الأربعاء، فبراير 23، 2011

التداعيات الإقليمية للوضع الليبي





انهيار النظام في ليبيا يهدد دول شمال أفريقيا (رويترز)

أشار معهد ستراتفور المعروف بصلاته القوية بأجهزة الاستخبارات الأميركية إلى أن المستجدات الطارئة في ليبيا تدل وبشكل لا يقبل الجدل على أن النظام بات يحارب من أجل البقاء، مما يمهد لحالة من الفوضى تخلف العديد من التداعيات الإقليمية.
 
فقد لفت المعهد -الذي يترأسه المحلل والأكاديمي الأميركي المتخصص بالعلاقات الدولية جورج فريدمان- إلى قيام النظام الليبي بنشر كتائبه الأمنية وقواته الجوية وتجهيزها لقمع الاحتجاجات المناوئة للعقيد معمر القذافي.
 
ويشير المعهد في مذكرة تحليلية أصدرها الثلاثاء أيضا إلى انهيار الغطاء الدبلوماسي للنظام الليبي عبر استقالة وانشقاق عدد من سفرائه ودبلوماسييه في مختلف أنحاء العالم فضلا عن انشقاق وتمرد عدد من ضباط الجيش.
 
فراغ السلطة
وتضيف المذكرة أن وضعا كهذا لا بد أن ينتهي بسقوط النظام لكن -وإلى حين حدوث ذلك- تدخل ليبيا في حال فراغ السلطة في سيناريو مغاير لما حدث في تونس ومصر حيث لم تؤد المظاهرات الاحتجاجية إلى انهيار مؤسسات الدولة بشكل كامل.
 
وما يعزز هذا التوجه -بحسب المذكرة- أن النظام في ليبيا متمركز في عائلة القذافي نفسه ومجموعة من أصدقائه المقربين أولا تليها دائرة ضيقة من قادة القوات المسلحة في إطار تركيبة يقف فيها معمر القذافي الزعيم الأوحد للبلاد.
 
وبالتالي فإن انزلاق ليبيا نحو الفوضى من شأنه أن يفضي إلى تداعيات خطيرة تؤثر مباشرة في حالة التململ العام باعتبار أنه لا يوجد في ليبيا قوة بديلة قادرة على الحلول محل النظام الحالي، وهذا بدوره قد يؤدي إلى انتقال الفوضى إلى العديد من دول شمال أفريقيا.
 
التركيبة الليبية
ويرى معهد ستراتفور أن ضعف القوات المسلحة الليبية والطبيعة القبلية للمجتمع الليبي يشكلان عاملين يساعدان على اندلاع حرب أهلية بعد انهيار النظام، ولا سيما أن القذافي -كما يبدو حتى الآن- لا ينوي الاستسلام للمطالب الشعبية المنادية بتنحيه والمضي في استخدام القوة ضد مناوئيه.
 
ويحذر المعهد من أن انزلاق ليبيا نحو المجهول سيكون له تاثير مباشر على مصر التي لا تزال في مرحلة النقاهة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك.
 
ويلفت تقرير المعهد الانتباه إلى أن آخر ما يتمنى القادة العسكريون الممسكون بالسلطة حاليا في القاهرة رؤيته أن تتحول جارتهم الغربية إلى ملاذ آمن "للإسلاميين المتشددين من تونس والجزائر" اللتين بدورهما تخشيان من النتائج الخطيرة التي قد تترتب على غياب السلطة في ليبيا.
 
وعبر الأبيض المتوسط، لا يبدو الإيطاليون سعداء بما يجري في ليبيا على خلفية وقف إمدادات النفط الليبية التي يعتمد عليها الاقتصاد الإيطالي الصناعي بشكل كبير، واحتمال تدفق الهجرات غير الشرعية إلى شواطئها.
 
ويرى معهد ستراتفور أيضا أن انزلاق ليبيا نحو حالة من الفوضى سيكون له تاثير على حالة التململ التي تغزو العالم العربي تباعا حيث تستلهم حركات المعارضة من التجربة التونسية والمصرية والليبية حاليا طريقا للقيام باحتجاجات مماثلة في أوطانها لقلب أنظمة الحكم فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق