سيد العيسوي
قبل أن نتقابل مع السيد العيسوي، كان علينا أن نسأل عن عنوانه الذي سبق وحصلنا عليه منه في مكالمة هاتفية.
رغم أن تلك المنطقة بـ"ميدان مشعل" بالمنصورة، نادرًا ما يعرفون بعضهم البعض، إلا أننا فوجئنا بالعديد كان أكثرهم أطفالا يريدون اصطحابنا إلى حيث يقطن العيسوي وتلمح في عيونهم حبا جارفا لهذا الرجل الذي يبدو لمن لا يعرفه أنه خطر عليهم، واستقبلتنا والدة السيد العيسوي وأدخلتنا دون أن تسأل من نحن وانضممنا إلى شباب آخرين كانوا في غرفة الاستقبال ودخل بعدها السيد العيسوي يسلم على الجميع.
المفاجأة أنه للمرة الأولى يقابل الشباب الذين سبقونا، وكانت كلماتهم ودودة جدا يعرضون عليه مساعدته في أي شيء لأنه من وجهة نظرهم فخر لأبناء مدينة المنصورة، وأعلنوا استعدادهم أن يقوموا بأي شيء فشكرهم العيسوي وانصرفوا في الوقت الذي لم تتوقف والدته عن كلمات الإطراء والترحيب بالضيوف، فتارة تدخل محملة بـ"صينية" الشاي وتارة بالمشروبات الغازية والعصائر لم تتوقف إلا عندما رجوناها أن تجلس معنا.. واللافت للنظر الألعاب الكثيرة المنتشرة في غرفة الاستقبال ومدخل الشقة وفى كل مكان تقريبا وبدأ لقاؤنا.
قال السيد العيسوي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" عمري 26 عامًا لم أتزوج بعد، ولى شقيق يعمل خارج البلاد، وأعيش أنا ووالدتي فقط، أما الألعاب لأنني أحب الأطفال جدا ودائما ما يحضرون إلى شقتي للعب، وأقضى معهم ساعات طويلة جدا لدرجة أنهم لا يتركونني أيام الأعياد فلابد أن يحصل كل منهم على "عيديته" منى.
أضاف العيسوي أن بداية التفكير في الأمر من أجل مصر ومن أجل تنشيط السياحة التي تراجعت في الفترة الأخيرة وكان يخطط لها بأن يكون لها رعاة وبث حي في الفضائيات وعائد تلك المصارعة كان سيتبرع بنسبة 75% منه لصالح شهداء ومصابي الثورة الذين لم تعالجهم الدولة حتى الآن، وقمت بشراء الأسد أكثر من 4 مرات وكل مرة يعود البائع ويطالبني باستعادة مقابل أموالى التي دفعتها مرة أخرى خوفا من البطش الأمني والتهديدات التي طالتهم واضطررت لدفع مبلغ مالي كبير "رفض الإفصاح عنه" لشراء الأسد الأخير وقمت بإيداعه في مكان لن أبوح به إلا يوم المصارعة بسبب رفض مديرية الأمن ومحافظ الدقهلية، حيث قام كل منهم بإرسالي للآخر بدعوى أن المسئولية على كل منهم. الأمر الذي زاده تصميما لإقامة هذه المصارعة لأنه يرى أنها كفيلة بعودة السياحة المصرية مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك العديد من الدول عرضت عليه إقامة هذه المصارعة في الخارج ولكنه رفض رفضا تاما لأن الغرض مصري مائة في المائة.
نفى العيسوي أن يكون الأسد مريض أو حصل على أي من أنواع الحقن لتهدئته، وسوف ترون بأنفسكم المصارعة وعلى من يشكك في الأمر أن يحضر المصارعة التي أعد لها منذ فترة كبيرة، مضيفا أنه يستعد يوميا بالجلوس مع نفسه من أجل التركيز الشديد وتخيل شكل المصارعة مع الأسد لمدة ساعتين، مؤكدا أنه سوف يصارعه دون أي أدوات وقائية، مضيفا أنه ربما يرتدى درعًا ويحمل رمحًا مثل المصارعة الرومانية القديمة.
وقال فور الانتهاء من تلك المصارعة سوف يقوم العيسوي بالتجهيز لمصارعة أخرى مع أسدين جائعين لمدة 5 أيام قبل مصارعتهما، ثم الخطوة التالية مصارعة غوريلا ثم النوم على الأرض لمرور طائرة من فوقه وأخيرا القفز من الدور 25 وكل هذا في إطار إظهار قوته الخارقة وتنشيط السياحة وتوجيه 75% من العائد للفقراء وشهداء ومصابي الثورة.
انتقد عيسوي بعض الصحف الغربية التي تتغنى بحقوق الحيوان في الوقت الذي لا يتحدثون فيه عن الشهداء من الفلسطينيين وخصوصا الأطفال الذين يتم اغتيالهم كل يوم، لذا كان القرار بأن يواصل دهس العلم الإسرائيلي بعد الانتهاء من أي عرض وسوف يقوم بوضع العلم فوق الأسد بعد مصارعته لأنه يثق تماما في الفوز عليه وسوف يدهسه بقدمه، مؤكدا أنه ليس مغرورا قائلا "أن الطفل الفلسطيني الذي يحمل حجارة أمام دبابة إسرائيلية أفضل مني". وكل ما في الأمر أنني أثق في قدراتي التي منحها الله لي لتسخريها في خدمة الفقراء والمساكين وكل أبناء منطقته يعرفونه ودائما ما يكون بينهم لحل أزماتهم ومشكلاتهم.
تساءل عيسوي أين كان الفنان أحمد آدم وقت الثورة وماذا فعل لشباب مصر حتى يخرج وينتقدني بطريقة مستفزة التي اعتاد عليها في برنامجه ويقول "بلطجي المنصورة" وهو لا يعرفني ويوجه مثل هذا الاتهام، لذا طالب العيسوي الفنانين ورجال الأعمال بدفع نسبة 10% من دخولهم قبل أن يتحدثوا عن أنفسهم ويملأون الدنيا صياحا وتصريحات نارية في الفضائيات، وذلك لإثبات وطنيتهم. أضاف أنه يري أن الشهور المقبلة سوف تشهد ثورة جياع بسبب بطء الدكتور عصام شرف، كما حذر المسئولين المصريين من غضب الشعب المصري لأجل فلسطين لأن الشباب المصري تغير وسوف يخرج بالملايين للدفاع عن فلسطين إذا رأينا مشاهد بشعة من الإسرائيلين تجاة الأشقاء هناك، وطالب الحكومة المصرية بالتدخل لتوفير كافة السبل المتاحة لفلسطين.
وجه العيسوي انتقادات لاذعة للواء محسن حفظي، محافظ الدقهلية، حيث قال إنه كاد أن يتسبب في فتنة بين الجيش والشعب بعد أن كان العيسوي في المحافظة للحصول على تصريح إقامة المصارعة وظل ساعات طويلة وحينما انفعل تدخل أحدهم كي يقابل المحافظ ولكن العيسوي رفض بسبب وجود معاقين وكبار السن وأصحاب مطالب ملحة وجل ما يرجوه أن يتم احترام المواطنين وخصوصا أنها كانت في اليوم المفتوح المفترض أن يقابل فيه المواطنين وليس تعذيبهم، وحينما تدخل أحد رجال الأعمال "صديق عيسوي" من القاهرة، وقام بالاتصال بالمحافظ للموافقة على موعد المصارعة مع الأسد، وحينها اتهم المحافظ العيسوي بالجنون فقام الأخير بتقديم شكوى في قسم أول المنصورة وبعدها جاء اتصال من مدير مكتب المحافظ مؤكدا له الموافقة على طلباته، فقام على إثر ذلك بسحب الشكوى ولكنة فوجئ بمطالبته بالعودة إلى مدير الأمن لأنه صاحب الرأي في هذا الأمر، وذهب هناك وبعد ساعات أخبروه أن المحافظ هو المسئول عن الموافقة من عدمها وثار في المحافظة، فقام مسئول بإبلاغ الجيش بأنه بلطجي ولمدة 20 دقيقة حاولوا السيطرة عليه وأخيرا ذهب معهم قائلا أنه يستطيع أن يفعل أي شئ ويستطيع أن يتخلص من تقييده بسهولة ولكنة لم يرغب في الوقيعة والفتنة التي بثها المحافظ بينة وبين المواطنين في المحافظة من جهة والجيش من جهة أخرى.
وحول الاستفتاء والدستور وإذا ما كان يرغب في الدستور أم الانتخابات أولا قال العيسوي: إنه لا يشغل باله بتلك الأمور لأنها تلهى عن قضايا أساسية للمواطن الذي لا يعرف سوى "لقمة العيش" فقط ، مشيرا إلى أنه بجوار هؤلاء فقط.
بينما اكتفت والدة البطل الخارق السيد العيسوي بقولها "السيد ده الدم اللي بيجري في عروقي، وكل ما يعمل حاجة كبيرة موش بيخاف على نفسه ده بيخاف عليَّ أنا، وكل تفكيره بيبقى فيَّا.. ربنا يحميه ويوفقه دايما يارب".
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق