لم يكن يتوقع الشاب التونسي محمد البوعزيزي أنه سيكون يوما ما حديث العالم، عندما أشعل النار في نفسه احتجاجا منه علي ما يتعرض له من ظلم وقهر في بلده. توقع بوعزيزي أن ينقذه المارة او رجال الشرطة ليكون قد سجل موقفا وبعدها تحل كل مشاكله، لكن هذا لم يحدث، وتمكنت النار منه فأصبح جريحا لا يمكنه التحرك 13 يوما إلي أن تحرك ليرقد في مثواه الأخير بعدما فارقت روحه جسده، تلك النار التي أشعلها بوعزيزي في نفسه لم تشعل جسده فقط وإنما أشعلت مظاهرات واحتجاجت في تونس لم تنته حتي الآن، تلك النار التي أيقظت النائمون من أهل تونس، وصفعتهم جميعا علي وجوههم ليفيقوا جميعا ويصرخوا بأن الكيل فاض بهم ولم يعد يمكنهم إحتمال كل هذا الظلم، وكأنهم تذكروا فجأة أن أغلبيتهم يعيش بلا عمل وأنهم يضطرون إلي العمل في وظائف دونية ليستطيعوا فقط الحياة.
هذا وضع تونس حتي اليوم فالمظاهرات تملأ شوارعها والامن كعندنا بالضبط يواجهها بالقنابل المسيلة للدموع وأحيانا الرصاص الحي ودائما بالهراوات التي تكسر عظام من تجده امامها.
ولاية سيدي بوزيد التي ينتمي إليها الشاب الفقيد البوعزيزي تعاني الفقر والبطالة والتهميش والتطنيش كباقي ولايات تونس الـ24، نظام حكم يعتمد علي رجال الأمن ليحمي نفسه ورئيس مستبد كل ما يهمه الحفاظ علي الكرسي الذي يجلس عليه منذ عام 1987 ولا يريد أن يتركه.
الحال في تونس لم يختلف كثيرا عن شقيقتها الجزائر هناك حيث المظاهرات التي بدأت منذ عدة أيام احتجاجا على ارتفاع بعض اسعار المواد الاولية كالسكر والزيت بنسبة 30% اعتبارا من بداية العام الحالي، انتقلت المظاهرات من منطقة إلي أخري ومن مدينة إلي جارتها من ولاية إلي ولاية، وتناقلت وسائل الإعلام صور المتظاهرين وهم يتعرضون للقمع والضرب وإطلاق الرصاص الحي عليهم لدرجة قتل عدد منهم ووقوع إصابات بالغة بعدد كبير من الرافضين لسياسات الحكومة الجزائرية.
انتقلت الشرارة من تونس إلي الجزائر وأنتفض أهل الجزائر تيمننا بأخوانهم في تونس، استطاع الامن في تونس والجزائر أن يقتل عددا منهم لكنه لم يقتلهم جميعا ولن يستطيع فعل ذلك وإلا أصبحت الدماء بحورا في الشوارع.
الامر يبشر بالخير، فالانتفاضة كما انتقلت من حي إلي آخر، ها هي تنتقل من دولة إلي جارتها وغدا سوف تنتقل إلي هنا إلي حي بولاق الدكرور وإمبابة ومنشأة ناصر والدويقة وباب الشعرية والسيدة زينب، سنري ذلك المشهد المهيب والآلاف يطوفون الشوارع يهتفون "بالروح بالدم رزق عيالنا أهم"، سيقفون حتما عما قريب في ميدان التحرير وفي رمسيس والعباسية، لن تخيفهم عصا الأمن المركزي فلم تفلح تلك الآله مع ثائري تونس والجزائر، لن يرهبهم كل هذا العدد الضخم من العساكر والسيارات المصفحة التي تستعرض قوتها في الشوارع كل يوم فأقران تلك القوات سجدوا أمام قوة وصلابة واتحاد أهلنا في تونس والجزائر، لن تخشي تلك الجموع من تصريحات وزير الداخلية ولا فرق الكارتية التابعة له، سيدمرون كل الأصنام التي صنعها هذا النظام ، قد أري ذلك وقد يراه أحفادي لكنه حتما سيحدث لأن هذا النتيجة الطبيعية لما تعيشه مصر الآن فالهم الذي تعيشه تونس والجزائر هو نفس الهم الذي نعاني منه الآن هنا في القاهرة والأسكندرية وفي الصعيد، ذلك القمع والتهميش والتضييق والقتل غير المبرر سيكون له نهاية ، تلك التي لن تأتي إلا بنهاية هذا النظام القابع علي أنفاسنا منذ 30 عاما.
يبقي في النهاية أن أؤكد أن هذه الأنظمة حفظت ونفذت ما قاله أحمد فؤاد نجم في قصيدة البوتيكات عندما قال "انا رأيي نحلها رباني ونموت كل الجعانين" لكنها لم تعرف أن نفس الشاعر هو من قال في قصيدته المسحراتي "مهما طال الليل وجار / كل جرم وله مدار / والكواكب دوارين / وحدّوه يا مؤمنين ".
هذا وضع تونس حتي اليوم فالمظاهرات تملأ شوارعها والامن كعندنا بالضبط يواجهها بالقنابل المسيلة للدموع وأحيانا الرصاص الحي ودائما بالهراوات التي تكسر عظام من تجده امامها.
ولاية سيدي بوزيد التي ينتمي إليها الشاب الفقيد البوعزيزي تعاني الفقر والبطالة والتهميش والتطنيش كباقي ولايات تونس الـ24، نظام حكم يعتمد علي رجال الأمن ليحمي نفسه ورئيس مستبد كل ما يهمه الحفاظ علي الكرسي الذي يجلس عليه منذ عام 1987 ولا يريد أن يتركه.
الحال في تونس لم يختلف كثيرا عن شقيقتها الجزائر هناك حيث المظاهرات التي بدأت منذ عدة أيام احتجاجا على ارتفاع بعض اسعار المواد الاولية كالسكر والزيت بنسبة 30% اعتبارا من بداية العام الحالي، انتقلت المظاهرات من منطقة إلي أخري ومن مدينة إلي جارتها من ولاية إلي ولاية، وتناقلت وسائل الإعلام صور المتظاهرين وهم يتعرضون للقمع والضرب وإطلاق الرصاص الحي عليهم لدرجة قتل عدد منهم ووقوع إصابات بالغة بعدد كبير من الرافضين لسياسات الحكومة الجزائرية.
انتقلت الشرارة من تونس إلي الجزائر وأنتفض أهل الجزائر تيمننا بأخوانهم في تونس، استطاع الامن في تونس والجزائر أن يقتل عددا منهم لكنه لم يقتلهم جميعا ولن يستطيع فعل ذلك وإلا أصبحت الدماء بحورا في الشوارع.
الامر يبشر بالخير، فالانتفاضة كما انتقلت من حي إلي آخر، ها هي تنتقل من دولة إلي جارتها وغدا سوف تنتقل إلي هنا إلي حي بولاق الدكرور وإمبابة ومنشأة ناصر والدويقة وباب الشعرية والسيدة زينب، سنري ذلك المشهد المهيب والآلاف يطوفون الشوارع يهتفون "بالروح بالدم رزق عيالنا أهم"، سيقفون حتما عما قريب في ميدان التحرير وفي رمسيس والعباسية، لن تخيفهم عصا الأمن المركزي فلم تفلح تلك الآله مع ثائري تونس والجزائر، لن يرهبهم كل هذا العدد الضخم من العساكر والسيارات المصفحة التي تستعرض قوتها في الشوارع كل يوم فأقران تلك القوات سجدوا أمام قوة وصلابة واتحاد أهلنا في تونس والجزائر، لن تخشي تلك الجموع من تصريحات وزير الداخلية ولا فرق الكارتية التابعة له، سيدمرون كل الأصنام التي صنعها هذا النظام ، قد أري ذلك وقد يراه أحفادي لكنه حتما سيحدث لأن هذا النتيجة الطبيعية لما تعيشه مصر الآن فالهم الذي تعيشه تونس والجزائر هو نفس الهم الذي نعاني منه الآن هنا في القاهرة والأسكندرية وفي الصعيد، ذلك القمع والتهميش والتضييق والقتل غير المبرر سيكون له نهاية ، تلك التي لن تأتي إلا بنهاية هذا النظام القابع علي أنفاسنا منذ 30 عاما.
يبقي في النهاية أن أؤكد أن هذه الأنظمة حفظت ونفذت ما قاله أحمد فؤاد نجم في قصيدة البوتيكات عندما قال "انا رأيي نحلها رباني ونموت كل الجعانين" لكنها لم تعرف أن نفس الشاعر هو من قال في قصيدته المسحراتي "مهما طال الليل وجار / كل جرم وله مدار / والكواكب دوارين / وحدّوه يا مؤمنين ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق