الخميس، أبريل 14، 2011

بعد تظاهر ضباط جيش في ميدان التحرير هل يحدث انقلاب عسكري في مصر؟



· دخلنا علي موقع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية ولم نجد أي ردود افعال من قبل القائمين علي الموقع أو القراء

كتب:عنتر عبداللطيف

تصوير ـ صلاح الرشيدي

السؤال مطروح بقوة المشهد السياسي في مصر الآن غامض وملتبس ويتصدره مجلس عسكري منذ أن تولي الحكم بصورة مؤقته وقراراته بطيئة لا تشفي غليل الشعب المصري الذي يطالب بمحاكمة مبارك المخلوع وعائلته وهو ما لم يحدث حتي الآن فالتسريبات الواردة من شرم الشيخ تفيد مرض الرئيس المخلوع وجلوسه علي كرسي متحرك وهو ما دفع كثيرين للتأكيد أنه سيناريو معد سلفا لافلات مبارك من المحاكمة رغم أن الشعب غاضب وساخط ويخشي فشل الثورة فالاوضاع في مصر بدت بالفعل علي فوهه بركان قابل للانفجار في أي وقت وسط تخبط شديد من متصدري المشهد السياسي وصمت مريب أرجعنا إلي ما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير فهناك تصريحات تنسب للمشير طنطاوي وهي تصريحات لو طابقناها مع ما حدث في ميدان التحرير في جمعة التطهير لصرخنا بأعلي صوتنا «الشعب يريد المصارحة والمكاشفة» فالمشير طنطاوي طبقا لحوار لصحيفة «دير شبيجل» الألمانية جري تكذيبه من قبل مراسل الجريدة في القاهرة ونشرته صحيفة عربية لاندري غرضها من نشر الموضوع وتوافق النشر مع تهديد بعض ضباط الجيش للتضامن مع الشعب المصري في مطالبه والنزول إلي الشارع فقد جاء علي لسان المشير بأن الجيش أحبط أكثر من محاولة للانقلاب منذ أن ترك مبارك السلطة ذاهبا إلي أن المجلس العسكري ضغط علي الرئيس السابق للتنازل عن السلطة فبحسب كلامه فإن المجلس العسكري شعر بأن «البلد سينقسم وستذهب الامور إلي حيث لا تحمد عقباه وحذر طنطاوي من اتباع الثورة المضادة المؤيدين لمبارك الذين يريدون إرسال رسالة مفادها أن الامور بعد مبارك تدهورت بشكل كبير، أخطر ما في تصريحات طنطاوي «المنفية» التي أكد فيها علي وقوع عدة محاولات للانقلاب داخل الجيش قوله إن المجلس العسكري يواجه ضغوطا من دول عربية ذات وزن كبير لعدم محاكمة مبارك ورغم نفي طنطاوي القاطع للحوار فإن السعودية هددت بسحب استثماراتها من مصر وطرد العمال المصريين من أراضيها حال محاكمته واستمرارا لحالة الالتباس والغموض فقد نفي السفير السعودي بالقاهرة أحمد عبدالعزيز قطان هذا الكلام بل ذهب أبعد من ذلك لمساندة الثورة قائلا: لا شك أنه إذا توقف الدعم الامريكي لمصر فإن السعودية لا يمكن أن تتأخر عن مد يد العون لها سواء كان الرئيس المصري هو حسني مبارك أو غيره من جانبنا في «صوت الأمة» فقد دخلنا علي موقع صحيفة «دير شبيجل» الألمانية ولم نجد أي ردود افعال من قبل القائمين علي الموقع أو القراء مما يؤكد أن تسريب صحيفة عربية لوقوع محاولات انقلاب ذي مغزي في هذا التوقيت الحرج الذي تغلي فيه مصر خاصة بعد نزول مجموعة من ضباط الجيش إلي ميدان التحرير في جمعة التطهير بالفعل مؤكدين أنهم ضباط سابقون وحاليون في القوات المسلحة وقابلهم ثوار ميدان التحرير في بادئ الأمر بالرفض وطالبوهم بالنزول من علي المنصة التي كان تجري عليها محاكمة رمزية لمبارك وأساطين فساده وجرت بعض الاشتباكات فوق هذه المنصة بين مؤيدي هؤلاء الضباط ورافضيهم لدرجة أن أحد الاشخاص دفع الدكتور صفوت حجازي ليطير من فوق المنصة تلقفته الجماهير إلا أن الكثير من المتظاهرين تضامنوا مع هؤلاء الضباط وهتفوا معهم واعتزم هؤلاء الضباط المبيت في ميدان التحرير وانضم إليهم المئات من الثوار فرغم قلة عدد هؤلاء الضباط الذي لا يتعدي العشرة إلا أنهم أكدوا علي أن كثيرين من زملائهم سوف ينضمون إليهم المشهد في ميدان التحرير بدا مثيرا للدهشة فالضباط صغيرو الرتب المتواجدون حتي لحظة كتابة هذه السطور بالميدان ونزلوهم إلي الشارع بالزي العسكري يعد بمثابة انقلاب حتي وإن بدا سلميا، فالمجلس العسكري حذر من ارتداء أي مواطن للزي العسكري مؤكدا أن من سيفعل ذلك سيعتقل فورا ولكن لم يتعرض من قريب أو بعيد لشخصيات من طالبوا الضباط بالنزول للشارع والالتحام بالجماهير فالمجلس آثر الصمت التام وسط لغط عم غالبية الشعب المصري والذي لايريد أن تتعرض المؤسسة العريقة المنضبطة لمشاكل. ماذا يجري داخل الجيش؟ سؤال يهمنا جميعا فهذا الجيش هو حائط الدفاع الوحيد والاخير وملاذنا الأمن من غدر اعداء الداخل والخارج ولكن المشير طنطاوي يلتزم الصمت تاركا الجميع يضربون اخماسا في اسداس فاللواء سامي عنان رئيس الاركان حسب مصادر مطلعة سيخرج علي المعاش بعد شهرين من الآن فما موقف المشير فهل يمد له في الخدمة باعتبار أن المشير طنطاوي هو رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة أم سيخرج عنان من الخدمة ليرشح نفسه في انتخابات الرئاسة القادمة كلها افتراضات لانجد اجابة عليها تزيد من غموض الموقف داخل المجلس الأعلي. عودة إلي الضابطين الغامضين اللذين حاولا تحريض ضباط الجيش علي الانقلاب علي المجلس العسكري فإن أحدهما وكما قال في الفيديو علي المواقع الالكترونية فإنه يدعي كونه ضابطا سابقا في القوات الجوية وقال إن اسمه شريف عثمان وهو عضو ضباط من أجل الثورة والتي وصفها عثمان بأنها أول مجموعة معارضة نتشر أراءها عبر المواقع الالكترونية والذي بدا غاضبا وهو يؤكد أنه نزل الميدان وتحدث مع الناس مطالبا بما اسماه جمعة تطهير المؤسسة. أما الضابط الثاني فأكد أن اسمه حاتم عبادي ضابط سابق بالقوات المسلحة والذي نشرت عدة مواقع صور تكريمه من قبل الرئيس المخلوع مبارك باعتبار عبادي الاول علي دفعته عندما كان طالبا في الكلية الحربية والذي سار علي نفس نهج زميله السابق في المطالبة بما اسماه تطهير المؤسسة، الوضع جد خطير فإذا عدنا لايام إلي الوراء وإذا تساءلنا عما يجري من أحداث وهل له علاقة بمحاولة اغتيال رئيس المخابرات السابق عمر سليمان والتي جرت بشارع الخليفة المأمون بمصر الجديدة وحسب شهادة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية السابق في عهد الرئيس المخلوع فإن مجهولين خرجوا من سيارة اسعاف وأمطروا سيارة عمر سليمان بوابل كثيف من النيران مما أدي لمصرع أحد الحراس واصابة آخر. انتهت شهادة أبوالغيط ولا يجب أن نغفل أن عمر سليمان كان قد أدي اليمين ليصبح نائبا لرئيس الجمهورية ولو سارت لامور كما يتمني لأصبح الرئيس الفعلي للبلاد بعد الاطاحة بمبارك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق