الاثنين، فبراير 21، 2011

حسين: موسي لا يصلح لقيادة مصر



الاثنين, 21 فبراير 2011 15:20


أجري الحوار ـ محمد سعد وسمر مجدي:


في أول حوار له بعد خروجه من السجن وقضاؤه سنتين بناء علي قرار من المحكمة العسكرية عام 2009 عقب ذهابه الي غزة عبر الأنفاق الحدودية للتضامن مع شعبها ، يحكي مجدي حسين رئيس حزب العمل المجمد ذكرياته فى العمل السياسي وكيف تحققت أمنياته بخروج الرئيس مبارك من الحكم والإطاحة بنظامه ، كما يشرح لنا رؤيته للمستقبل السياسي المصري وآراءه فى المرشحين لمنصب الرئاسة.
ما هى مؤشراتك لقيام الثورة المصرية بالرغم من إيمان الجميع بخنوع الشعب المصرى حتى بعد الثورة التونسية ؟
تنبأت بحدوث الثورة المصرية فى كتبي وذكرت ان التغيير قادم ، واكتشفت الأمر من خلال دراستي لتاريخ مصر وللعلوم السياسية ، وغير صحيح أن الشعب المصرى شعب خانع ، فهو شعب حضارى لديه قدرة على الصبر والتحمل ولا يقيم ثورات كل يوم ، لكنه يصبر ولا يثور بسهولة ولكنه قادر على الإطاحة بالحاكم وقام بثلاث ثورات وهي ثورة 1919 وثورة 1952 والثورة الأخيرة.
هل كانت هناك مؤشرات لثورة 25يناير الأخيرة ؟
هناك العديد من المؤشرات مثل وجود من 5 إلى 10 إضرابات يومياً على مدار الثلاث سنوات الماضية ، بالإضافة لنجاح إضراب 6 ابريل 2008 الذى دعى إليه بياننا وهو البيان الذى تم تعميمه على الفيس بوك لكن بدون توقيع ، وقد قمت بصياغته وبالفعل توقفت البلد فى 6 أبريل وهو ما تكرر فى 4 مايو . فالمعارضة كانت مقصرة لكن الشعب كان دائماً جاهزا.
ماذا عن اشتراكك فى الثورة وذهابك لميدان التحرير ؟
كنت موجوداً فى سجن بنها تمهيدا لخروجي بعد قضائي فترة السجن كاملة ، وكان النظام سيبدأ معي مرحلة "كعب داير" على الأقسام فأضربت عن الطعام لمدة يومي الخميس والجمعة 27 ، 28 يناير وخرجت من السجن ظهر الجمعة ، وعلمت بالتليفون أن هناك معارك طاحنة في الجيزة فتوجهت للمنزل فى الوراق ورأيت قسم شرطة الوراق يحترق ، فضلا عن الاشتباكات بين الأهالى وقوات الأمن وكنت بملابس السجن وزملائي اتصلوا بي ، وأكدوا ضرورة ذهابي للتحرير وفعلا ذهبت بملابس السجن الزرقاء يوم السبت قبل المغرب .
باعتبارك المنسق العام الجديد لحركة كفاية كيف كنتم تديرون الأمور أثناء الثورة ؟
كانت الاجتماعات أثناء الأحداث صعبة جداً وأحيانا كنا نقوم بعقد لقاءات سريعة فى نقابة الصحفيين وشباب كفاية شيدوا 4 خيام فى ميدان التحرير وكان هناك خيمة لحزب العمل ، وكنت أتنقل مابين حزب العمل وكفاية وأتعاون مع كل الناس ، وكان الجميع متفقا علي مبدأ واحد إسقاط النظام .
ماتقييمك لتشكيل القوات المسلحة لجنة لإعداد دستور جديد؟
إقدام المجلس العسكري علي تعيين المستشار طارق البشري والدكتور عاطف البنا وجميع أعضاء اللجنة يجعلنا نضمن أننا فى الطريق الصحيح وأن أي انتخابات مصرية ستكون نزيهة وشفافة فضلا عن استبعاد ترزية القوانين ولابد من محاسبتهم.
ما رأيك فى حديث البعض عن عدم تحقيق الثورة المصرية لأهدافها ؟
فى رأيى تسير الأمور بشكل جيد حتى الآن ما عدا استمرار حكومة شفيق لأنها حكومة حسنى مبارك ، وشفيق الصديق الصدوق للرئيس السابق ، وفيها عناصر فاسدة مثل سامح فهمى ، ونحن نريد تصفية ذيول مبارك ، ونحتاج الي حكومة جديدة لتعمل علي ضبط الميزانية واستعادة الأموال المهربة .
لماذا تصر علي رحيل حكومة شفيق؟
استمرار وزارة شفيق بهذا الشكل سيظل يثير الناس وأنا أرى ضرورة إقالتها لإنقاذ الوطن، وطالما تواجدت هذه الحكومة لن يكون هناك استقرار، ونحن كأحزاب وقوى سياسية لانريد تكوين حكومة لكننا نريد ناس تكنوقراطيين، يتولى الوزراء بشكل فنى تسيير أعمال لمدة 6 شهور أو أقل كما أننى مستعد للظهور فى التليفزيون ودعوة الناس للهدوء والابتعاد عن التظاهرات الفترة الحالية.
أيهما الأنسب حالياً لمصر النظام الجمهوري أم البرلماني؟
أري أن النظام الجمهوري أفضل لمصر في الفترة القادمة من البرلماني وتفسيري للأمر بأن مصر اعتادت علي وجود قائد وخليفة منذ القدم وعدم وجود قائد يحترمه المصريون يتنافي مع عقيدتهم والرئيس في النظام البرلماني "طرطور" بلا أهمية ويمكن أن يجلس علي كرسي الرئاسة لمدة تزيد علي 20 عاما. لذلك أتمني أن تكون مصر علي النظام الجمهوري وإجراء انتخابات حرة نزيهة ولا تزيد مدة الرئاسة علي دورتين فقط.
مارأيك فى ترشيح الأمين العام لجامعة الدول عمرو موسي كرئيس للجمهورية ؟
أرفض بشدة ترشيح موسي لرئاسة مصر وذلك لأنه من بقايا النظام السابق وله أساليب شيطانية للتلاعب واللعب علي عواطف المواطنين ولكنه لا يصلح لرئاسة مصر.
كيف تري مستقبل جماعة الإخوان الفترة القادمة؟
الجماعة لها إسهامات كبيرة فى نجاح الثورة والإطاحة بمبارك كما أنها مكون أساسي في الحياة السياسية المصرية ، ولها شرعية كاملة فى تأسيس حزب كما أنها تؤمن بالتعددية والتنوع ويتمثل ذلك فى وجود جماعة إسلامية وسلفيين وإخوان مسلمين ولا يوجد تناحر بينهم ولا توجد مشكلة فى تكوين حزب سياسي.
وهل توافق علي إنشاء حزب للأقباط ؟
لا يوجد مايمنع الأقباط من إنشاء حزب سياسي ، بل من المفيد دخول الاقباط معترك الحياة السياسية بشكل شرعي ، والكنيسة المصرية حاليا تشكل حزبا قويا ولكنه قائم علي أساس ديني وهذا مرفوض فالأفضل لحزب الإخوان والحزب القبطي أن تبتعد برامجهم عن المطالب الفئوية الدينية وأن تكون برامجهم مبنية علي أسس سياسية بحتة.
اشرح لنا المضايقات التي تعرضت لها خلال فترة وجودك فى السجن وكيف ألقي القبض عليك عام 2009؟
حرب غزة أثارت فينا مشاعر شديدة من التعاطف وكراهية إسرائيل والغضب من الموقف الرسمى المصرى فى التضييق على معبر رفح ، وقد تعرضت خلال تلك الحرب لرقابة غير عادية وصلت لحالة من تحديد الإقامة ، فعندما كنت أحاول الخروج يريد الضابط أن يركب معى السيارة ، وعندما دعوت لمظاهرة أمام السفارة الأمريكية تم استخدام القوة معى وقذفى داخل إحدى سيارات الشرطة الميكروباص للابتعاد وتفريق المظاهرة فشعرت آنذاك أن أقل شئ يمكن أن أقدمه لأهالينا في غزة الذهاب إليها.
وبالفعل ذهبت الي غزة عن طريق الأنفاق الحدودية وكان لا يهمني الطريقة التي أذهب بها وعندما رجعت الي مصر فوجئت بالقبض علي وتصورت أنه سيتم التحقيق معى يوما أو يومين ، أسبوعا أو أسبوعين وتطورت الأمور وكانت نوعا من تصفية الحسابات معى على مواقفى من حسنى مبارك ، وقد طالبته بالاستقالة ثم دعوت إلى إقالته منذ عام 2002 .وانتهت الأمور بالحكم علي سنتين من محاكمة عسكرية.ثم نُقلت إلى سجن بورسعيد المزدحم جدا بعدد كبير من المساجين داخل الزنازين الصغيرة لكن كنت جالساً مع اثنين فقط وبالتالى فثلاثة فى الزنزانة تعد معاملة كريمة جداً .
وهل كانوا مساجين رأى ؟
لا يوجد مساجين رأى كلهم جنائيون ، أنا سجين الرأى الوحيد ومكثت 3 أو 4 أيام وتم نقلى لسجن المرج وطلبت الإقامة فى سجن انفرادى للقراءة والكتابة والعبادة والاعتكاف مع الله .
كيف كنت تقضي يومك فى سجن المرج ؟
مكثت فى عنبر لا يوجد به أحد يسمى "التجربة" كنت فيه بمفردي طوال الوقت ، وحرمتني إدارة السجن في الشهور الأربعة الأولى من الورق والقلم والجرائد غير الحكومية والمستقلة ، ولم يكن يسمح بدخول الكتب من خارج السجن ، فكانت مكتبة السجن ترسل لي بعض الكتب حسب اختيارها ، كما مُنعت من صلاة الجمعة ومن الشراء من "الكانتين" وفى الزيارة كان يجلس معى ضابط أو مخبر ليسمع كل الأحاديث العائلية .
فى البداية كنت محتاج راحة وكان معي بعض الكتب ومصحف ، فلم أشعر بمشكلة كبيرة لاحتياجي للراحة منذ 10 سنوات ، كما كنت أحصل على الورق والكتب والأقلام والصحف المستقلة دون علم إدارة السجن أو عناصر أمن الدولة الموجودة فى السجن .
ولجعل المطالب رسمية قمت بالإضراب عن الطعام وحددت الستة مطالب الممنوعة عنى فوافقوا عليها فلم تصبح هناك مشكلة لكننى ظللت وحيداً فى العنبر لمدة 18 شهرا.
ماهى أشهر الكتب التي قمت بتأليفها فى السجن؟
"السيرة النبوية" ولكن من زاوية جديدة وهي صنع التغيير في السيرة النبوية والقوانين الاجتماعية التي يمكن استخلاصها لإحداث تغيير سياسي ، حيث توصلت لضرورة بناء النواة الصلبة للمؤمنين والعقائديين ، والتمسك بالحق بدون مساومات .
كما سلطت الضوء علي قانون المرأة وكتبت بأنه لا يمكن أن ينجح التغيير بدون تواجد قوي وفعلي للمرأة ، وإذا لم تشارك المرأة معناه ان وقت التغيير لم يأت بعد ، ورأينا في الثورة المصرية كيف كانت المرأة وقودا للثورة ومحركا رئيسيا لها .
الكتاب الثاني "أمريكا طاغوت العصر" يدور حول الاحتلال الامريكي فى منطقة الشرق الاوسط ، وأن الجهاد المسلح هو الحل المناسب فى التعامل مع الاحتلال الاسرائيلي للمنطقة المدعوم بأمريكا وتنبأت بأن امريكا في مرحلة تراجع وخاصة الجزء الخاص الذي قمت بكتابته في السجن ، وأشرت إلى ان حدوث التغيير في مصر سيكون نهاية الامبراطورية الامريكية فى الشرق الاوسط .
ماذا كانت تمثل لك زوجتك د. نجلاء القليوبي ؟
كانت ظهراً قويا لي وبدونها لا أعلم ماذا كنت أفعل ، كانت مؤسسة ومساندة لي لأبعد الحدود ،علي المستوي الشخصي كانت تلبي لي كل احتياجاتي وعلي المستوي السياسي كانت قائدة حافظت على حزب العمل و تماسكه ووقفت فى وجه السلطة التي كانت تسعي لتصفية الحزب مستغلة غيابي وكانت تعمل علي مواجهة الاختراقات الداخلية .
أخيرا أي الدول العربية تعتقد أنها الأقرب للحاق بتونس ومصر؟
اليمن والبحرين وليبيا والجزائر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق