أن قتلوا اثنين، ثم قُتل آخران متأثرين بجراحهما. بعدها اعتصموا في الجامع العمري واقتحم الجامع وامتدت المجزرة زمانا ومكانا. فالقضية ليست عاطف نجيب ولا فيصل كلثوم إنه سلوك يومي لنظام بدائي.
إن أطفال درعا ونساءها هم الرجال الذين هزوا نظام الفساد والإفساد، وجبن النظام المعهود في الجولان ولبنان بانتظار الرد في" التوقيت المناسب" منذ أربعين عاما، لا نلمسه في الصبر على أبناء الشعب أربعين يوما. وقد كانت مطالبة الناس إقالة فيصل كلثوم وعاطف نجيب ، أما اليوم فالمطالب هي المطالب الحقيقية إقالة النظام كله. فهو غير قابل للاستمرار.
لا يقبل من أي إنسان أخلاقيا وسياسيا السكوت عن الجريمة المنقولة على الهواء، والكتاب اللبنانيون الذين يرقصون على جراح الشعب السوري سبق لهم أن رقصوا مع شارون على جراح شعبهم، وما ذلك عنهم ببعيد. المطلوب من الشعوب العربية الوقوف مع سورية في محنتها، قولا وفعلا، والمطلوب من الدول العربية، وتحديدا مصر والأردن، استضافة حركة حماس، حتى تتخلص من عبء الضيافة عند نظام، يقتل شعبه متسترا بدعم المقاومة.
إن درعا لا تعيش الفصل الأخير بدخول الدبابات، ستعيش الفصل الأخير عندما يخرج شعبها مبتهجا أمام المسجد العمري محتفلا برحيل النظام، ولن يكون ذلك بعيدا.
في سورية لم يعرف التاريخ العربي أبشع من هذا النظام، وكأن عمر أبوريشة كان يعنيه في قصيدته الشهيرة بعد حرب 48 "عجزت أرحام أن تلد مجرما في قبح هذا المجرم".
اليوم وقد دخلت الدبابات (اللواء السليب الأسكندرون الذي عادينا تركيا لأجله، أم الجولان من أجل تحرير الأرض وإعادة مليون نازح لا يذكر عنهم شيء) درعا! من الجدير استعادة الحكاية كما حصلت. فقد بدأت الجريمة على يد المجرمين مدير الأمن السياسي في درعا عاطف نجيب ومحافظها فيصل كلثوم. وبدلا من معاقبتهما عوقب شعب بأكمله.
القصة بدأت بترصد أجهزة الأمن السياسي لمكالمة لطبيبة من درعا مع زميلتها يوم رحيل مبارك، هنأت زميلتها من خربة غزالة برحيل مبارك وعقبت "عقبال عنا"، فاعتقل الأمن السياسي المتحدثتين، خرجت الطبيبة بعد وساطات في اليوم التالي وخرجت زميلتها بعد ساعات. الطبيبة عذبت وحلق شعرها على الصفروأهينت.
ثار أقارب الطبيبة من طلاب المدارس، وكتبوا على الحيطان "الشعب يريد إسقاط النظام"، فما كان من الجهاز الساهر على أمن الوطن إلا ان اعتقل الأطفال، وفي سورية لا يجوز سؤال الأمن عمن عنده. وعندما طال الاعتقال، توجه وفد من الوجهاء لسؤال مدير الأمن السياسي عن الأولاد، فكان جوابه "اليوم أخذنا أولادكم، إن سألتم ثانية أخذنا نساءكم"! ثارت الثائرة ولجؤوا إلى المحافظ فيصل كلثوم، وهو من الجلاوزة الذين حصلوا على مسدس "شرف البعث" في تكريم حافظ الأسد لمن أبلوا في أحداث حماة. فأهانهم وردوا عليه بضربه بعد صلاة الجمعة، فما كان من حرسه إلا أن قتلوا اثنين، ثم قُتل آخران متأثرين بجراحهما. بعدها اعتصموا في الجامع العمري واقتحم الجامع وامتدت المجزرة زمانا ومكانا. فالقضية ليست عاطف نجيب ولا فيصل كلثوم إنه سلوك يومي لنظام بدائي.
إن أطفال درعا ونساءها هم الرجال الذين هزوا نظام الفساد والإفساد، وجبن النظام المعهود في الجولان ولبنان بانتظار الرد في" التوقيت المناسب" منذ أربعين عاما، لا نلمسه في الصبر على أبناء الشعب أربعين يوما. وقد كانت مطالبة الناس إقالة فيصل كلثوم وعاطف نجيب ، أما اليوم فالمطالب هي المطالب الحقيقية إقالة النظام كله. فهو غير قابل للاستمرار.
لا يقبل من أي إنسان أخلاقيا وسياسيا السكوت عن الجريمة المنقولة على الهواء، والكتاب اللبنانيون الذين يرقصون على جراح الشعب السوري سبق لهم أن رقصوا مع شارون على جراح شعبهم، وما ذلك عنهم ببعيد. المطلوب من الشعوب العربية الوقوف مع سورية في محنتها، قولا وفعلا، والمطلوب من الدول العربية، وتحديدا مصر والأردن، استضافة حركة حماس، حتى تتخلص من عبء الضيافة عند نظام، يقتل شعبه متسترا بدعم المقاومة.
إن درعا لا تعيش الفصل الأخير بدخول الدبابات، ستعيش الفصل الأخير عندما يخرج شعبها مبتهجا أمام المسجد العمري محتفلا برحيل النظام، ولن يكون ذلك بعيدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق