الجمعة، سبتمبر 03، 2010

بلير في مذكراته: السياسي بحاجة إلى "علاقات" ليتخلص من الضغوط.. وبوش "مثالي"

 

في مذكراته التي صدرت قبل يومين أوضح بلير منذ بداية كتابه الذي حمل عنوان "رحلة" أنه لم يجد خلال فترة كتابة مذكراته التي امتدت ثلاث سنوات أي رغبة في عمل أي اعتبار لأي شخص تناولته مذكراته.

وكان أول من طاله ذلك هو رفيق دربه الذي أصبح منافسه الأول داخل الحزب ثم خليفته في منصب رئيس وزراء بريطانيا، جوردون براون.

وصف بلير الاسكتلندي براون بما لا يدع الكثير من المجال لسوء الفهم بأنه "غير محتمل" و وصف تصور بروان نفسه كرئيس وزراء بريطانيا بأنه "كارثة".

تحدث بلير في كتابه الذي يضم 718 صفحة والذي بيع بنصف سعره في اليوم الأول لنشره  ، عن الأميرة ديانا والملكة وأيرلندا الشمالية والولايات المتحدة والأزمة المالية والخصوم السياسيين. ولكن بلير كان صريحا بشكل مفاجئ عندما تناول مشاعره عندما وجد نفسه رئيسا لوزراء بريطانيا.

علم القارئ من خلال قراءة مذكرات بلير كيف كان بلير مترددا لدى دخوله مقر إقامة رئيس وزراء بريطانيا في رقم عشرة شارع داوننج ستريت لأول مرة دون أن يكون قد سبق له تقلد منصب وزير وكيف وجد بلير غرف المقر غير مناسبة لإيواء أسرة صغيرة مثل أسرته.

كما تحدث بلير عن مدى الخوف الذي انتابه عندما اتخذ قرار إرسال جنود الجيش البريطاني للعراق وقال مشيرا لمنتقديه الذين يعتبرونه "مجرم حرب" بسبب مشاركته في الحرب على العراق:؟أيعتقدون أنني غير آبه أو متعاطف بكل شعرة في جسدي مع الجنود الذين يقتلون في العراق؟"

ويرى بعض المؤرخين أن علامات السن قد ظهرت بسرعة على بلير البالغ من العمر 57 عاما أثناء توليه منصب رئيس الوزراء مقارنة بغيره من السياسيين. ويرى هؤلاء المؤرخون في حرب العراق بداية لتدني شعبية بلير بعد أن كان نجما كبيرا في عالم السياسة.

وتبع ذلك فضائح وانكشاف أسرار عن بلير ودخوله في نزاعات مع خصومه قبل أن يفسح الطريق لجوردون براون الذي كان ذراعه الأيمن. ولم يستطع بلير الحصول عام 2006 على مهلة أكثر من 12 شهرا لمغادرة منصبه.

أفرد بلير فصلا خاصا لمغادرته مقر إقامته في داوننج ستريت وصف فيه بالتفصيل مشاعره عند انتهاء فترة توليه المنصب وتركه المقر الذي عاش فيه مع أسرته عشر سنوات ولم يغفل بلير ذكر كيف بكى الكثير من طاقم الخدمة في المقر عندما غادر مقر إقامة رئيس الوزراء.

ولم يستطع بلير حتى الآن التغلب على حرب العراق كنقطة تحول في مشواره السياسي الفريد. ويظهر ذلك بوضوح من خلال تبرع بلير بملايين اليورو التي تعود عليه من وراء حقوق تأليفه لمذكراته للجنود البريطانيين الذين أصيبوا في العراق وكذلك من خلال إصراره دائما على أن هذه الحرب كانت صحيحة من أجل إسقاط الدكتاتور الراحل صدام حسين.

ومبررا هذه الحرب قال بلير في مذكراته:إن ترك هذا الدكتاتور في السلطة كان خطرا كبيرا على الأمن الدولي".

و وصف بلير الرئيس الأمريكي بوش الذي اتهم بلير بالثقة العمياء به بأنه "جدير بالثقة" و "مثالي".

وأقر بلير بأنه كان من الصعب عليه التخلي عن منصبه كرئيس وزراء بريطانيا ولكنه لاحظ بعد ذلك بوقت قصير حسبما قال أن هناك حياة جديدة له.

وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير أن الساسة يقيمون علاقات لأنهم يريدون الفكاك من "سجن ضبط النفس" الذي تفرضه عليهم الحياة السياسية.

وكتب "الساسة مفروض عليهم توخي الحذر الشديد إذا أرادوا أن يصلوا إلى أي موقع..أما غرائزك التي تشبه طائرا حرا فتريد إخراجك من سجن التحكم في الذات".

وأضاف "ثم هناك لحظة المواجهة..مثيرة للغاية ..شقية للغاية ..وبعيدة للغاية عن كل أوجه ضبط النفس".

ومضى بلير قائلا "فجأة تنتقل من عالم المكائد والقضايا والمؤامرات غير المتناهية و(المشكلات) الخطيرة المتراكمة ..لتجد نفسك فوق جزيرة نائية من المتعة..بعيدا عن كل ذلك..حر..لا تهتم بشيء"

غير أن بلير ، الذي تزوج المحامية شيري بوث قبل ثلاثين عاما وأنجبا أربعة أطفال، يصر على أن مثل تلك النزعات "ليست عذرا".
وأصبح بلير اليوم مليونيرا وأحد أكثر المتربحين في العالم من وراء محاضراتهم.
وحصلت شركته مؤخرا على موافقة بمزاولة أنشطة بنكية استثمارية وهو مجال مربح للغاية.وربما اضطر بلير لكتابة جزء ثاني من مذكراته مع استمرار تواجده بهذا الشكل على مسرح الأحداث العالمية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق