الاثنين، يونيو 20، 2011

الأسد في خطابه الثالث: وعود بإصلاحات وتقسيم للمتظاهرين إلى أصحاب مطالب وهاربين من العدالة وتكفيريين


  • الأسد: أياما صعبة مرت دفعنا فيها ثمنا كبيرا خلال محنة أدت إلى حالات من الاضطراب بفعل حوادث شغب وأعمال قتل وترويع
  • بشار: المؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان ولا يمكن القضاء عليها لكن يمكن تقوية المناعة
  • الأسد في خطابه: الدولة كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها وتستند في علاقتها معهم على التسامح والمحبة

 
دمشق- وكالات:
في خطابه الثالث للشعب السوري الذي يطالب بإسقاط نظامه، وجه الرئيس بشار الأسد التحية للمواطنين والشباب الذين عبروا عن تعلقهم بوحدة وطنهم ويعملون من أجل سلامته ويقدمون الغالي والرخيص كي يبقى قويا”. وقال إن المصداقية التي شكلت أساس العلاقة بيني وبين الشعب والتي بنيت على الفعل لا القول على المضمون لا الشكل هي التي بنت الثقة التي شعرت بكبرها وأهميتها خلال اللقاءات الشعبية.
واعتبر أن البلاد تمر بلحظة فاصلة نريدها بإرادتنا وتصميمنا أن تكون فاصلة بين أمس مثقل بالاضطراب والألم سالت بها دماء بريئة أدمت كل سوري وغد مفعم بالأمل في أن تعود لوطننا أجمل صور الألفة والسكينة التي طالما نعم بها على أرضية متينة من الحرية والتكافل والمشاركة.
وقال إن أياما صعبة مرت دفعنا فيها ثمنا كبيرا من أمننا واستقرارنا ونمائنا من خلال محنة غير مألوفة خيمت على بلدنا أدت إلى حالات من الاضطرابات والخيبة بفعل حوادث شغب وأعمال قتل وترويع للمواطنين وتخريب للممتلكات العامة والخاصة تخللت الاحتجاجات الشعبية سقط خلالها اعداد من الشهداء سواء من المواطنين او رجال الامن والشرطة والقوات المسلحة وجرحت اعداد كبيرة اخرى وكانت خسارة كبيرة لاهلهم وذويهم وخسارة كبرى للوطن ولي شخصيا كانت خسارة ثقيلة واني اذ ارجو من الله سبحانه وتعالى الرحمة والمغفرة لجميع الشهداء فاني اتقدم بالتعزية لاسرهم وذويهم.
وأضاف: التجربة العميقة والهامة التي نمر بها بما تحمله من الم وحسرة تدفعنا لتأمل جانبها السلبي وما تحمله من خسائر بالارواح والممتلكات والارزاق بالمستوى المادي والمعنوي وبجانبها الايجابي وما يحمله من اختبارات هامة لنا جميعا كشفنا من خلالها معدننا الوطني الحقيقي بقوته ومتانته وبنقاط ضعفه.
واعتبر أن الخيار الوحيد هو التطلع إلى المستقبل من خلال صنعه بدلا من أن تصنعه الأحداث، وهذا يعني – وفقا للأسد- أن نقوم بالبناء على تجربة غنية أشارت إلى نقاط الخلل وعلى تحليل عميق استخلص العبر بحيث نحول الخسائر الى ارباح فترتاح ارواح شهدائنا التي لن تكون حينئذ مجرد دماء مهدورة بل دماء ضحى بها اصحابها من اجل ان تزداد قوة ومناعة وطنهم.
وأكد أن سوريا لم تمر بمرحلة دون أن تكون فيها هدفا لمؤامرات مختلفة قبل وبعد الاستقلال، معتبرا المؤامرات كالجراثيم تتكاثر في كل لحظة وكل مكان لا يمكن إبادتها وانما يمكن العمل على تقوية المناعة لصدها.
وقسم المواطنين المتظاهرين في الشارع إلى ثلاثة مكونات الأول هو صاحب حاجة أو مطلب يريد من الدولة تلبيتها له وهذا واجب من واجبات الدولة والثاني يمثله عدد من الخارجين على القانون والمطلوبين للعدالة بقضايا جنائية مختلفة وجدوا في مؤسسات الدولة خصما وهدفا لأنها عقبة في وجه مصالحهم غير المشروعة ولأنهم مطاردون من قبل أجهزتها فالفوضى بالنسبة لهم فرصة ذهبية لا بد من اقتناصها من أجل بقائهم طلقاء وتعزيز أعمالهم غير القانونية أما المكون الثالث فهو أصحاب الفكر المتطرف والتكفيري الذي اختبرناه منذ عقود عندما حاول التسلل إلى سوريا واستطاعت أن تتخلص منه“.
واعتبر أن ما يحدث من تصعيد في الشارع بمثابة فوضىترادف كل خطوة إصلاحية أعلن عنها أو تم إنجازها وعندما فقدت المبررات كليا كان استخدام السلاح هو الخيار الوحيد أمامهم لتنفيذ المخطط ففي بعض الأحيان استخدمت المسيرات السلمية كغطاء يختبىء تحته المسلحون وفي أحيان أخرى كانوا يقومون بالاعتداء على المدنيين والشرطة والعسكريين عبر الهجوم على المواقع والنقاط العسكرية أو عبر عمليات الاغتيال”.
وزعم أن ما يحصل اليوم من قبل البعض ليس له علاقة بالتطوير والإصلاح.. ما يحصل هو عبارة عن تخريب وكلما حصل المزيد من التخريب كلما ابتعدنا عن أهدافنا التطويرية وعن طموحاتنا،
وقال إنه لمس حب الشعب والرغبة العارمة باجتثاث الفساد كسبب رئيسي من أسباب عدم تكافؤ الفرص وافتقاد العدالة”. متعهدا بأنه لن يكون هناك أي تساهل بشأن من هو غير قادر على تحمل المسؤولية
وأعلن عن بدء الحوار الوطني الذي لا يعني نخباً محددة ولا حوار المعارضة مع الموالاة أو السلطة وليس محصورا بالسياسة فقط بل هو حوار كل أطياف الشعب حول كل شؤون الوطن، وأضاف أن من أولى مهام هيئة الحوار الوطني ستكون التشاور مع مختلف الفعاليات من أجل الوصول للصيغة الأفضل التي تمكننا من تحقيق مشروعنا الإصلاحي ضمن برامج محددة وآجال محدودة.. نستطيع القول ان الحوار الوطني بات عنوان المرحلة الحالية.
وتعهد الأسد بالعمل على ملاحقة ومحاسبة كل من أراق الدماء أو سعى إلى إراقتها فالضرر الحاصل أصاب الجميع والمحاسبة على ذلك حق للدولة بمقدار ما هو حق للأفراد”. وقال إن تطبيق القانون لا يعني الانتقام بأي شكل من الاشكال من أشخاص خرقوا القانون دونما قتل أو تخريب فـالدولة هي كالأم أو الأب تحتضن الجميع ويتسع صدرها لكل أبنائها وتستند في علاقتها معهم على التسامح والمحبة لا على الحقد والانتقام وعندما تعفو الدولة عن المخطئين فبهدف تكريس هذه العلاقة السليمة بينها وبين أبنائها”.

البديل |

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق