الثلاثاء، فبراير 22، 2011

الاستفتاء على الوحدة بين مصر وسوريا



 
كتب   ماهر حسن    ٢٢/ ٢/ ٢٠١١
الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمى للوحدة بين مصر وسوريا، وقد أعلن عن قيامها فى أول فبراير ١٩٥٨ من قصر القبة بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السورى شكرى القوتلى ورئيس الوزراء السورى، صبرى العسيلى وأكرم الحورانى رئيس المجلس النيابى السورى وبعض الوزراء السوريين وتم الاستفتاء عليها فى مثل هذا اليوم ٢٢ فبراير ١٩٥٨ واختير عبدالناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وزار الرئيس عبدالناصر سوريا واستقبل استقبالا شعبيا حافلا،
وتم وضع دستور تفصيلى مؤقت للبلدين، وتقرر تأليف مجلس نيابى واحد للبلدين (الإقليمين) وفى السادس من مارس أصدر الرئيس عبدالناصر بدمشق قرارا جمهوريا بتعيين أربعة نواب لرئيس الجمهورية وهم عبداللطيف بغدادى وعبدالحكيم عامر وأكرم الحورانى وصبرى العسيلى وتعيين عشرين وزيرا من الإقليم الجنوبى (مصر) و١٤ من الإقليم الشمالى (سوريا) ثم قامت اليمن فى الثامن من مارس ١٩٥٨ بتوقيع اتفاق مع الجمهورية العربية المتحدة يتضمن إقامة اتحاد فيدرالى بين البلدين وفى ١٩٦٠ تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضًا، غير أن الوحدة أنهيت بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم ٢٨ سبتمبر ١٩٦١،
وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام ١٩٧١، وكان من أهم أسباب الانفصال قيام جمال عبدالناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتى كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت، ونزوح الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى، واختلال توازن قوى العمل وغياب التعددية السياسية كما كانت المنطقة العربية ترزح تحت مؤامرات عديدة من مختلف الأطراف، جعلت الوحدة على غير استقرار،
ويرى البعض أن الانفصال كان سببًا فى نكسة عام ٦٧، لكن آخرين يرون أن الانفصال هو الذى حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، وعلى الرغم من عدم نجاح تجربة الوحدة، فإن آراء كثير من الباحثين قد تباينت حول تقييم هذا المشروع، فمنهم من وصف التجربة بالنجاح ومنهم من قطع بفشلها، فبينما رصد الوحدويون المنجزات الاقتصادية ومنها سد الفرات، وحماية سوريا من تهديدات الأحلاف التى كانت تتربص بها، رأى آخرون أن إلغاء الأحزاب والتأميمات قصمت ظهر الوحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق