الأحد، فبراير 20، 2011

مواجهات عنيفة بعدن وصنعاء

ارتفاع عدد القتلى والجرحى




مصادمات صنعاء أوقعت 15 جريحا اثنان منهم في حالة خطرة (رويترز)
 
سمير حسن-عدن
 
أصيب رجلا أمن بمواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم الأحد في مدينة خورمكسر بمحافظة عدن في جنوب اليمن، في حين دخل الجيش اليوم إلى بلدة الشيخ عثمان لضبط الأوضاع مع قيام الأمن بفصل مديريات المحافظة. وكان 15 شخصا قد أصيبوا أمس باشتباكات في العاصمة صنعاء وصفت بأنها أعنف مصادمات منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح.

وقال شهود عيان بخورمكسر إن مسلحين هاجموا بقنابل يدوية دورية عسكرية الساعة الثانية صباحا مما أسفر عن إصابة رجلي أمن نقلا إلى مستشفى الجمهورية المركزي، بحسب ما صرحت به مصادر مطلعة للجزيرة نت.
وذكرت المصادر أن اشتباكات بين الأمن ومسلحين في المدينة استمرت قرابة نصف ساعة عقب الحادث.

وكانت حصيلة المصادمات في عدن بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام اليمني وآخرين يطالبون بالانفصال قد ارتفعت أمس إلى عشرة قتلى بعد مصرع فتى برصاصة طائشة في مظاهرات عنيفة ببلدة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن.

الجيش نزل إلى عدد من المدن بمحافظة عدن
الشيخ عثمان
وأفادت مصادر محلية بعدن للجزيرة نت أن قوات من الجيش انتشرت في هذه الأثناء في عدد من أحياء وأزقة الشيخ عثمان ودعت المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى إخلاء الشوارع التي كان يتجمع فيها المتظاهرون.
 
وقال شهود عيان إن البلدة تشهد حاليا توترا كبيرا وتوقفا للحياة العامة في الشوارع وإغلاقا للمحال، وأضافوا أن المتظاهرين تفرقوا في عدد من أحياء وأزقة البلدة، في حين تجمهر العشرات منهم أمام قسم شرطة الشيخ عثمان محاولين اقتحامه.
 
وقالت مصادر إن السلطة المحلية في الشيخ عثمان أعلنت في بيان لها صباح اليوم تعليق نشاطها احتجاجًا على سقوط ثلاثة قتلى من المتظاهرين في البلدة أمس مما يعني ارتفاع عدد قتلى مواجهات أمس إلى خمسة.
 
كما أصيب خمسة أشخاص بجروح في مصادمات أمس ببلدة الشيخ عثمان بينهم رجلا أمن وقد نقلا إلى مستشفى صابر بالمنصورة وتحدثت أنباء في وقت لاحق عن وفاة أحدهم.

وأفاد سكان لوكالة رويترز أن بين الجرحى فتاتين أصيبتا على ما يبدو بعدما أطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين.

فصل المديريات
وتشهد مديريات المنصورة وكريتر ودار سعد في هذه الأثناء مظاهرات متفرقة يشارك فيها المئات للمطالبة برحيل النظام.

وقال عدد من المواطنين إن مديريات عدن البالغ عددها ثماني مديريات تم فصلها من قبل قوات الأمن ومنع حركة التنقل إليها.
وكانت قوات الأمن قد فرقت مساء أمس مظاهرة حاشدة جابت شوارع مدينة المعلا وشارك فيها بحسب شهود عيان 15 ألف متظاهر تجمعوا من عدة مدن للمطالبة بإسقاط النظام.

وفي مدينة دار سعد أصيب ثلاثة أشخاص بينهم طفلان برصاص طائش أثناء تفريق الأمن مظاهرة.

وفي تطور لاحق أقدم العشرات في مدينة المنصورة على اعتراض سيارة تابعة لضابط أمن في حي ريمي وأشعلوا فيها النار بعد إخلاء سبيل الضابط.

الحراك الجنوبيوعلى صعيد الحراك الجنوبي كشفت مصادر مقربة من الحراك وصول قيادات ميدانية إلى عدن -بينها رئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم- للمشاركة في حركة الاحتجاجات الجارية.

وذكر شهود عيان أن قوات الجيش والأمن عززت انتشارها على مداخل مدينة عدن، مشيرين إلى أن أرتالا من مركبات نقل المسافرين لا تزال عالقة على تلك المداخل منذ يوم أمس.
 
وكانت قوات الأمن قد أغلقت جميع مداخل المدينة بعد دعوات وجهتها قيادات الحراك الجنوبي إلى أنصارها بالزحف صوب المدينة للمشاركة في المظاهرات و"مساندة إخوانهم من أبناء عدن".

مظاهرات حاشدة شهدتها عدن للمطالبة بإسقاط النظام
الجانب الرسمي
على الصعيد الرسمي عقد نائب رئيس الجمهورية أمس اجتماعا في عدن مع قيادات محلية وأمنية لوحظ خلاله غياب محافظ عدن بعد يوم من الحديث عن تقديم استقالته –التي رفضها نائب الرئيس- احتجاجًا على التعامل الأمني مع المتظاهرين.

وعلمت الجزيرة نت أن لجنة مكلفة من رئيس الجمهورية لتهدئة الأوضاع تضم قيادات جنوبية بارزة في السلطة تحظى بقبول لدى الشارع الجنوبي من المقرر أن تصل إلى عدن اليوم الأحد برئاسة وزير التعليم العالي صالح باصرة ووكيل وزارة التجارة سالم سلمان.

وأعلن التلفزيون الرسمي أمس عقب الاجتماع إقرار السلطة المحلية بعدن اعتماد سبعة آلاف وظيفة للشباب بالمدينة والتراجع عن قرار زيادة تعرفة الكهرباء بـ50% الذي كانت السلطة بدأت تنفيذه قبل أشهر وقوبل حينها باحتجاجات غاضبة.

وكشف المصدر عن خلافات حادة بين القيادات الأمنية وقيادات السلطة المحلية نشبت بعدن بعد رفض الطرف الأول مقترحات تقدم بها الطرف الثاني تقضي بانسحاب الأمن وإتاحة الفرصة للقيادات المحلية للتفاوض مع المتظاهرين.

وقد أفضت تلك الخلافات إلى استقالة ما يقرب من 38 شخصية من الحزب الحاكم بمدينة المنصورة وتعليق كل من محلي الشيخ عثمان ومحلي المنصورة وكريتر نشاطهم في المجالس المحلية.
 لليوم التاسع تستمر المظاهرات المطالبة بتنحي صالح
اشتباكات صنعاء
وفي العاصمة صنعاء أصيب 15 شخصًا حالة اثنين منهم خطيرة خلال اشتباكات وقعت أمس اعتبرت أعنف مصادمات منذ اندلاع المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس اليمني قبل تسعة أيام.
 
وقال شاهد إن شخصا لفظ أنفاسه الأخيرة أثناء نقله إلى المستشفى بعد إصابته بالرصاص في رقبته، ولكن مصدرا طبيا قال إنه نقل إلى وحدة الرعاية المركزة وإن حالته مستقرة، كما قالت وزارة الداخلية إنه لم يقتل أحد.

وقد دارت هذه الاحتجاجات -التي تأتي بعد يوم من مقتل خمسة أشخاص في مظاهرات- أمام جامعة صنعاء بين مئات من الطلاب انطلقوا في مسيرات تطالب بإسقاط النظام ووحدات من قوات الأمن.

وفي إحدى المراحل أطلق الجانبان النار من مسدسات، وهذه أول مرة يذكر فيها استخدام المتظاهرين أسلحة نارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق