الجمعة، سبتمبر 03، 2010

مختار نوح يكتب : سر بقاء الوزير ..ورحيل «زهرة الخشخاش»

ليس غريباً أن يسرق أحدهم لوحة «زهرة الخشخاش» ...بل إن الغريب ألا تتم سرقة هذه اللوحة أو غيرها من ثروة مصر ..وقد سبق وأن تمت سرقة هذه اللوحة بنجاح كبير ثم أعادها أولاد الحلال بعد أن نادي المنادي في حواري أوروبا «لوحة تايهه يا ولاد الحلال». كما تم سرقة هذه اللوحة في فيلم مصري وكان بطولة الفنان «يحيي الفخراني» علي ما أذكر، ثم تم إعادة تمثيل السرقة في فيلم «حرامية في تايلاند» وكان ذلك بنفس الطريقة التي سرقت بها اللوحة حديثاً..فمصر يا سادة أصبحت مثل «الغبي» الذي يتم ضربه علي قفاه في السوق عشرين مرة «علي سهوة» لكن الشيء الغريب حقاً هو السر الذي يضمن لوزير الثقافة «فاروق حسني» البقاء علي كرسي الوزارة لربع قرن من الزمان أو يزيد لا تهتز فيها رجل الكرسي رغم هذه الكوارث، ونحكي لكم القصة من بدايتها ..ذلك أنه حين تم تعيين الوزير فاروق حسني وزيراً للثقافة استنكر المثقفون هذا التعيين وكان علي رأسهم صاحب جائزة نوبل «نجيب محفوظ» فقد استنكر في الصحف أن يكون وزير ثقافة مصر ليس له أي تاريخ ثقافي كما أنه لا يعرف الكثير من قواعد اللغة العربية ولكن بداية الوزير كشفت عن بعض جوانب شخصيته ففي الدورة البرلمانية التي بدأت في عام 1987 تقدم الشيخ «صلاح أبو إسماعيل» والدكتور «حسن الحسيني» كنائبين في البرلمان باستجوابين مدعومين بالمستندات حيث كان الأول منهما حول تصريحات الوزير حديث التعيين "فاروق حسني" بأنه قد جاء ليقضي علي الفكر الغيبي وأنه سوف يحيي مكانة الفكر المادي .. أما استجواب الدكتور حسن الحسيني فقد كشف أن الوزير فاروق حسني قد سمح لأول مرة علي أرض مصر بعرض أفلام "البورنو" و المشاهد الجنسية و كان ذلك في مهرجان السينما الذي أقيم في مصر، بل إن الوزير قد قام بإعادة المشاهد التي حذفتها الرقابة بأمر مباشر منه ثم سمح للجمهور بمشاهدة هذه الأفلام وتم نظر الاستجواب و كان «رفعت المحجوب» - رحمه الله - بمثابة «الكوتش» لأعضاء الحزب الوطني فاستبدل اللاعب الذي لا يجيد اللغة وهو الوزير وأتي بلاعب أكثر مهارة ليكمل الرد علي الاستجواب فكان المرحوم سعد الدين وهبة - رحمه الله - عضو الحزب الوطني وقتئذ ...لكن الغريب أن هذا الاستجواب قد تم إنهاء المناقشة فيه دون أن تؤيد الأغلبية ذلك الوزير .. ومع ذلك ذهبت الأغلبية وبقي الوزير متربعاً علي عرشه محتفظاً بالسر الذي أبقاه ..ومرت السنون وفي كل عام يكون للوزير كارثة ..وكان من هذه الكوارث قيامه بطبع الكتاب الإلحادي والذي يسخر من الأديان والعقائد وهو كتاب «وليمة أعشاب البحر».. وهو كتاب خلا من الأدب واللغة والثقافة .. ومع ذلك تم طباعته علي نفقة الدولة مما أثار رجال الفكر والمثقفين ولم تهدأ المظاهرات إلا بعد أن تم القبض علي آلاف من الطلاب والمثقفين ..وفتحت أبواب المعتقلات العشرين علي مصراعيها وأغلقت الحكومة حزب العمل وجريدته ولكنها لم تغلق وزير الثقافة حتي الآن .. ولم تمر أسابيع حتي أقام الوزير احتفالية علي سفح الهرم وأتي بيهودي ينظمها له و جعل رمزها الهرم الذهبي الذي هو شعار الماسونية العالمية و هو الهرم الذي تجده مطبوعاً علي الدولار الأمريكي ...ثم تتوالي الكوارث و يبدأ الوزير صاحب السر في عرض تراث مصر للبيع من أول هضبة الأهرام وانتهاء بحرم قلعة صلاح الدين حتي كانت فضيحة الرشوة التي اتهم فيها تلميذ الوزير وسكرتيره الخاص «محمد فودة» بتهمة الرشوة و هذا التلميذ كان قد تمت ترقيته بدون مناسبة من موظف عادي إلي موظف بدرجة «ديناصور» وهو في سن الشباب المبكر..وخرج هذا الديناصور من السجن ليجد حضن الوزير صاحب السر مفتوحاً له .. ثم تعددت السرقات وأصبحت الآثار تباع كما تباع البضاعة " الصيني" علي الأرصفة، ثم كان أن احترق مسرح بني سويف بمن فيه من الممثلين والإداريين والجمهور، وكالعادة، تم تقديم بواب المسرح ومنادي السيارات الذي يقف أمام المسرح فضلاً عن صاحب محل الشاورمة المجاور للمسرح إلي المحاكمة أما الوزير فقد بقي خالداً في وزارته وبقي معه سر البقاء، ثم خاض الوزير انتخابات منظمة اليونسكو العالمية ومن عجب أن دوائر الحكم قد ساندته علي أعلي مستوي .. ومع ذلك سقط الوزير صاحب السر بالتصويت.

إلا أن تصريحات الوزير صاحب السر بمناسبة حادث سرقة اللوحة لا تخلو من الفكاهة.. فقد أعلن في جريدة الأهرام في مانشيت كبير " السارق لن يستطيع بيع اللوحة .. ولم أتخيل سرقتها بهذه الطريقة ..!!! "

ومن هنا فقد ذكرني هذا التصريح بقصة رجل وضع أمواله كلها في صندوق صغير من الخشب و أغلق عليه «بالقفل» .. ثم وضع المفتاح في جيبه وذهب بصحبة الصندوق إلي السوق...فخطفه منه اللصوص وأسرعوا في الجري .. فنظر إليهم الرجل ثم قال :

«مش هتعرفوا تفتحوه...المفتاح معايا !!!»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق