الجمعة، فبراير 11، 2011

مذبحه المعادى من اجل عيون اسرائيل




صور بعض شهداء مذبحة المعادي
كتب - أحمد إبراهيم: تصوير: أحمد سعد


مذبحة بشعة شهدتها منطقة المعادي في جمعة الغضب - لم تتكشف أسرارها بعد - وسط تجاهل وتعتيم إعلامي رغم بشاعتها ودمويتها بشكل يفوق ما حدث في ميدان التحرير يوم الأربعاء الدامى.

أكثر من 11 شهيدا من الأطفال والشباب سقطوا برصاص قناصة انتشروا أمام قسم شرطة المعادى وفوق أسطح المنازل في محاولة لمنع تدفق المتظاهرين نحو محيط سكني يضم منزل السفير الإسرائيلي بالقاهرة ، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة ورئيس مباحث المعادي المقدم ثروت المحلاوي وقيادات أمنية بارزة تقطن ما يعرف بالحي الراقي.
أولها رصاص حي
التعامل الأمني، بحسب شهادات شهود العيان وعدد من أسر الضحايا الذين تحدثوا لـ"بوابة الوفد"، لم يبدأ مطلقا باعتقال المتظاهرين أو إطلاق القنابل المسيلة للدموع، بل تم تنفيذ مخطط تصفية جسدية مساء الجمعة 28 يناير بواسطة قناصة مدربين يحملون بنادق آلية مزودة بمناظير للتصويب أراقت دماء عدد من المواطنين وهم في شرفات منازلهم ، واخترقت جدران بيوتهم ، وسط تساؤلات عن نوعية الرصاص المستخدم، ومن المسئول عن قرار إطلاق النار الحي على أهالى شارع أحمد زكى .
قائمة شهداء المعادي تضم كلا من: علي نبيل عبد السميع وأحمد الفكهاني ومحمود خفاجة وهدير عادل ومنصور عبد اللطيف وأحمد هلال عبد الحفيظ، ومنصور فتحي حميد وأبوبكرعبدالرحمن وآخرين ، فضلا عن عشرات المصابين بطلقات حية في أرجلهم وأذرعهم وإصابة أحدهم بشلل كامل.
21 متوفي و54 مصابا
المأساة بحسب تأكيدات حمادة الألفى - شاهد عيان- تفوق ما حدث في ميدان التحرير ، مؤكدا أنه تم استخراج 21 شهادة من مكتب صحة المعادى توفي أصحابها بطلق ناري، وأن سجلات مستشفيات الأمل والبركة والريان ضمت 54 مصابا بإصابات خطيرة.
محمود إبراهيم خفاجة - 30 سنة - كان يستعد للسفر للعمل بالسعودية، لكن رصاصات الغدر اخترقت جمجمته بجوار نادي المعادي واليخت ، وتم نقله لمستشفى قصر العيني وقد فارق الحياة .
أم محمود تحدثت إلينا باكية وهي تحتضن صورة الشهيد: "علشان يحموا سفير اسرائيل قتلوا ابني.. مالحقتش أفرح بيه.. وحسبنا الله ونعم الوكيل في مبارك.. حرق قلبي على ابني.. وربنا يصفي دمه زي ما صفى دم ابني".
شقيقه محمد يؤكد أن أخيه أصيب بطلقة نارية في المخ نفذت من الجانب الآخر، لافتا إلى أن البعض يتحدث عن قناصة اسرائيليين من حرس السفير شاركوا في المذبحة وأن ثلاجات الموتى بمستشفى مبرة المعادي كانت مليئة بشباب المعادي وهناك جثث مجهولة الهوية وأن أعداد الضحايا يفوق المعلن بكثير، كما أن قوات أمن المعادى بقيادة ثروت المحلاوي رئيس المباحث منعت وصول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى.
ولأن من يقتل عمدا يحاكم بالإعدام، طالب والد محمود بإعدام قاتل ابنه قائلا: إن ما حدث في مجزرة المعادى الدموية يتطلب تحقيقا خاصا: " دماء ابني في رقبة حسني مبارك وأطالب بالقصاص من المسئولين عن إطلاق النار".
لا عزاء قبل الثأر
بينما أكد خال الشهيد سامي محمد أن عددا من أسر شهداء المعادي رفض قبول العزاء في ولده متعهدا بالثأر لدمائه، متسائلا كيف سنتعامل مع ضباط قسم شرطة المعادى وقد قتلوا أبناءنا ؟!.
أم الشهيد أحمد هلال عبد الحفيظ المشهور بـ"الكوارشي" تتحدث عن اللحظات الأخيرة في حياة ابنها وهو العائل الوحيد لأسرة بها 4 فتيات حيث قال لها ضاحكا مساء الجمعة "هانزل اشوف إيه اللي بيحصل .. ولو مت خللى بالك من البنات".
وتتابع: قلبي كان مقبوض.. هو قلبي وابن عمري وقد تحملت عجز والده الكفيف والذى توفى منذ شهور من أجل تربيته، وشعرت أن هناك شيئا سيحدث ، فنزلت أنا وبناتي نبحث عنه، وقابلنا عددا من المصابين وقمنا بربط جراحهم لوقف نزيف الدماء، فأخبرنى أحدهم بأنه حمل 4 قتلى بيديه وأن مستشفى المنار رفضت استقبالهم، وأخبرني أحدهم أن ابني مات فأخبرته بما كان يرتدي فقال لي هو في مستشفى الأمل .. تسلمنا جثته وبها طلق ناري في صدره".
تضيف: "أكد لنا الطبيب أن الرصاصة اخترقت القفص الصدري وأنه مات منذ ساعتين ونصحنا بأخذ جثته بدلا من "البهدلة"، وتم دفنه ظهر السبت 29 يناير، وما زلنا نتلقى العزاء حتى الآن، لكن ننتظر محاكمة إسماعيل الشاعر وحيبيب العادلى وحسنى مبارك .. تليفون منه كان يمكن يوقف الضرب".
توثيق المجزرة
محمود حسين حامد - شاهد عيان - يؤكد أنه رصد 18 شهيدا في قائمة بأسمائهم وعناوينهم ، وأنه سلمها لصحفي بـ"الأهرام" لكن حسب قوله "لم ينشر شيئا" ، مضيفا أنه يعمل ثانيا على جمع صورهم وشهادات وفاتهم لتوثيق مجزرة المعادى وبحوزته شهادات إدانة لنظام قتل أبناء مصر، منهم أحمد الفكهاني - 40 سنة - عامل باليومية لفظ أنفاسه إثر طلقتين ناريتين في بطنه ورقبته وتصريح دفن الشهيد أحمد هلال يؤكد اصابته بطلق ناري بالصدر وشهادة وفاة منصور فتحي حميد الصادرة عن مستشفى القوات المسلحة بالمعادى تؤكد إصابته بطلق ناري بالمخ مما أدى إلى كدمات وتهتكات بالمخ ونزيف حاد وكسور متعددة بالجمجمة وعظام متفتتة داخل المخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق