"سعد الدين ابراهيم" يقول :
سألتها عما تحدثت عنه مع البرلمان الأوروبى، قالت إنها دافعت عن الإسلام والإسلاميين
سألتها هل كان الغرض من دعوتها أن يعرف الأوروبيون عن الإسلام والمسلمين، ولديهم عشرة ملايين مسلم يعيشون بينهم، أم كان لهدف آخر؟
قالت: الحقيقة إنهم كانوا يُريدون التعرف على «ثورة شباب ميدان التحرير...»، ولكنى وجدت أن لديهم أفكاراً مغلوطة عن السلفيين والإخوان المسلمين، فقررت أن تكون الأولوية لتصحيح تلك الأفكار المغلوطة
سألتها هل هى «سلفية»، أم من «الإخوان المسلمين»؟ فأجابت بالنفى القاطع.. بل لا تنتمى إلى أى حزب
سألتها عن الأشياء أو الموضوعات التى أثارها الأوروبيون معها، قالت سألونى عن التوتر الطائفى فى مصر، فنفيت وجود أى توتر، وأن المسلمين والأقباط يعيشون فى سلام ووئام.
سألوها وماذا عن ذلك المصرى القبطى، الذى قام مُتشددون إسلاميون بقطع أذنه، فنفت أن ذلك قد حدث. ثم حينما أتوا لها بصورة الرجل قبل وبعد قطع أذنه، قالت إنها خدعة فوتوغرافية فالمسلمون لا يقطعون أذن أحد
سألوها: وماذا عن هدم كنيسة فى أطفيح؟ فأجابت بأن تلك الكنيسة تم بناؤها دون تصريح
سألوها وهل يحتاج بناء مسجد إلى تصريح؟ ولم تكن مُتأكدة، فجاءت إجابتها مُترددة وقلقة وفى النهاية قالت إن المسلمين هم الأغلبية، ولا يحتاجون إذناً أو تصريحاً من الأقلية
سألوها فى أوروبا عن حقوق المرأة وتمثيلها فى البرلمان والمجالس الأخرى المُنتخبة، وفى هذا الصدد جاءت إجابتها أكثر وضوحاً وقطعية مع المُساواة الكاملة بين الجنسين
وسألها أحد النواب عن «الشريعة»، التى لا تساوى بين الجنسين، أو بين المسلمين وغير المسلمين فى نفس الوطن. ومرة أخرى جاءت إجابات الزميلة المُحجبة، قلقة، اعتذارية، أو تبريرية
ثم حينما تطرق الحوار مع الناشطة المُحجبة إلى القضايا الإقليمية، خاصة الموقف مما يحدث فى إيران والسعودية والبحرين وسوريا وليبيا، جاءت إجابات الزميلة الناشطة المُحجبة خليطاً من «الشيزوفرينيا» أو «فصام الشخصية». فهى مُدافعة عن أى نظام عربى حاكم، إذا تعرض لنقد الأوروبيين، حتى إذا كان ذلك النظام مُستبداً، يفتك بمواطنيه، كما كان الحال وقتها فى ليبيا وسوريا واليمن. وهى مع أى نظام فى بلد ذى أغلبية مسلمة حتى لو كانت نُخبته الحاكمة مُستبدة أو فاسدة فى مواجهة أى بلد ذى أغلبية غير مسلمة. فهى مع باكستان ضد الهند، حتى لو كانت الهند تتمتع بنظام ديمقراطى، وباكستان تعانى من نظام حكم غير ديمقراطى حيناً، ومُستبد فى أكثر الأحيان.
وباختصار، فإن هذه الشابة النشطة المُحجبة، كانت، بالنسبة لى على الأقل، تبدو خليطاً من الوعى الثورى النقدى، المُضطرب. وحينما ذكرت ذلك لزوجتى، فاجأتنى بمُلاحظة فحواها هو لماذا أتوقع أنا من الآخرين أن يكونوا مُتسقين، ولا ألتزم أنا بهذا الاتساق؟ ثم أردفت زوجتى بمُلاحظة أخرى أكثر نقداً وتقريعاً وهى: ماذا فعل جيلكم باتساقه الفكرى والأيديولوجى؟ دع جيل تلك الناشطة وشأنه.. فرغم ما يبدو عليه من عدم الاتساق، فقد قام أبناؤه وبناته بثورة مجيدة يتحدث عنها العالم. ورغم أننى لم أتعود أن تكون الكلمة الأخيرة فى أى مُناقشة لزوجتى، فإنها فى هذه الحالة ألقمتنى حجراً، فلزمت الصمت الرهيب!
وفى سياق مُتصل شاركت مؤخراً فى لقاء بمركز الكلمة الذى يقوده الناشط والحقوقى، المحامى ممدوح نخلة، ومرة أخرى أثيرت كل قضايا الساعة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولاحظت أن المُشاركين من الإخوة الأقباط لديهم هواجس كثيرة عن المُستقبل، وعن دورهم فى مصر الجديدة، وكان تعليقى على هذه الهواجس هو أن السلاح الأكثر فاعلية فى تبديد هذه الهواجس، هو المُشاركة النشطة فى كل حدث وحديث له علاقة بهذا المُستقبل. وليكونوا هم من البادئين بذلك، فهزّوا رؤوسهم جميعاً بالموافقة، وإمعاناً فى تسجيل هذا الموقف فإننى أورد أسماءهم فيما يلى، حتى يُراقبهم أبناؤهم وجيرانهم وأصدقاؤهم، وهم: عماد شكرى، جرجس بُشرى، إحسان مُحرم، خيرى موسى، محمد إبراهيم، ماجد صلاح، ميخائيل فوزى، رائد الشرقاوى، نبيل رمسيس، بُطرس هلال، هانى مجدى، هبة الحناوى، فاطمة صابر، سُهير شلبى، سعد الدين محمد، منى عبدالهادى، محمد بهاء، جاكلين حنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق