الخميس، سبتمبر 02، 2010

تشهير وسب وقذف وقلة أدب.. ثمن برامج خلع الملابس


احمد فايق
تشهير وسب وقذف وقلة أدب.. ثمن برامج خلع الملابس
حينما أرادت أميرة الإعلام العربي ليلي رستم أن تسخر من أحمد رمزي في برنامجها قالت له "ياختي عليه"، هذه الجملة القصيرة احدثت نقلة نوعية في برامج التليفزيون، ليلي رستم من عائلة أرستقراطية جذورها ضاربة في مصر وتركيا، وحاصلة علي بكالوريوس الاعلام من الجامعة الأمريكية ولديها ماجستير من الولايات المتحدة الامريكية، وتتحدث لغتين بطلاقة شديدة، ورغم ذلك سخرت من أحمد رمزي واعتبرت أن فتح "أزرار القميص" والسلسلة في الصدر تشبه بعادات وتقاليد غربية، ورغم ذلك تم وقفها بسبب ما قالته معتبرين أنه غير لائق لمذيعة في التليفزيون المصري،الآن حالة من التخبط واللاوعي تتسيد البرامج التليفزيونية الرمضانية، وبدلا من "ياختي عليه" أصبح هناك كلام حول السيقان الجميلة والجنس والشذوذ والمخدرات والدعارة واقسام البوليس، وتصدرت عناوين البرامج كلاما من نوعية"اتهامات ساخنة"، وأصبحت الإثارة هدف هذه البرامج، نصب الكثير من مقدمي هذه البرامج السخيفة أنفسهم زعماء سياسيين وقادة رأي وقضاة علي ضيوفهم، والجميع متورط في هذه الجريمة، فثمن خلع الملابس في هذه البرامج يتراوح ما بين 30 و50 ألف دولار في القنوات العربية، وفي القنوات المصرية من 35 الي 60 الف جنيه، وبهذا المقابل يسمح الضيوف من نجوم المجتمع بتشويه صورتهم بأسئلة سخيفة تبحث عن الاثارة ودون الاستناد لمعلومة، هذه الاسئلة لو طرحت في الصحف يقيمون الدنيا عليها، ويتهمون الصحافة بتشويه صورتهم وينهالون بقضايا السب والقذف ، فبعد واقعة مقتل ابنة المطربة ليلي غفران صرحت بأنها ستقاضي جميع الصحف التي وصفتها بأنها تخفي معلومات في القضية، وفي المقابل سمحت لمني الحسيني في برنامج حوار صريح جدا بأن تقول لها أنت أم مستهترة وتتاجرين بمقتل ابنتك، ولو نشرت أي صحيفة هذا الكلام لقاضتها ثاني يوم. في برنامج طوني خليفة "بلسان معارضيك" لم يقدم أي مضمون جديد عن برنامجه السابق "لماذا؟"، بل كرر ضيوفه وأسئلته التي تعتمد علي وجهة نظر معارض هذا الضيف، وأكثر ما أثار استفزازي ما قاله لبسمة حول المقال الذي نشر بالاهرام وبداخله الجملة الشهيرة "إذا بليتم فاستتروا" اسقاط علي جدها المفكر الكبير والمصري الأصيل واليهودي الديانة يوسف درويش، أعاد طوني توجيه السؤال كأنه حدث جديد دون ادني مهنية، وهو يعلم جيدا أن الزميلة التي كتبت المقال كان لديها من الشجاعة المهنية التي جعلتها تعتذر عن هذا الخطأ، واحترمنا جميعا موقفها، يعلم طوني خليفة أن العشرات قاموا بالرد علي هذا المقال وكتبوا عن دور يوسف درويش في تاريخ الفكر المصري والعربي ومنهم المخرج يسري نصرالله في جريدة المصري اليوم، وكتبنا أيضا في «الفجر»، والسؤال هنا مزدوج لماذا تقبل بسمة أن تعاد هذه القضية السخيفة أمامها في برنامج إثارة؟ ولماذا يصر طوني خليفة علي تشويه نجومنا ورموزنا؟
قال في إحدي حلقات البرنامج لزينة: أنت معتادة علي ارتياد أقسام البوليس، ولا أدري من أين أتي بهذا السؤال؟ وأين هؤلاء المعارضين الذين قالوا إنها تذهب لأقسام البوليس دائما؟ ولماذا قبلت زينة هذا السؤال علي نفسها دون توثيق المعلومة؟ ألا تعلم أنها نجمة مصرية يحبها الجمهور وهي بذلك تسمح بتشويه صورتها والوسط الفني الذي تنتمي اليه.. وفي حلقة أخري تحدث فيها مع عمرو سعد قائلا له: يقول معارضوك إن سبب نجاح فيلم دكان شحاتة هو هيفاء وهبي .. ومن يتابع طوني خليفة منذ العام الماضي يلاحظ أنه دائما ما يروج لمشروعين الاول هيفاء وهبي والثاني حزب الله، ففي العام الماضي كان هناك سؤلان تم تكرارهما لجميع الضيوف الاول مارأيك في هيفاء وهبي؟ والثاني مارأيك في حزب الله؟ بالاضافة الي السؤال الشهير لو خيرت بين الجنسية المصرية والجنسية اللبنانية ماذا تختار؟ والسؤال الأخير فيه توجيه واضح ويضع الجنسية اللبنانية في ندية غير مقبولة وغير مبررة وغير واقعية مع الجنسية المصرية، اتهم لطيفة بلسان المعارضين طبعا ولأنه رجل حيادي...! بأنها سهلت الدعارة، واتهم عبير صبري بأنها عالمة، وأعاد إشعال الفتنة من جديد بين مصر والجزائر في حلقة علاء صادق، ربما مايفعله طوني هو ما جعل خالد النبوي يقول له "هو احنا جايين هنا نتخانق ولا ايه"، فالهدف من البرنامج هو اشعال الفتن والمعارك، وهذا بعيد تماما عن المهنية، فقد كان هدفه في حلقة "النبوي" هو إشعال معركة مع أحمد السقا، أصر علي أن تكون جملة البرومو للطيفة "أنا اتظلمت في تونس وفي مصر"، ولا أدري كيف ظلمتها مصر وهي التي صنعتها بداية من بليغ حمدي وهي مراهقة ووصولا الي الجمهور الذي له الفضل عليها في كل شيء، قال لدوللي شاهين في سؤال قلت في أغنية "لازم يقف علشان أنا جيت.. إلي أين وصل فكرك بهذه الجملة" وهو يعلم تماما أن طريقة طرحه للسؤال تعبر عن بذاءة ولغة تخاطب المراهقين وبعيدة تماما عن المهنية، قالت الاعلامية نضال الاحمدية في برومو برنامجها علي قناة القاهرة والناس: لا دين ولا سياسة ولا جنس طب نتكلم في إيه؟!
ومع احترامي الشديد لها ولمهنيتها هناك عشرات من البرامج الناجحة بعيدة عن الدين والسياسة والجنس مثل "اللقاء المستحيل" وفكرته الرائعة والمحترمة من الزميلة دعاء سلطان، ولا أصادر نضال فمن حقها الحديث عن الدين والسياسة والجنس ولكن بهدف الوصول لحقيقة أو مبدأ وليس بهدف الإثارة فقط، وفاء الكيلاني أعادت تقديم حلقات برنامجها بدون رقابة والتي أصابتنا فيها بالدوار بسبب سطحيتها في حلقة نوال السعداوي، وأذكر أنهم سجلوا معي تقريرا في نفس البرنامج عن سمية الخشاب وأذيع في نفس الحلقة، وكان الهدف من التقرير هو أن تستفزها، وانهالت علي التساؤلات التي تبحث عن فضائح لها، وهذا ما رفضته وأصررت علي تحليلها كفنانة فقط، وما أحزنني أن تصل لغة الحوار في برنامج يقدمه الزملاء مجدي الجلاد ووائل الإبراشي لهذه الدرجة من الشرشحة بين إيناس الدغيدي وآثار الحكيم، لدرجة وصلت أن تسأل آثار الاستاذة ايناس عن موقفها من الكبت الجنسي بعد انفصالها عن زوجها قبل عام وكيف تتصرف ايناس في مشكلة الكبت الجنسي، وتجيبها إيناس بنفس نظرية الشرشحة قائلة "مش أحسن ما اتجوز واحد أصغر مني بعشر سنين عشان يحقق رغباتي زي ما انتي عملتي" ونعود مرة أخري الي محاولات التوجيه الداخلية في هذه البرامج بتكرار السؤال علي ضيوف كثيرة مثل سامي العدل وغادة عبدالرازق عن هيفاء وهبي، وكأن الهدف هو أن نخلق منها رمزا دون أن يكون موجودا علي أرض الواقع، وما يدعو للحزن هو استخدام بعض الاعلاميين المصريين في هذه الرسائل الخفية، وعرض هذه البرامج علي قنوات مصرية أيضا، وموافقة نجومنا علي تشويه صورتهم، وتلك الازدواجية التي يمارسونها في قبولهم هذه الإهانات اليومية في البرامج، وقضايا السب والقذف التي يرفعونها ضد الصحف، لقد أصبحت مواصفات مقدم البرامج الآن مثلما قالت الكاتبة الكبيرة والفنانة إسعاد يونس في مقالها بالمصري اليوم "نفخ الخدود وفرد الوش بمكواه رجل وتركيب فص شر في المخ من طبيب مخ وأعصاب ورفع المناخير لأعلي دون مضمون ولسان طويل مع شد ورفع الحواجب لقد أصبحوا مثل الساحرة الشريرة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق