حقوقيون يدعون إلى وقف "العبث" في قضية طل الملوحي".. ومصادر مصرية تنفي رواية المخابرات السورية
تابعت مصادر حقوقية "باهتمام وقلق بالغين" تطورات اعتقال المدونة السورية وطالبة المرحلة الثانوية طل دوسر الملوحي (مواليد حمص-1991) منذ تاريخ إلقاء القبض عليها بواسطة مخابرات أمن الدولة في 27/12/2009.
وفي هذا السياق، نقل ذكر موقع الكتروني يشرف عليه معارضون سوريون في الخارج أن السلطات المصرية "نفت معرفتها بحادث اغتيال ضابط سوري في القاهرة ادى الى اصابته بعاهة مستديمة". ونقل موقع الهدهد الالكتروني عن مصدر بالداخلية المصرية وصفه "هذا الخبر بأنه "من بنات المخيلة" لأنه لو كان حدث لسجلت وقائعه في احد اقسام الشرطة او عند احد فروع الامن بالقاهرة".
وكانت قضية المدونة الشابة طل الملوحي قد اتخذت منحى خطيراً بعد نقل مواقع الكترونية وصحف مقربة من السلطات السورية عن "مصدر مطلع" تسريباً يعتقد ناشطو المجتمع المدني أنه "أمني"؛ يتهمها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وتسهيل اعتداء على ضابط أمن سوري في القاهرة.
ونقلت عدة وسائل إعلام سورية مقربة من السلطات وبصيغة واحدة، بينها صحيفة "الوطن" التي يملكها رامي مخلوف وموقع "سيريا نيوز" الذي يبث أخباره من دمشق: "أن توقيف الشابة السورية طل الملوحي جاء على خلفية اتهامها بـ(التعامل مع دولة أجنبية) ما سهل لهذه الدولة القيام بالـ (الاعتداء على ضابط أمن) سوري".وزعم المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن "طل الملوحي قامت بعمل تجسسي لصالح السفارة الأمريكية في القاهرة، وتسببت بمحاولة اغتيال لضابط أمن سوري في أحد شوارع العاصمة المصرية القاهرة بتاريخ 17 تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، مما أدى لإصابته بعاهة دائمة".
وتابعت وسائل الإعلام نقلها عن مصدرها "المطلع" أنه "عُهد إلى طل من قبل عنصر نسائي في السفارة الأمريكية في القاهرة التجسس على سفارتنا في القاهرة والتعرف على ضباط أجهزة الأمن السوري، وتقاضي مبالغ مالية لقاء ما طلب منها"، زاعماً أنه "بعد أن ثبت على طل عدد من تهم التجسس التي اعترفت بها، تم إيقافها وإحالتها إلى القضاء، وهي الآن في السجن وسوف تمثل أمام المحكمة خلال الفترة المقبلة".
ضابط الأمن:
من جهته، رفض الكاتب السوري المعارض ثائر الناشف في مقال له؛ تهمة التجسس جملة وتفصيلاً عن الملوحي أثناء دراستها اللغة الإسبانية في معهد "سرفانتس" بالقاهرة، موضحا "أنها لو كانت جاسوسة لصالح أميركا وتقبض بالدولار لما عاشت في أحياء فقيرة في ضواحي القاهرة"، كما أكد معرفته بأصغر متهمة بالجاسوسية.
وأكد الناشف على وجود ضابط أمن دولة سوري دأب على مضايقة السوريين بالخارج، وقد تعرض هو نفسه لمضايقاته. وقال: "ذلك الضابط هو المسؤول عن مضايقتها في مصر لمآرب شخصية، مثلما فعل مع الكثير من السوريين، ومنهم كاتب هذه السطور (الناشف)، وبالتالي هو مَن أوعز لأسياده الكبار من خلال تقريره الأمني الذي بعثه من السفارة، بضرورة متابعتها وملاحقتها حين عودتها لسورية من دون ذنب أو تهمة".
كما ألمح ثائر الناشف إلى أن واقعة ضرب الضابط السوري (سامر ربوع) بالقاهرة كانت بسبب "مضايقاته وتحرشاته بسيدة أميركية في القاهرة، مما عرضه للضرب المبرح من قبل حراسها، وقد عاد على إثرها إلى سورية بناء على طلب فرع أمن الدولة الخارجي، بعدما تزعزع كيانه وتلطخت سمعته بين المصريين والسوريين، والشيء المجزوم بصحته أن الضابط معروف لدى كل السوريين في مصر، ولكونه أعزبا، بعلاقاته غير الشرعية مع الجنس الآخر".
اللجنة السورية لحقوق الإنسان:وأكد الناشف على وجود ضابط أمن دولة سوري دأب على مضايقة السوريين بالخارج، وقد تعرض هو نفسه لمضايقاته. وقال: "ذلك الضابط هو المسؤول عن مضايقتها في مصر لمآرب شخصية، مثلما فعل مع الكثير من السوريين، ومنهم كاتب هذه السطور (الناشف)، وبالتالي هو مَن أوعز لأسياده الكبار من خلال تقريره الأمني الذي بعثه من السفارة، بضرورة متابعتها وملاحقتها حين عودتها لسورية من دون ذنب أو تهمة".
كما ألمح ثائر الناشف إلى أن واقعة ضرب الضابط السوري (سامر ربوع) بالقاهرة كانت بسبب "مضايقاته وتحرشاته بسيدة أميركية في القاهرة، مما عرضه للضرب المبرح من قبل حراسها، وقد عاد على إثرها إلى سورية بناء على طلب فرع أمن الدولة الخارجي، بعدما تزعزع كيانه وتلطخت سمعته بين المصريين والسوريين، والشيء المجزوم بصحته أن الضابط معروف لدى كل السوريين في مصر، ولكونه أعزبا، بعلاقاته غير الشرعية مع الجنس الآخر".
من جهتها، قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في بيان تلقت أخبار الشرق نسخة منه: "دخلت عناصر كثيرة مثيرة على قضيتها على الرغم من اختفائها الكامل منذ القبض عليها والتحفظ عليها في زنازين فروع التحقيق ومن ثم في سجن دوما النسائي مع انه لم يرشح عن أخبارها خبر واحد ذو مصداقية واستقلالية".
وأكدت اللجنة أن أجهزة المخابرات السورية "لعبت.. لعبها المعتادة، ففي البداية تجاهلت أمر اعتقالها، وتجاهلت مراجعة الأهل القلقين على فتاة لم تبلغ العشرين من عمرها، وتجاهلت حساسية اعتقال أنثى في هذا السن بالنسبة لأهلها وللمجتمع السوري. ثم رفضت هذه الأجهزة الاعتراف بمكان اعتقالها بل وأنكرت اعتقال طل من قبلها أصلاً، ثم قامت بتسريب بعض الأخبار المتناقضة عن الفتاة. في مرحلة لاحقة طلب من الأم أن تقدم طلب استرحام ومناشدة لرئيس الدولة، ولم تتردد الأم الملتاعة في التذلل وطرق كل الأبواب من أجل الاطمئنان على ابنتها وضمان سلامتها. ولسان حال سجان السلطة يقول: الكل عندنا سيان الكبير الفاني والطفل الرضيع، والذكر والأنثى". وأشارت إلى أن "في هذا الوقت دخل على خط الدفاع عن قضية الفتاة الشابة "طل الملوحي" نشطاء إنسانيون كثر، بعضهم أكد موتها، وظهر على شاشات الفضائيات أشخاص معروفون وغير معروفين، ومنهم من زعم أنه كان على اتصال مستمر مع هذه الفتاة، وكأنها من أساطين العمل السوري المعارض، مع أنه لم يؤثر عنها يوماً أكثر من حبها لوطنها سورية ولوطنها الثاني فلسطين وتعبيرها عن ذلك على مدونتها بدون زيادات ولا تخرصات".
وتابع البيان: "في هذه الأثناء أدمجت قضية طالبة الثانوية طل الملوحي في المشهد الإقليمي الملتبس، فكانت استجابة أجهزة المخابرات السورية أكثر من سريعة فسمحت لأهلها بزيارتها، وتحت سيف التهديد المسلط على رقابهم سربت المخابرات عن طريقهم أن طل متهمة بأعمال تجسسية لجهة أجنبية، وهكذا وبلمح البصر أصبحت طل الملوحي ضحية التجاذبات الإقليمية، وهكذا يمكن لكل مواطن سوري أن يعلق على أعواد المشانق وهو في غاية البراءة مما ينسب إليه".
وأكدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان أنها "لا تشك أبداً في براءة طل الملوحي مما يشاع عنها من اتهامات باطلة، حتى ولو كانت هي المعترفة بنفسها على نفسها. فأساليب التعذيب الجهنمية الجسدية والنفسية التي تمرست عليها أجهزة المخابرات السورية تضطر أنقى الناس وأطهرهم لأن يعترف بأبشع التهم ليتخلص مما يحيق به من أسوأ العذاب. ومن ينكر دور المخابرات السورية في إزهاق أرواح عشرات الآلاف من الأنفس البريئة خلال رحلة الثلاثين عاماً المنقضية من القمع والتفنن بأساليب التعذيب والتصفية الجسدية البطيئة؟ إن كل المعطيات الموضوعية من سن وتجربة وبراءة وتربية وحالة اجتماعية ومعلومات مؤكدة تنكر ما ينسب إلى طل من تهم باطلة".
وطالبت اللجنة "السلطات السورية بإطلاق سراح الطالبة طل الملوحي وتركها وشأنها لتكمل دراستها وتبني مستقبلها وعدم التضحية بها في سوق التجاذبات الإقليمي"، كما طالبت "العاملين في حقوق الإنسان الذين سربوا أخباراً عنها غير صحيحة لا تليق بعملهم أن يلتزموا المصداقية والشفافية، وتدين في نفس الوقت الأدعياء المشبوهين الذين يخدمون سلطات القمع وقهر إرادة الإنسان في الترويج للإشاعات والأخبار الكاذبة ضد الطالبة الفتاة طل الملوحي".
والد الملوحي:
وكانت مواقع الكترونية سوري قد نسبت إلى دوسر الملوحي، والد المدونة السورية طل الملوحي، قوله إن "ابنته بصحة جيدة ووضعها طبيعي، وانه قام بزيارتها برفقة والدتها عهد الملوحي مساء الخميس الماضي في سجن دوما للنساء في محافظة ريف دمشق".
ونقلت المواقع ذاتها عن والد الملوحي نفيه ما تناقلته التقارير الإعلامية مؤخرا حول وضع ابنته السيء وذهاب البعض للإشارة إلى أنها توفيت في السجن ، بأنه "كاذب وغير صحيح".
بل إن تلك المواقع نسبت إلى والد الملوحي اتهام ابنته بالتجسس، ونفيه، عقب زيارته لابنته برفقة والدتها، أن تكون ابنته "قد أوقفت كونها مدونة أو لأسباب تتعلق بحرية التعبير"، مشيرا إلى أن "ما نشر بهذا الخصوص مجرد معلومات مغلوطة وغير صحيحة". بل ذهبت تلك المواقع إلى حد القول إن دوسر الملوحي تحدث عن أن "ابنته موقوفة بسبب ارتكابها أعمالا تسيء إلى امن سوريا، وذلك من خلال اتصالها بجهات خارجية بحسب ما أخبرته به (طل) أثناء الزيارة" وفق زعم تلك المواقع الالكترونية التي أوردت أيضاً إن والد طل الملوحي قال انه "ستتم محاكمة ابنته أمام القضاء خلال فترة قصيرة، وانه سيقوم بتوكيل محام للدفاع عنها أمام القضاء السوري المختص".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق