الأربعاء، فبراير 01، 2012

العسكر والإخوان وثالثهما موسى .


وائل قنديل
هؤلاء يحتكرون الحقيقة فى مصر: المجلس العسكرى وجماعة الاخوان وثالثهما عمرو موسى.. المجلس العسكرى يرى فى منتقديه والمختلفين معه والمطالبين برحيله عن السلطة السياسية والعودة إلى ثكناته جهلة وغير فاهمين، وكما ورد عن المشير فى الصحف امس الاول، فقد تعطف على معارضيه ولم يشأ ان يستخدم لفظ «خونة» مكتفيا بانهم ليسوا مدركين وغير فاهمين.



واما جماعة الاخوان فقد ذهبت ابعد من ذلك واعتبرت على لسان احد قياداتها ان مخالفى الجماعة والمعترضين على أدائها السيئ فى مظاهرات ٢٥ يناير الجارى وما بعدها فى حاجة إلى التأدب والتهذيب، بما يعنى انهم بحاجة إلى تربية، وبالطريقة التقليدية ذاتها قرر امين عام الجماعة محمود حسين ان مهاجمى الجماعة فى ميدان التحرير ليسوا من الثوار، بدلا من ان تفكر الجماعة بهدوء فى الأسباب المنطقية لتحول مشاعر جماهير الثورة ضدها.. ولو ان السيد حسين سأل شباب الاخوان عما جرى لعرف ان خلاصة الثوار الحقيقيين هم الذين هتفوا ضد جماعته فى الميدان واعترضوا على تحويل المناسبة من استكمال للثورة إلى مهرجان احتفالى.



فيما يعتلى المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة عمرو موسى صهوة جواد الحكمة ويصف المؤيدين لاقتراح محمد البرادعى بانتخاب رئيس مؤقت بانهم متخبطون ويريدون تعطيل تسليم المجلس العسكرى للسلطة.. بل ويثيرون الفوضى ويضرون بمصلحة البلاد، واظن ان هذا خطاب امنى بامتياز يصح ان يصدر عن وزير داخلية او مسئول امنى وليس خطاب سياسة بأى حال من الاحوال.



وقد يكون استعجال عمرو موسى لتسلم السلطة مفهوما باعتبار انه يرى فى نفسه صاحب الحظ الأوفر فى السباق، لكن غير المفهوم حقا ان السيد موسى لم يقدم طرحا او اجتهادا او فكرة خاصة به منذ ان قامت ثورة ٢٥ يناير وقرر الدخول فى سباق الرئاسة، فالرجل يشتغل على اطروحات الاخرين، ما يجعله طوال الوقت فى مناطق رد الفعل وليس الفعل، منطقة الحصاد وليس الزرع، حيث لم نسمع له رأيا طوال الفترة السابقة على اندلاع الثورة ضد مبارك ونظامه، بل انه أعلنها صراحة عندما سئل انه لا يمكن ان يرشح نفسه للرئاسة فى حالة رأى مبارك ان يترشح فترة اخرى.



وكان من الممكن ان يكون لكلام موسى معنى لو ان الرجل كان صاحب أية مبادرة فى اى وقت من الأوقات، حيث يكتفى بدور الناقد او المعلق او الملتحق باى تيار يلمس احتمالات تسيده، فيما كان آخرون يشتبكون ويبادرون ويدفعون أثمانا باهظة على مواقفهم الصريحة والجادة فى معارضة مبارك والدعوة إلى اسقاطه.



ويبدو أن اعلان محمد البرادعى عدم ترشحه لانتخابات رئاسية فى هذا الوضع المهترئ الضبابى قد صور للبعض ان الساحة صارت خالية أمامهم ومن ثم لا مانع من ركوب امواج الكلام، مدفوعين بإحساس طاغ بان هذا وقت القطاف، وأزعم ان على البرادعى ان يراجع نفسه فى قرار الابتعاد ونحن نمر بهذه المرحلة الغارقة فى الفوضى والارتباك ولا يكتفى بهذه الاطلالة على المشهد من بعيد، ذلك ان الايام كشفت عن انه يتفرد بامتلاكه رؤية اعمق وأوسع لمجريات الاحداث منذ البداية، ما يجعل اكتفاءه بدور المحلل والمراقب اقل بكثير مما يجب.



مقالا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق