السبت، أبريل 16، 2011

نهال كمال: تغطية محاكمة مبارك ونجليه خارج نطاق مسئوليتى


إيناس عبدالله -

 نهال كمال
بأوامر من الهانم ــ سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق ــ كان مرفوضا تماما أن يظهر الفقراء على شاشة التليفزيون المصرى ووصل الحد إلى أنها اعترضت على إعلان لمسحوق غسيل لسيدة مصرية تجلس خلف «طشت» بدعوى أنه يسىء لمصر!، ورفضت وجود المحجبات على الشاشة لأن شكلهن بالحجاب ليس معبرا عن أم الدنيا، وعلى خط موازٍ كان النظام السابق يضع قوائم للممنوعين من الظهور على شاشة التليفزيون، والتى ضمت جماعة الإخوان التى كانت تحمل لقب المحظورة والسلفيين وكثيرا من الدعاة الجدد ورجال المعارضة وشباب الحركات الاحتجاجية المناهضة للسلطة، وبعض الكتاب من أصحاب الآراء المزعجة للنظام وغيرهم.

ولكن ها هى ثورة 25 يناير تحقق المعجزات، فهل سينال التليفزيون المصرى من المعجزات جانبه. توجهت بهذا السؤال للإعلامية نهال كمال رئيسة التليفزيون الجديدة فقالت:
«شاشة التليفزيون المصرى ملك للمصريين جميعا باختلاف آرائهم وتوجهاتهم ومعتقداتهم.. فقرائهم وأغنيائهم.. العامة والصفوة، فلن يمنع أحد من الظهور بعد اليوم وهذا عهد مضى ولن يعود بل والأكثر من هذا أننى أؤكد أننا لن نتحول بعد اليوم إلى بوق لأحد ولن نتهافت لفتح الباب لفكر دون غيره ولن تطغى فئة عن أخرى.

ماذا لو تحولت هذه الأفكار الى كيانات حقيقية من خلال أحزاب تمثل الفكر الإخوانى أو السلفى فكيف تتعاملون معه فى هذه اللحظة؟
ــ كان هناك خطأ كبير وقع فيه التليفزيون المصرى حينما كان تليفزيون النظام والحزب الوطنى وهو ما دفعنى للتأكيد اننا لن نتحول الى بوق لأحد أو لكيان على حاسب كيان آخر واذا كنا نتحدث عن عهد جديد وفكر مختلف فعلى الجميع ان يعلم ان فرصهم متساوية فى الظهور على شاشة التليفزيون المصرى.

وماذا عن المذيعات المحجبات؟
ــ لهن مكانتهن ووجودهن وقد بدأت بالفعل فى فتح المجال أمامهن، ومؤخرا شاركت احدى المذيعات المحجبات فى تقديم برنامج زينة على القناة الثانية، وتستعد المذيعة إيناس عبدالله فى تقديم برنامج خيرى ونحن بصدد إنتاج برامج للمرأة وللطفل أسندها للمذيعات المحجبات، إلى جانب البرامج الدينية بالطبع وإقصاء المحجبات من على الشاشة فكرة عنصرية.

وما فرص المذيعة المحجبة فى برامج التوك شو؟
ــ البرامج الاجتماعية هى برامج توك شو وإذا كنت تقصدين البرامج السياسية الفرصة ورادة ايضا والأصل فى اختيار مذيع أو مذيعة لبرنامج توك شو لا يعود لشكله ولونه ولديانته وانما يعود لكفاءته ثم يأتى معيار الشكل والمظهر والحجاب لا يتعارض ابدا مع الجمال وحسن المظهر وهذه الافكار الغيت تماما ولم يعد لها اى اساس؟

كانت هناك مطالب بأن يرفع قطاع الأخبار يده من التليفزيون المصرى فماذا حدث فى هذا الشأن؟
ــ هناك استجابة من إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار لهذا المطلب، وبدأنا التطبيق فعليا على القناة الأولى كمرحلة مبدئية لأننا بحاجه إلى هذه المساحات التى كان يحتلها قطاع الأخبار لفتح المجال لبرامجنا منها «الرأى رأيك» و«ممكن» وغيرهما وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أبناء القناة.

ما تفسيرك بأن الشاشة حتى الآن لا تزال دون تغيير؟
ــ أعترف أن هذا الاتهام حقيقى وأعترف أن الشاشة لم تتطور وأننا نخطو خطوات بطيئة للغاية فى هذا الصدد ولكن أبناء التليفزيون بحاجة إلى فرصة كما أتيحت للمتعاملين من الخارج فلقد عانوا لسنوات طويلة من القهر والظلم والإقصاء ويوما يعد يوم تعود لهم ثقتهم وكما صنع هذا المبنى نجوما من قبل فهو قادر على صنع نجوم جديدة.

جمعة التطهير كانت الاختبار الحقيقى فى إثبات مصداقية العهد الجديد بعد ان كان شعار الكذب الحصرى على التليفزيون المصرى يعلو فى ميدان التحرير فكيف استثمرت هذه الفرصة؟
ــ اعتبرت هذا اليوم هو التحدى وعليه قمت بإلغاء كل برامج هذا اليوم وبادرت بعمل تغطية حية ورغم أننا واجهنا مشاكل تقنية أخرتنا بعض الوقت وتعرضنا لهجوم ولكن بنهاية اليوم تلقينا إشادة من الجمهور وأعرف أن المهمة صعبة وقد تكون انتحارية ولكن كلى تفاؤل أننا جميعا نبدأ عهدا جديدا.

وماذا عن تغطية ماسبيرو لمحاكمات الرئيس السابق ونجليه وما تصوراتك لهذه التغطية؟
ــ بصراحة هذا الأمر خارج نطاقى وهو شغل قطاع الاخبار، وكنت اتمنى بالطبع ان يكون لى دور فى هذا الموضوع لكن ربما نناقش جوانب القضية وردود الأفعال فى برامجنا ونحن هنا نمثل شاشة عرض للنشرات والتغطية وهذا أمر لا يزعجنى لأننا جميعا نكمل بعضنا البعض.

هناك من يعترض على وجودك فى هذا المنصب بحجة أنك صاحبة شخصية طيبة وهناك من ألمح مساندة زوجك الشاعر عبدالرحمن الأبنودى لك لتولى هذا المنصب؟
ــ أعلم جيدا انه لن يتفق على الجميع واحترم كل الآراء، ولكن أن يدّعوا مساندة زوجى لى فهذا ظلم بيّن فالجميع يعلم انه كانت هناك محاولات مستمرة لتجميدى لأننى كنت اختلف كثيرا مع سياسة الوزير السابق ولم التزم الصمت، كما استغرب مما يشيع عنى أننى إنسانة طيبة وكأن الطيبة أصبحت عيبا فهذه الطيبة لم تمنعنى من الاحتجاج أو أن اتخذ مواقف صارمة عند اللزوم.

فى ظل سياسة فتح الباب للجميع هل سيكون هناك مكان للمذيعتين عزة مصطفى وشافكى المنيرى رئيستى القناتين الأولى والثانية السابقتين؟
ــ الباب مفتوح للجميع ولكن عزة وشافكى حصلتا كلاهما على فرصة كاملة بأوقات متميزة وميزانيات باهظة وأجور كبيرة وحان الوقت لزملائهما أن يحصلوا على نفس الفرصة.

هل هناك جدول زمنى لوضع التليفزيون المصرى على مساره الصحيح لينافس القنوات الأخرى؟
ــ صعب أن يحدث هذا حاليا ولا أريد أن اقول كلمة لست بقادرة على تنفيذها فأنا مؤمنة أنه لابد من المصداقية والوضع الحالى فى التليفزيون صعب جدا ونحن نعمل فى أجواء مليئة بالمشاحنات والتوترات ولدينا عبء كبير فى اعادة الثقة بيننا وبين الجمهور وهذا وحده قد يستغرق وقتا طويلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق