الأحد، مارس 06، 2011

مسجد يلهم الثوار بالإسكندرية






مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية (الجزيرة)
 أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
يعد مسجد "القائد إبراهيم" واحداً من أشهر مساجد محافظة الإسكندرية شمالي مصر إن لم يكن أشهرها على الإطلاق، ليس فقط بسبب جذبه المصلين من جميع أحياء المدينة الساحلية، وإنما لما يمثله دائما باعتباره رمزا لذروة النضال السكندري، بعد أن تحولت ساحته إلى مقر دائم للتعبير عن الهموم والمشاكل.
فالمسجد -الذي عُرِف لدى سكان المدينة بأنه مكان تجمع وانطلاق المظاهرات على مدار 18 يوما، هي عمر الثورة المصرية التي انتهت بتنحي الرئيس حسنى مبارك- كان دائما بؤرة الوقفات والاحتجاجات التي شهدتها المحافظة منذ إنشائه.
اسم على مسمىيقول محمد عثمان، أحد شباب ثورة 25 يناير، إن للمسجد من اسمه نصيبا، فمنذ نشأته عام 1948 وساحته تشهد زحف جماهير الإسكندرية إليها لتعبر عن غضبها كلما وقع حدث جسيم داخل مصر أو خارجها.
ودائما ما تجد أمامه اعتصاما أو مظاهرة احتجاجا على أوضاع داخلية أو خارجية، وإن كان أبرزها المظاهرات المنددة ببطش النظام الحاكم والرافضة للاعتقالات والتعذيب، وأخيرا لتزوير الانتخابات.

ساحة ميدان المسجد شهدت كل المؤتمرات الجماهيرية المنددة بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، كما شهدت أيضا انتفاضة جماهير الإسكندرية دفاعا عن الشعب الأفغاني إبان الغزو السوفياتي عام 1979


وأضاف أنه ما أن استجاب المصريون لنداء الخروج يوم 25 يناير/كانون الثاني إيذانا ببدء الثورة على النظام الحاكم، حتى انطلقت المسيرات المليونية، بداية من ميدان "القائد إبراهيم" وانتهاء إليه أو إلى ميدان "سيدي جابر".
ويقول القيادي في جماعة "الإخوان المسلمين" والأمين العام لاتحاد الأطباء العرب الدكتور إبراهيم الزعفراني، إن المسجد يحوي تاريخ نضال المدينة وأهلها من أول يوم ولد فيه عام 1948، وهو العام الذي شهد هزيمة الجيوش العربية مجتمعة أمام عصابات الكيان الصهيوني، وبداخله تشكلت لجنة على مستوى الجمهورية سميت "لجنة الدفاع عن القدس".
وأوضح أن ساحة ميدان المسجد شهدت كل المؤتمرات الجماهيرية المنددة بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، كما شهدت أيضا انتفاضة جماهير الإسكندرية دفاعا عن الشعب الأفغاني إبان الغزو السوفياتي عام 1979، فبدأت المسيرات الحاشدة من كلية الهندسة حتى مسجد القائد إبراهيم، وأحرق فيها علم الاتحاد السوفياتي.
ومع بداية الثورة، عاود محراب المسجد احتضان شيخه وسبب شهرته الشيخ أحمد المحلاوي، الذي غاب عنه حين منعه النظام الحاكم من الخطابة فيه أو في غيره من المساجد منذ 1996.
وبدوره أكد وكيل أول وزارة الأوقاف الشيخ محمد محمود أبو حطب، أن مسجد القائد إبراهيم يعد من أشهر المساجد إن لم يكن أشهرها في إقامة صلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان بالمدينة، حيث يأتيه المصلون من كل حدب وصوب، وتصل أعدادهم إلى مئات الألوف، لاسيما في العشرة الأواخر منه.


 أبو حطب: خطب المحلاوي في مسجد القائد إبراهيم أقلقت السلطة  (الجزيرة) 
قيمة فنية وتاريخية
وأشار أبو حطب إلى أن سبب شهرة المسجد الحقيقية هي خطب ودروس الشيخ أحمد المحلاوي اللاذعة، التي طالما أقلقت وأحرجت النظام السياسي في مصر برمته، حتى تم اعتقاله في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بسبب موقفه الرافض لمعاهدة كامب ديفد وانتقاده لمشروع قانون الأحوال الشخصية الذي تبنته زوجة الرئيس المصري جيهان السادات.
وقال مدير التوثيق الأثري لآثار الإسكندرية والوجه البحري محمد عبد العزيز نجم، إن المسجد أقيم في الذكرى المئوية لوفاة القائد "إبراهيم باشا" بن محمد علي باشا والي مصر ومؤسس نهضتها الحديثة، وقام بتصميمه مهندس إيطالي الأصل يُدعى ماريو روسي، كان يشغل منصب كبير مهندسي الأوقاف، وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد في عهد الملك فؤاد الأول.
وأضاف نجم أن "مسجد القائد إبراهيم قيمة فنية وتاريخية هامة جدا حيث يتميز بمئذنة رشيقة مرتفعة تطل على البحر مباشرة، بالإضافة إلى العديد من الزخارف التي ترجع إلى عصور مختلفة، فهو مزيج من العمارة الإسلامية في العصر الفاطمي بزخارفها النباتية على الجدران والحوائط الجانبية، والطراز العثماني في المساجد المعلقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق