الثلاثاء، يناير 04، 2011

الجارديان : الأمن المصري غير أولويته من حماية المصريين إلى حماية النظام


نظام مبارك فشل في إيجاد حلول لمشاكل مصر وقضاياها الخطيرة والملحة بعد 30 عاما من الحكم
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن ما تشهده مصر من توترات في الوقت الحالي سببه أن النظام الحاكم أصبح لا يبالي بأي شئ سوى بقائه في الحكم أمام المعارضة والغضب المتزايدين. وقالت الصحيفة إن الأمن المصري فشل في حماية مواطنيه على الرغم من التهديد الذي أطلقه فرع تنظيم القاعدة في العراق، معتبرة أن توقيت الحادث الذي من المفترض أن يشهد أقوى تشديد أمني يدعم نظرية فشل الامن في حماية المصريين.
وقارن كاتب مراسل الصحيفة أسامة دياب في مقاله بين الاجراءات الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن المصرية لتأمين رجال النظام الحاكم وبين الاجراءات التي يقوم بها لحماية المصريين، مشيرا إلى استعداد الأمن التام لاغلاق مسافات طويلة لتأمين النظام، فإغلاق الطرق في مصر لا يكون بسبب وجود أعمال صيانة في الطريق، ولكن لفتح ذلك الطريق واخلائه من كل شئ كي يذهب أحد الوزراء إلى منزله. فالقاهرة تصاب بالشلل إذا ما قرر الرئيس حسني مبارك استقلال السيارة بدلا من الهليكوبتر للذهاب إلى زيارة مكان ما، وأضاف الكاتب :" حاول فقط أن تجمع مجموعة من المصريين يحملون لافتات، وفي لمح البصر ستجد تلك المجموعة الصغيرة محاطة بمئات إن لم يكن الالاف من قوات الامن، ومن سهل ان يتم ضرب تلك المجموعة إن لم تعتقل".
وتابعت الصحيفة بالقول إنه يمكن ألا ترى ذلك مفاجئاً إذا عرفت أن ذلك النظام الأمني قد حول أولويات عمله من منع الجرائم والتحقيق فيها والأعمال الشرطية الطبيعية إلى تنفيذ أجندة سياسية تركز فقط على حماية نظام معتل، الذي بدوره لا يهتم إلا بحماية نفسه والبقاء في السلطة في وجه معارضة متزايدة  ورفض شعبي لوجوده.
 وأضافت أن التوتر الطائفي الذي تشهده مصر حاليا ليس إلا جزء من مشكلة كبرى. فبعد 30 عاما من الحكم، فشل نظام مبارك في إيجاد حلول لمشاكل مصر وقضاياها الخطيرة والملحة، وهو ما تسبب ليس فقط في ظهور المشكلة القبطية، بل أيضا في استراتيجية الاهمال التي أدت إلى تراكم المشكلات وتزايد تعقيدها. فالنوبيون يطالبون الآن بحقوقهم ويطالبون الحكومة بالاهتمام بهم والاعتراف بوجودهم بعد سنوات من التشريد والتهميش.
كذلك خرج بدو سيناء للاصطدام بالشرطة، إلى جانب عدد من البهائيين الذي يتظاهرون ضد التعسف الذي يواجونه لاقامة شعائرهم الدينية.
وإذا جئنا إلى قطاع الخدمات، فستجد أن الحكومة قد فشلت في كل شئ، القمامة متراكمة في الشوارع، التيار الكهربائي ينقطع بشكل يومي في أشهر صيف، كما حققت مصر رقما قياسيا في الاصابة بانلفونزا الخنازير والتهاب الكبد الوبائي C ، أضف إلى ذلك حوادث الطرق و السكك الحديدية والسفن التي تحصد أرواح 12.000 مصري كل عام.
واختتمت الكاتب مقاله بالقول إنه يجب ألا نضع كل اللوم على التوتر الطائفي، فذلك التوتر ليس إلا أحد أوجه الإضطراب السياسي والاجتماعي الذي تشهده مصر، فطالما بقي ذلك النظام الفاقد للوعي في السلطة،  ستنمو المنغصات في المجتمع المصري، خاصة في الأوقات التي ستسبق اجراء الانتخابات الرئاسية هذا العام.
فعدم قدرة الدولة على تحسين حياة المصريين وفرض القانون، ومواجهة التمييز العنصري والديني والاجتماعي الذي يعد جذور جميع التهديدات التي تواجه المصريين. فيجب مواجهة كل كل الذلك فالاقباط لن ينالوا حقوقهم بمفردهم، واذا حدث سيكونون أقلية متميزة ومستهدفة. وحتى يتم احلال الديموقراطية الحقيقية، ستذهب مصر إلى الاسوأ في جميع الجوانب، فالمسألة القبطية ليست المشكلة وإنما أحد أجزائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق