الأربعاء، ديسمبر 22، 2010

حوار بين السيدة سوزان و الشيخة موزة بقلم: محمد عبدالمجيد

و الشيخة موزة – بقلم: محمد عبدالمجيد

في لقاءٍ جَمَعَ مُصادَفةً السيدة سوزان مبارك والشيخة موزة بنت ناصر المسند جَرَىَ حِوارٌ لَمْ يلتقط فحواه إنسٌ، ولا معناه جِنٌّ!

استعنتُ بقلمي العاشقِ سباحة في خيالات تـُحاكي الواقعَ، ووقائعَ متخيَّلَةً، فجاء الحوارُ كالآتي:

السيدة سوزان مبارك: أراكِ مُبْتَسِمَةً، وتتطاير السعادةُ من مُحَيّاكِ كأنَّ قَطـَرَ حَصلتْ علىَ كأسِ العالـَمِ في كُرَةِ القَدَمِ قبل الموعدِ بأحد عشر عاما!

لو أراد زوجي أنْ يحصل المصريون علىَ هذا الشرفِ لتراجع المُتنافسون واحداً إثـْرَ الآخر، ولـَما احتاج الأمرُ من رئيسِ الفيفا أنْ يفتح المظروفَ ليظهر اسمُ أم الدنيا، ويتوارى الآخرون خَجَلا من المنافسةِ مع مصر مبارك!

الشيخة موزة: يبدو أنكِ، يا سيدتي، مُصابةٌ بارهاقِ الانتخاباتِ البرلمانيةِ فاختفىَ نِصْفُ المخِ المتعلقِ بالذاكرة.

هل تتذكرين يوم أنْ حصلتْ مصرُ علىَ الصِفْرِ الكبير ِعندما تنافس معها الصغارُ، وتشرَّفتْ جنوبُ أفريقيا باستضافةِ كأسِ العالم رغم تأكيد رجالِ زوجِكِ أنَّ العالَمَ كُلَّه سيقف خاشِعاً أمام اسمِ مصر الـْمُبارَك بمبارك؟

نحن نافسنا اليابانَ وأستراليا والولاياتِ المتحدةَ بكل مالديهم من امكانياتٍ هائلة تجعل الفيفائيين يحتارون في الاختيار بينهم، ولا يرى أيٌّ منهم قَطـَرَ الأصغر َمن ملعب كرة قدم في كانبيرا أو لويزيانا أو .. ناجازاكي!

السيدة سوزان: تحدثينني كأنَّ قَطَرَ دولةٌ عُظْمَىَ تناطح الصينَ الشعبيةَ، ولو جاء القطريون كلـُّهم في رحلةٍ سياحيةٍ لازدحم بهم شارعان أو ثلاثةٌ في عاصمة المعز!

أنت شيخةٌ بزوجِك، وقبيلتِك، وعائلتِك، والذهبِ الأسود الذي يجري تحت دويلتِكم، وأنا أكبر من شيخةٍ بزواجي من قائد الضربة الجوية الأولى، وأصولي الإفرنجية، وانتمائي لفرعون الذي قال السحرةُ لموسى عنه بعزّة فرعون إنا لنحن الغالبون!

أنا وزوجي وولدانا نحكُم أكثر من ثمانين مليونا من البشر، ونستطيع إنْ أردنا أنْ نجعلهم وجبة لا تحلم بمثلها أسماكُ القرش في البحر الأحمر من سفاجا إلى .. شرم الشيخ.

لو أقفلنا أقمارَنا الصناعية فلن تجد قنواتكم الفضائية مشاهدين إلا في الربع الخالي وجزيرة حنيش والخور والرويس ورأس لفان!

الشيخة موزة: وأنتم أيضا لديكم النفط، لكنكم تبيعونه للدولة العبرية بثمن التكلفة دون أرباح فيزداد الشعبُ فقراً، ونحن نبيعه بسعر السوق العالمي، فأمَرَ زوجي بمضاعفة دَخْلِ المواطن القَطـَري!

ثلثُ مواطني بلدكم تحت خط الفقر المدقع رغم أن ثروة ابنيكما، علاء وجمال، يمكن أن تجعل هذا الثلثَ خُمساً أو ثـُمْناً أو عُشْرًا، أما ثروة أولادي فلم تنتقص من خيرات قَطَر قَطْرَةً واحدة.

لو كان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني يحكم مصرَ لجعل شعبَها يأكل من تحته ومن فوقه، ولجعل نفطَه وغازَه ونيلـَه في خدمة المصريين قبل غيرِهم.

السيدة سوزان: هذا هراءٌ، وأضغاثُ أحلام صحراوية في حُكم بلدٍ متقدم بعقلية بدوية، فنحن نحكُم شعباً لا يطيع إلا فراعنـَته، فثقافةُ الصحراء لو انتقلت لقصر العروبة لتأخرتْ مصر عدة قرون، وأصبحت المراكزُ العلمية المتناثرة في أرجاء أرض الكنانة ساحاتٍ لسباق الهجن أو حظائر تبرك فيها الإبل بعد طول عناء و .. عطش.

إننا نـُعَلـِّم ولا نتعلم، نعبر الحواجزَ المائية والسواتر الترابية ولا يعبر أحدٌ فوق ظهورنا، ونحن أكرم من غيرنا، وتـَحَضُّرُنا هو في جيناتٍ تولَد معنا، ووافدُنا لديكم أغزر عِلْما من كفيلِه في الدوحة!

الشيخة موزة: هذا غرور ٌقاروني يظن أنَّ مفاتح خزائنه تنوء بالعُصْبَةِ أولي القوة، وأنتم تملكون إعلاماً عبقرياً في تحويل الهزائم لنصر مُبين، حتى المباراة الأخيرة بين مصر وقطر التي سخَرْتُم من فريقنا مُسبقا، فاستعنتم بثلاثة لاعبين جُدُدٍ لثقتكم في أن الكرة تسجد تحت أقدام لاعبيكم، انهزمتم فيها، ولم تتراجع غطرستكم خطوة واحدة.

إن ثقافتنا البدوية تلك جعلتنا نبني رأسياً دولة تناطح السحابَ وجيرانَها، وأنتم بثقافتكِم التي تمتد لخمسة آلاف عام نهبتم أفُقياً أكبر بلد عربي فتراجع كل شيء حتى كاد النيلُ يغير مجراه الذي حفرا، ويغرّب الهرم المصري و .. يبتعدَ!

في عصر زوجك تستعد عشر دول أفريقية فقيرة لتروي عطش المصريين بالقَطَّارة، وستجف مياهُ النيل إنْ عاجلا أو عاجلا مادمتم في الحُكم، ولن يمضي وقت طويل حتى يعلن أحد اصدقاء ابنك أمين لجنة السياسات عن فراغ كل مصارف مصر من آخر جنيه كان قبل وصولكم إثْرَ حادث المنصة يرفع رأسَ المصري، فإذا بكم، أنتم الأربعة، تغطـّسونه في مياهٍ آسنةٍ كما يفعل ضابطُ الأمن في مُواطن مصري يقع حظُه العاثر في المبيت بتخشيبته.

نحن نُهدر أموالا لشعب لديه ما يكفيه وأكثر، وأنتم تبددون أموالا لشعب يعيش على المِنح والمساعدات.

لو كانت قناة السويس بين أيدينا، والآثار الفرعونية تحت أقدامنا، وشواطيء الأحمر والأبيض تحيطنا، وتحويلات ملايين المهاجرين تضاعف دَخْلـَنا لأصبح كل مواطنٍ كفيلا لعشرين وافدا يعمل لديهم عشرون خادما وسائقا!

لو كان هناك عدل لأصدر أصغر قاض في مصر حُكْماً بالحَجْر عليكِ وعلىَ زوجِك وولديكما بتهمة الاسراف، والتبذير الشيطاني، واهدار أموال أمة من أعرق أمم الأرض.

السيدة سوزان: تعايرينني بذهبِك الأسود والأصفر، ولو ساهمتم في تنمية دولة دخلت حروبا لستين عاماً من أجلكم ومن أجل كل الوطن العربي لما كان حالُنا هكذا.

تكدّسون أموالَكم في مصارف الغرب، وتبخلون على أشقاء العروبة والدين والأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة.

تهددون مصريينا لديكم بالتفنيش على أول طائرة رغم أنهم يبنون معكم دويلتَكم لتصبح في حجم مصر، كما تتخيلون وتتوهمون!،

الشيخة موزة: هذا كذِبٌ يشابه أكاذيبَ حزبكم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، فنحن لم نبخل على مصر بريال واحد، حتى أننا إثر زلزال أكتوبر عام 1992 نظَّمـنا علىَ مَدَىَ ثلاثة أيام حفلاتٍ لجمع التبرعات للمتضررين في مصر كانت تحت شعار ( في حب مصر )، وأرسلنا الملايين فلم تذهب لجيوب المحتاجين تماما كالخمسين مليونا من الدولارات التي حولها الملك فهد بن عبد العزيز، رحمه الله، فَضَلَّتْ طريقـَها ، ودلفت إلى جيوب وحسابات البزنسيين الجُدد في مغارة علي بابا المصرية.

أنتم بالوعة للمال الحلال والحرام على حَدٍّ سواء، وفي ثلاثة عقود أعدتم مصر إلى أكثر عهودها وحشية، وظلاما، وتخلفا، وظلما.

لو ركبتُ أنا سيارة مكشوفة تخترق شوارع القاهرة لخرج المصريون عن بِكْرَةِ أبيهم لتحيتي، ولو حدث الأمر نفسُه معكِ، ومنحْنا المصريين في قطر أجر يَوّْمٍ .. يَومَ خروج موكبك في شوارع الدوحة لما كلَّف مصريٌ واحد نفسَه عناء الوقوف لتحيتكِ، ربما باستثناء السفير المصري وأعضاء سفارته.

آلاف المصريين يقيمون معنا منذ سنوات طويلة ولو خـُيّر أي منهم بين نار الكفيل في قطر أو العودة إلى أهله وأحبابه في ظل حُكْمِك وزوجك والرئيس الشاب القادم لما تردد هنيهة في اختيار قطر وطنا ثانيا، يعيش ويموت فيه.

في خلال ثلاثة عقود جعلتم مصر أكثر غلاء من أمريكا والدول الاسكندنافية، ولو تسلل زوجك إلى أي بيت مصري، وأنصت إلى دعاء صاحبه في صلاة الفجر فسيسمع لعنات مع بكاء ونحيب تلف اسم مبارك لتخترق حجب السماء فيسمعها الحي القيوم الذي لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم.

السيدة سوزان: على مقربة من مكتبك الأنيق في قطر توجد قاعدة عسكرية أمريكية ترصد كل نملة تقول لصويحباتها ادخلوا مساكنكم، والقاعدة لا تتصنت على القاعدة فقط، لكنها تمدّ أذنيها إلى الجيران وجيرانِهم، واستقلاليةُ القرار القطري مشكوك فيها!

هل تستطيعون محاكمة جندي أمريكي واحد قفز فوق كل الممنوعات والمحرمات في قطر؟

الشيخة موزة: للغيرة أيضا خزعبلات وأوهام، فمن يزيّف إرادةَ أُمَّةٍ في صناديق الاقتراع، لا يتوانىَ عن تسريب معلومات مغلوطة لو قرأها جوليان أسانج لأغلق موقعَه، واكتفى بعناوين صحف الصباح.

نعم، لدينا قاعدة عسكرية أمريكية لحمايتنا من جيران قد يكبرون وتكبر معهم الظنون بأنهم قوىَ عظمى، فصدام حسين كان الجارَ الشماليَّ للكويتيين، وعندما استصغر الكويتَ واخترق فجرَها الآمنَ، استصغره العالـَمُ كلـُّه، ووضعت أمريكا قدميها في الخليج برمته.

ومع ذلك فزوجي إذا قام بزيارة الولايات المتحدة فسيستقبله الرئيس الأمريكي فور وصوله، أما رئيس أكبر دولة عربية فينتظر ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ حتى يتفضل سيدُ البيت الأبيض بعشرين دقيقة لسيدِ قصر عابدين.

زوجي جلس مع ديك تشيني دقيقة واحدة، ولما لم يرق له الموضوعُ قبل طرحِه، انسحب فورا، فكرامةُ الشيخ حمد من كرامة قطر، وزوجُك لا يستطيع أن يعاتب السفير الأمريكي في القاهرة، فهو ليس جمال عبد الناصر الذي طلب من مدير مكتبه أن يترك السفير البريطاني، ملطوعًا، ساعة كاملة ثم يطرده لأنه جاء إلى القصر لمقابلة أبي خالد دون موعد مسبق.

نحن نحب مصرَ وأهلها أكثر من أي فرد في أسرة مبارك، رغم الشكوك اليقينية بأن فيكم من يحب هذا البلد الطيب.

تصلني آلاف الرسائل من مصريين يحبونني كأنني سيدتهم الأولى، وأحسب أنك لا تتلقين رسائل الحب إلا من المنافقين والوصوليين وأصحاب المصالح الخاصة والمتعلقين بوجودكم الأبدي فوق رؤوس المصريين.

السيدة سوزان: زوجي وصل إلى الحكم لأنه قائد عسكري فذ، وكان نائبا للرئيس الراحل أنور السادات، وأصبح الرجل الأول والوحيد منذ ثلاثين عاما، وكل الاستفتاءات ثم الانتخابات الرئاسية انتهت إلى نتيجة واحدة أن ليس بمصر من يرفع عينيه فوق رأس الرئيس، وأن لا بديل لمبارك الكبير غير مبارك الصغير!

أما زوجك فقد استولى على الحُكم في غياب والده، وتركه عدة سنوات يهيم في الغربة، وخرج القطريون لتأييده، فثقافة الاستيلاء على الحُكم عنوة من أحد أفراد الأسرة لا تعرفها إلا بلادُكم، أليس كذلك؟

الشيخة موزة: هذه زهايمر السياسة المصرية التي ترى من خلالها أسرة مبارك الصِفْرَ انتصاراً، والنواقصَ زياداتٍ، وجحيمَ المصريين جنةِ الخـُلدِ.

زوجي أنقذ قطر من الشللية التي أحاطت بوالده كما تحيط بكم شللية لا تشبع حتى تجوع، وعامَلـَه أفضل معاملة، ومنذ عام 1995 قفزت قطر الصغيرة فبدت كأنها اللاعب الرئيس في معظم الوساطات شرق الأوسطية التي فشلت فيها مصر مبارك.

كان الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رجلا عظيما، وطيبا، لكنه لا يصنع حداثة، ولا يجعل قطر أكبر من حجمها على الخريطة.

لقد أحاطه ابنُه بالرعاية والعناية، وابعد عنه شرور المنتفعين بثروته، واسترد منهم ما سرقوه من أموال شعبنا، وكرَّمه أفضل تكريم، وعاش في كنف أحفاده بعيدا عن لصوص الوطن الذين استغلوا طيبته وثقته الزائدة.

أما القاعدة العسكرية الأمريكية فهي في الواقع على أرض مصر التي حكمتموها، فصغرّتموها، فقزمّتموها، فحجمّتوها، وعندما اخترقت الطائرات الاسرائيلية المجال الجوي المصري عدة مرات وهي تضرب الفلسطينيين أشقاءَكم، صَكَّ أبناءُ أبطال العبور وجوهَهم، وسدّوا آذانَهم، فالقرارُ العسكري المصري في عهد زوجِك لا يساوي جَناحَ بعوضة.

حُكْمُ أُسْرة مبارك يعني انتهاءَ العصر المصري، ولم يبق لكم غير الوساطة بين الفلسطينيين وعَدوِّهِم برعاية رئيس جهاز المخابرات التي كان اسمُها يُنزل الرعبَ في قلوب خصوم مصر، فجعلها زوجُك مُشَرّعة الأبواب أمام كل من هَبَّ ودَبَّ.

السيدة سوزان: لكننا لانزال قادرين على تصدير ما تحتاجونه من أدمغة تـُثري الحياة في قطر بعلماء، وخبراء، وإعلاميين، وأكاديميين، وأطباء، ومهندسين، وأنتم ماذا لديكم غير المال لتمنحوننا إياه؟

الشيخة موزة: الغرور قاتل، والفوقية مرض، والاستعلاء نقص، والتفاخر مسَبّة!

لولا أننا نعرف آلاف المصريين الطيبين، المسالمين، العاشقين لقطر، لجعلني كلامُك أكره أبناءَ مصر .. ضيوفـَنا الأعِزّاء.

أنتم الذين تدفعون المصريين للهجرة بحرا، وجوا، وبرا، وتـُلقون بهم في زوارق متهالكة تمخر عُباب موج هائج، وينتهي بهم السندبادُ المزيّف إلى قاع البحر فهو أكثر أمنا من الحياة في ظل زوجك و .. ابنه.

إنَّ حُزننا علىَ مصر لا تعرفينه، ولا تفهمين كُنهه لأنني أشك أنك تحبين بلدَك وشعبَها الكريم.

لقد أعماكم الغرور، وصحافة النفاق، وأقلام السلطة الرابعة، فظننتم أنَّ إعلامَ أنس الفقي هو إعلام الرِيادة، فإذا بالخلاف الكروي مع الجزائر يكشف عورته، ويشاهد الملايين قِرَدة تقفز، وتتحرك، ويستدعيها القرداتي ليطلب منها أنْ تشتم الجزائريين، وشهداءَهم، ويلعن تاريخ نضالِهم، ويـَمُنُّ بالفن السابع ومسلسلات رمضان ومسرحيات الزعيم!

عندما ينتهي الصراع الفلسطيني مع الاسرائيليين فلن يصبح لمصر دور في عهد زوجك إلا الوساطة بين بعض القبائل الأفريقية أو الجهاد مع الجماهيرية العظمى ضد سويسرا!

أتفهم تماما غيرتَكِ القاتلةَ من دوري، وأعرف كيف ينظر زوجُك إلى بلدنا كعُلبة كبريت إذا اشتعلت مرة واحدة فقد ضاع شرفنا.

وسيظل للمصريين في قلوب القطريين أعزُّ مكان، وأنا أقرب إليهم منكِ، وعندما ينتهي نظام حُكم عائلة مبارك فسنكشف أوراقاً لم تَدُر بذهن أحد قط، وسننشر أسماء كل الذين نهبوا أموال الدعم القطري لمصر، أما الآن فلا نستطيع خشية انفراط العقد العربي الأوهن من بيت العنكبوت.

السيدة سوزان: سنرى بعد سنوات من الأبقىَ لشعبه، فزوجي لديه وريث، وأحفاد مبارك سيتشبثون بالحُكم لعقود طويلة قادمة، وربما يحكم مصرَ مباركٌ حفيدُ الابنِ بعدما يكون مَلـَك الموت قد حصد في ثمانين عاما قادمة كل الأحياء فوق أرض مصر وقطر.

لو أراد زوجي أن يثير المتاعب لدويلتكم الصغيرة فسيقف في شرفة قصر العروبة، وينفخ نفخة واحدة، فإذا بآل ثاني قد طاروا من الدوحة إلى المنامة.

الشيخة موزة: قصر ُالعروبة لم يعد فيه عبد الناصر الذي كان كبيرا وهو مهزوم، وظن الصغار أنهم سيشمتون فيه بعد نكسة يونيو فإذا هو في قمة الخرطوم أكبر منهم جميعا.

قصر العروبة لو أطلق جندي عليه رصاصة من مطاط لهرب ساكنوه من الباب الخلفي، وحُكمُ زوجُكِ تسقطه قناة فضائية مصرية معارضة لو بثت من عاصمة غربية فستصبحون لاجئين في أمريكا أو ألمانيا أو عندنا في علبة الكبريت.

قوة استمراريةعائلة مبارك ليست في القبضة الحديدية التي تمسكون بها رقاب شعبنا المصري الصبور، ولكن بفضل الدعم الخليجي لبالوعة النهب الذي لا يشبع.

اذهبي لزوجِكِ وقُصّي عليه مِنْ نبأ حديثِنا، ودَعيه يحاول مُصارعة علبة الكبريت، وحينئذ سيشاهد العالـَمُ ذكاء جيري أمام حماقة توم بضخامة جسده.

أنصحُك بقليلٍ من التواضع، فالأصفارُ القادمة في الولاية السادسة لزوجك لا يحصيها كشّاف، أو عَدَّادٌ، أو آلةٌ حاسبة.

وهنا انصرفت السيدتان بعد عناقٍ خفيف، وطبعتْ كل واحدة قـُبلة على وجنة الأخرى دون أن تقترب من مساحيق بسيطة ، ويبقى الحُكم على الوجه للمرآة، والحُكم على العمل لشعبيهما، والحُكم الفصلُ علىَ القلب في السماء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق