الاثنين، أبريل 25، 2011

جمال سلطان يكتب عن اعدام سلوى عادل وزوجها وخنق طفلها على يد ثلاث اقباط بسبب اسلامها


25/4/2011
جمال سلطان
واقعة إعدام المواطنة سلوى عادل وزوجها وخنق طفلها بطريقة وحشية على يد ثلاثة من المواطنين الأقباط لمجرد أنها أسلمت قبل ست سنوات كاملة وتزوجت من مواطن مسلم وأنجبت منه عدة أطفال تحتاج إلى مراجعة جادة من أكثر من طرف ،
 
وفي مقدمة تلك الأطراف التي تحتاج إلى مراجعة موقفها من مثل هذه الأعمال الوحشية الكنيسة الأرثوذكسية وقيادتها ، لأن صمت الكنيسة المتكرر تجاه مثل هذه العمليات الخطيرة والامتناع عن إدانتها تصريحا أو تلميحا يعطي إشارة شديدة السلبية عن موافقة ضمنية لها على هذه الجرائم ، إن لم يكن دعما روحيا ودينيا لممارسة وتكرار مثل هذه الجرائم .
هذه الحادثة الوحشية التي تتجرد فيها "كتيبة إعدام" بشرية من أي معاني إنسانية ، ويقدمون على ذبح سيدة وطفلها وزوجها على خلفية طائفية سوداوية ، كانت تحتاج إلى بيان واضح وصريح من البابا شنودة ومن بقية القيادات الكنسية تدين هذا العمل الإجرامي ، وتوضح للناس براءة الكنيسة من الذين ارتكبوه ، وطمأنة الرأي العام إلى أن مثل هذه الأحداث لا تعبر عن روح الكنيسة ولا توجهاتها ولا عظاتها لأبنائها ، أما أن تلتزم الكنيسة الصمت تجاه هذه الجرائم المتكررة والتي أصبحت ظاهرة ، فهو أمر يمكن تفسيره بسهولة على أنه موافقة ضمنية على الجريمة ، بل وتحريض عليها ، كما يدعم ذلك الرأي الذي يشاع عن أن هذه الجرائم هي نتيجة طبيعية لعمليات الشحن الطائفي المهووس التي يقوم بها كهنة داخل الكنائس بالتحريض على العنف ، فهل هذه هي الرسالة التي تريد الكنيسة فعلا أن تسربها إلى رعاياها وإلى الرأي العام أيضا .
إن أي حادثة يرتكبها شاب مسلم منسوبة إلى دوافع دينية أو حتى يشتبه في نسبتها لها تبادر المؤسسات الدينية الإسلامية ورموز دعوية وعلمية بإدانتها على الفور وإعلان البراءة الدينية منها ، وأنها لا تعبر عن الإسلام وروحه ومبادئه وقيمه ، وتتوالى البيانات والإدانات من أطراف كثيرة ، وهي مواقف تكون ضرورية لإشاعة أجواء من الطمأنينة في الرأي العام بأن هذه أعمال مدانة ومجرمة ولا تقبل بها المراجع الدينية الإسلامية ، خاصة وأن هذه الإدانة من شأنها أن تقلل فرص تكرار هذه الجرائم ، بينما الصمت تجاهها وتجاهل إدانتها يغري آخرين بسلوك هذا الطريق مستقبلا .
أيضا الإعلام الرسمي والخاص في حاجة إلى مراجعة أخلاقية لمواقفه تجاه هذه الجريمة وأشباهها ، لأن تعمد تجاهلها والتعتيم عليها أو المرور عليها مر الكرام والإلماح لها مجرد تلميح على استحياء يعطي إشارات سلبية أيضا ، ولذلك كان من الطبيعي أن يجري البعض مقارنة بين حدوته الشاب القبطي الذي قطعت أذنه في معركة على ساقطة ومنزل سيء السمعة ، وهي الواقعة التي كتبت فيها معلقات ومطولات في جميع الصحف الخاصة والقومية والقنوات الفضائية ونسبت الجريمة إلى غير مرتكبيها وكان هناك إصرار غريب على إدانة تيار ديني بعينه رغم عدم ثبوت تورط أي منتسب له فيها ، كان من الطبيعي مقارنتها برد فعل الإعلام نفسه على واقعة إعدام سلوى وطفلها وزوجها ، لأن نفس هذه الصحف والفضائيات التي أهاجت الدنيا على الأذن المقطوعة تتجاهل واقعة ذبح ثلاثة مواطنين : سلوى عادل وطفلها وزوجها بوحشية ، وكأنها حادثة موتوسيكل أصاب سيدة بخدوش في ذراعها مثلا .
أيضا النخبة المصرية ، ومنظماتها الحقوقية والمدنية ، تحتاج إلى أن تسجل موقفا أخلاقيا هنا بإدانة مثل هذا العمل الوحشي بصرامة ووضوح يماثل ويعادل موقفهم العنيف تجاه أي واقعة نسبت إلى جهات اسلامية ، لأن تجاهل النخبة لمثل هذه الجريمة والهروب من إدانتها علنا وبوضوح كاف من شأنه أن يسم تلك النخبة بالانتهازية والتحريض الطائفي ، وأنها لا تؤمن إيمانا حقيقيا بحرية الاعتقاد أو بفكرة المواطنة ، وإنما تتخذ هذه المعاني مجرد هراوات تواجه بها خصومها من الإسلاميين عند الحاجة ، فإذا لم يكن هناك موقف يمكن أن يتصيدوه للإسلاميين فيها انتفت الحاجة إلى تلك المبادئ التي تطرح حسب الطلب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق