حازم سعيد :
هذه المجموعة من الأسئلة لن أجيب عليها ، وإنما أترك للقارئ مجال الإجابة سواءاً كتعليق على المقالة أو بذهنه أو فى منتدياته .. الأمر سواء عندى ..
الذى يهمنى هو أن نعمل عقلنا دائماً فى كل كبيرة وصغيرة مما يمر علينا من أحداث لأن ذلك يعلمنا كثيراً فى مجالات الحياة المختلفة ، ويحرر عقلنا من كل القيود التى تفرضها علينا حكومات خانعة بوسائل الفرض الجبرية من شرطة وأمن دولة وسجون ومعتقلات ، أو التى تتحكم باللاوعى كوسائل الإعلام التابعة لها ...
ولكنى أسجل قبل الأسئلة ملاحظتين أساسيتين :
أولاً : هناك فارق كبير بين إخواننا – فى الوطن – من المسيحيين ، وبين قيادة الكنيسة التى يحلو لمن يخوض فى شأنهم إطلاق لفظ الكنيسة عليهم مباشرة دون تقييد بكلمة " القيادة " ، على كل حال فإن الكنيسة غير المسيحيين ..
المسيحيون هم لحمة هذا الوطن وجزء مشترك من كيانه عاشوا وسيظلوا فى وئام وسلام مع الجزء الآخر من هذا الوطن وهم المسلمين .. وئام امتد أربعة عشر قرناً من الزمان ، دون أن يكره أحدهما الآخر على دينه أو عقيدته ، كل منهم يستحضر من آيات قرآنه أو نصوص الإنجيل ما يشهد لهذا الوئام والسلام .
ومن أحسن ما قرأت فى هذا الباب لأحد الكتاب المتميزين فى مجال الرياضة قوله أننا نطلق نحن المسلمين على كبار المسيحيين لفظ خالى فلان ، ويطلق المسيحيون على المسلمات المسنات لفظ أمى فلانة .. فهو نسيج وطنى واحد يعيش فى جوار وسلام ووئام .
أما قيادة الكنيسة فهى التى تصوغ أفكار ومفاهيم وتقود الأجيال التالية لرؤى وتصرفات مغايرة تماماً لما عشناه على مدار ألف وأربعمائة عام ..
قيادة الكنيسة تتطرف وتقوم بأفعال غير محسوبة بداية من اختطاف المسلمات اللائى دخلن الإسلام طوعاً دون قيد أو إكراه لتحتجزهن وتكرههن على تغيير دينهن بمساعدة حكومة ضعيفة ، ومروراً باعتكاف رأس الكنيسة بمناسبة وبغير مناسبة حين يود أن يمارس ضغطاً على الحكومة ، مروراً بحشد وتسخين وتهييج شباب المسيحيين بسبب وغير سبب ، وانتهاءاً باستغلال حدث جلل ومصاب كبير – ليس للمسيحيين – بل لمصر الأم والوطن ، والتى أصيبت فى فاجعة تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية بمسلميها قبل مسيحييها ، قيادة الكنيسة تحاول استغلال هذا الحدث وتوظيفه للضغط على الحكومة الضعيفة وتطالب بما لم تكن تحلم به من قبل من تغيير قوانين ومن سن تشريعات خاصة بطائفة .. وهى الظاهرة التى لم تشهدها مصر من قبل أن تأتى هذه القيادة المتطرفة لسدة الحكم بالكنيسة ( وأنا أقصد لفظ سدة الحكم ).
قيادة الكنيسة صنعت شعباً آخر غير الذى عرفناه ونعرفه وتريد أن تعزله عن كيان مصر الذى يضم المسلمين والمسيحيين ، وهو بإذن الله ما لن يتحقق لهم .
ثانياً: أكتب هذه المقالة ، ولا أزعم الحياد فيها ، بل إن من أشد ما يدفعنى للكتابة هو الغيرة – وأنا المسلم – على شيخ الأزهر المكانة والرجل ..
أما المكانة فلكونه منصباً يمثل كل المسلمين فى مختلف أرجاء العالم ، وقد كتبت من قبل مقالتين عن هذا المنصب أحدهما عن الشيخ الراحل – أسفاً على مواقف صدرت منه – تنتقص من هيبة المكانة والرمزية ، والثانية حذفتها بيدى طائعاً مختاراً بعد كتابتها وكانت خطاباً للدكتور الطيب بعنوان : ماذا نريد من شيخ الأزهر الجديد ، محوتها لما لمسته كناقد ذاتى لما أكتب من لغة أمر وتعالى ووصاية على رجل من العلماء يفترض منه إدراك ما كتبت ..
وأما الرجل فأسجل وأثمن له موقفين منذ تولى المشيخة يصبان فى خانة تقديره واحترامه وإرجاعه لمكانة المشيخة وهيبتها : أولهما استقالته الفورية من الحزب الوطنى وفيها ما فيها من معانٍ ومغاز ..
والثانى تصريحه القوى الذى ينم عن شخصية مستقلة وذهنية متقدة وواعية حين رد على بابا الفاتيكان وحذره من مغبة التدخل فى الشأن الداخلى المصرى .. وهو الموقف القوى الذى لم نشهد لسابقه مثيله للأسف الشديد ..
وهى بداية موفقة تبشر بخير كثير وتعطينا جرعة تفاؤل وأمل فى مستقبل الأزهر المشرق بإذن الله . من هنا كان لزاماً على أن أتوجه بهذه المجموعة من التساؤلات ..
أوجهها لكل من يهمه شأن مصر ومستقبلها الذى تبنيه وتوجهه قيادات كل التيارات الموجودة .. سواءاً الحزب الوطنى بحكومته الضعيفة الخانعة فيما يتعلق بما يسمى " الملف القبطى " ، وسواءاً القيادات الكنسية المتطرفة التى تغيب تاريخ وثقافة شعب وتختزله لمصالح ضيقة لن تصب أبداً فى مصلحة : لا مصر ولا شعبها الذى تريد عزله .
أما الأجوبة ، فلا أنتظرها .. إنما ألفت بها النظر .. لا يهمنى أن أقرأها .. ولكن يشغل بالى أن يلتفت إليها القائمون على الأمر بمصر ، والمنصفون من المسيحيين ، والعقلاء من كل القوى التى بيدها تغيير أزمة الأمور ببلادى ..
بعد الملاحظتين أقدم لك هذه التساؤلات :
1. ماذا لو كان هذا الاعتداء الآثم على وفد مشيخة الأزهر وعلماء المسلمين ، من قبل شباب مسلم ضد قيادات كنسية فى مناسبة مثيلة أو مشابهة ؟ هل كان الحدث سيمر مرور الكرام ؟ هل كان الإعلام سيصمت هذا الصمت المطبق ؟
2. لماذا لم يتم الإعتذار عن هذه الهمجية ولماذا اعتبرت صادرة عن قلة مندسة ؟
3. هل يوجد بالمسيحيين ما يسمى بـ " القلة المندسة " ؟ ومن أين جاءت هذه القلة ؟ أليست هذه شتيمة لغير المسيحيين الذين اندسوا داخل المسيحيين ليحدثوا خللاً وهرجاً ومرجاً ؟ أنا أفهم أن المندس هو من خارج الشئ ، فهل عنى البابا ذلك وقصده ولم يفهمه من سمعه ، أم أنه هرب من الاعتذار بألفاظ عمومية أوقعته فى محظور ؟
4. ما علاقة التفجيرات بكلام رأس الكنيسة عن تلبية مطالب الأقباط وتراخيص بناء الكنائس وخلافه ؟ هل هو استغلال للموقف وانتهازية ؟
5. هل استفادت الكنيسة من التفجيرات ؟ وهل أعطتها مشروعية لما تقوم به من تصرفات طائفية خالصة ؟
6. هل منصب البابا أعز على حكومة مصر من منصب مشيخة الأزهر ؟ حين يعتكف رأس الكنيسة بدلال غريب عجيب مريب فإن المسئولين بالحكومة المصرية سرعان ما يهرولون إليه مدللين مغبرين للأقدام والرؤوس لاسترضائه ، فلم هذا الصمت المهين على الاعتداء على شيخ الأزهر ؟.
7. بالبلدى كده وبالعامية : هى الكنيسة ماسكة ذلة على حكومة مصر ، أو معايراها بحاجة – لا سمح الله وحشة – أو لها جميل عليها أو ساترة عليها بلوة هى بس اللى عارفاها ؟.. وإلا فما كل هذا الدلال ؟! حاجة تحير قوى .
8. وأخيراً ماذا لو أثبتت التحقيقات .. فرض يعنى مجرد فرض .. أن المتورط فى التفجيرات يتبع أحد تنظيمات أقباط المهجر ، فماذا سيفعل الذين تظاهروا واحتجوا ؟
تساؤلات حائرة .. تبحث عن إجابة .. ليست لى .. ولكن لك عزيزى القارئ .. أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق