الخميس، يناير 26، 2012

شوبير وشلبى.. والحج من القبة إلى المقطم




أسامة خليل
إذا كنت أعتقد أنه من المهم أن لا يقحِم اللاعب نفسه فى العمل السياسى أو الحزبى أو الحديث عنه أو الانحياز إلى جماعة أو إلى حزب أو تيار على حساب آخر وأن يبقى محترفا فى عمله وأن لا يخلط بين الرياضة والسياسة لأن الناس تحبه فى منطقته ومجال عمله الذى يتقنه، فإن نفس الأمر يجب أن ينطبق على العاملين فى الإعلام الرياضى، وأقصد هنا البرامج الرياضية اليومية والأسبوعية،

 فالمشاهد يذهب إليهم من أجل مشاهدة مادة واضحة ومحددة ومعلنة فى عناوين برامجهم وهى الرياضة وبالأخص كرة القدم ولم يسع إليهم ليسمع آراءهم أو يناقش أفكارهم عن الثورة والمجلس العسكرى أو أزمة أنبوبة البوتاجاز أو مشكلة البنزين فهذه القضايا لها برامجها ومقدموها ومعدوها المحترفون الذين يسخّرون جهدهم ووقتهم للقراءة والمتابعة وعرض جميع الآراء من أجل تنوير المشاهد، أما طريقة (لحسة من قعر الطبق) التى أراها فى البرامج الرياضية التى دائما ما تعبر عن وجهة نظر قاصرة ومحدودة وفى كثير من الأحيان تافهة ومنحازة إلى أفكار وآراء ورؤية المذيع الرياضى فهذا كلام خطأ وخطر وفيه تضليل واستغلال وابتزاز للمشاهد وشحن للرأى العام بشكل مستفز ومثير ومن شأنه أن يأتى بنتائج عكسية تضر مصلحة المجتمع التى يتحدثون عنها ولا يفعلون شيئا من أجلها.

وما دفعنى للحديث فى هذا الأمر هو متابعتى فى الأيام الأخيرة منذ انطلاق موقع «الفرسان كورة» للبرامج الرياضية اليومية بشكل دائم باعتبار أن المتابعة جزء من عملى لأكتشف أن أحمد شوبير ومدحت شلبى (وهما بارعان فى منطقتهما وإن اختلفتُ معهما فى كثير من المضامين الرياضية التى ينحازان إلى تسويقها) لا تمر حلقة إلا ويتحدثان فى الشأن السياسى إما بالتصريح وإما بالتلميح وإما بالتلقيح، وهما وإن بدا فى شكل كلامهما تأييد على مضض للثورة فإن المضمون ضدها باعتبارها السبب فى عدم الاستقرار واهتزاز الاقتصاد والانفلات الأمنى وأن علينا نحن الشعب الجحود الناكر للنعمة أن نسجد شكرا للمجلس العسكرى على حمايته للثورة والثوار وأن نحج إلى كوبرى القبة مهللين «لبّيك يا مجلس لبّيك.. لبّيك لا شريك لك فى الحكم لبّيك.. إن الحمد والشكر لك لبّيك» وهما (أى شوبير ومدحت شلبى) يفعلان ذلك باعتبار أن الأمر الآن فى يد المجلس العسكرى فإذا انتقل إلى حزب الحرية والعدالة سيحُجّان إلى جبل المقطم حيث مقره الرئيسى وهو ما كانا يفعلانه مع النظام السابق. وهنا لا أريد الاستغراق فى نبش الماضى وبحث السيرة الذاتية لكل منهما ولكنى أطالبهما بأن يكفّا عن الحديث فى ما يستفز الناس.

وعليهما أن يعلما أن الناس جميعا وأولهم الثائرون من الشباب والشيوخ، يريدون الاستقرار والهدوء ولكن بعد أن تتحقق مطالب الثورة ويجد الفقراء والغلابة والعمال والفلاحون والمهندسون والأطباء والعلماء مكانا محترما لهم فى هذا الوطن، أما الاستقرار الذى يحقق لهما (أى شوبير ومدحت شلبى) الملايين (اللهم زدهما وبارك لهما) ويبقى الشعب يأكل بالملاليم، فهذه ليست ثورة بل عورة.

وعليهما أن يفهما أن القوى الوطنية المدنية التى خرجت يوم ٢٥ يناير وما زالت متمسكة بالعمل فى الميدان حتى الآن لم تتحقق مطالبها بل على العكس قامت بثورة وقادت الشعب لإزاحة نظام ليأتى فصيل واحد فقط ويمسك بمقاليد الحكم، ومن الخطأ والغباء السياسى القول إن الشعب عايز كده، لأن الشعب حتى يختار «صح» عليه أن يعلم ويعى، وهو أمر لا يتم فى يوم أو اثنين بل يحتاج إلى وقت وجهد، وحتى تحين هذه اللحظة يبقى من المهم أن تظل الثورة فى الميدان حتى يتم وضع دستور مدنى يحمى ويحافظ على حقوق الجميع ويكون المظلة التى لا يستطيع فصيل مدنى أو دينى أو كائن من كان أن يتجاوزها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق