الجمعة، يونيو 24، 2011

إنهم يسرقون شباب الثورة



 الحاصل الآن أن عواجيز السياسة المصرية يتصارعون ويتحاصصون ويتقاسمون الحصاد الأولى لثورة كان عنوانها الشباب، بينما صناع الثورة الحقيقيون يواجهون يوميا سخائم الاتهامات الكاذبة بالديكتاتورية الثورية، وتجاوز حدود اللياقة مع الكبار.

وكلما تحدث الشباب عن دماء زملائهم من الشهداء ورفضوا الهرولة صوب الحصاد قبل الأوان، يكون الاتهام على الفور بأنهم يتاجرون بدم الشهداء ويبتزون الجميع باسم ميدان التحرير.

انظر حولك وشاهد تحركات وصفقات وتفاهمات وتوافقات القوى السياسية التقليدية والأحزاب القديمة وبعض المستجدة ستشعر أنك أمام مشهد من مشاهد سينما صفوت الشريف السياسية.

ربما تكون وجوه جديدة دخلت على السيناريو، لكن الوجوه القديمة لا تزال محتفظة بأدوارها، وإن كان بعضها انتقل من دور الكومبارس أو السنيد للبطل «صفوت الشريف» إلى الانفراد بدور البطولة مرة واحدة.

إن ما يدور علنا وسرا الآن بخصوص تقاسم كعكة البرلمان القادم يبدو محيرا حقا، حيث تلعب كل الأطراف بالطريقة ذاتها التى كان يلاعبهم بها الحزب الوطنى المنحل، ومن شأن ذلك أن ينتج المشاكل والانفجارات ذاتها التى كانت موجودة فى أحزاب اللقاءات السرية مع الحزب الحاكم السابق، وأزعم أن أحزابا تتمتع بالاحترام فى طريقها لأن تشهد معارك داخلية طاحنة على خلفية ما أقدمت عليه من عمليات تفاهم أو تحاصص أو عقد صفقات واتفاقات بخصوص مقاعد البرلمان القادم.

ولكى لا يصبح الشباب كالأيتام على موائد اللئام فإن المطلوب من المجلس العسكرى والحكومة المساعدة فى إزالة العديد من الحواجز والعقبات الكأداء التى تحول بين الشباب والمجالس النيابية.

وإذا كنا صادقين وجادين حقا فى إفساح المجال أمام الشباب للمشاركة السياسية، فمن الواجب أن يعاد النظر فى السن المسموح بها لخوض انتخابات مجلس الشعب، حيث تقف مصر متخلفة بعشر سنوات على الأقل عن بقية دول العالم.

ومن غير المعقول ونحن نعيش مابعد ثورة صنعها وفجرها شباب فى أعمار فى غالبيتها بين 20 و25 عاما أن يكون الشباب دون ثلاثين عاما محرومين من الترشح لانتخابات المجالس النيابية والمحلية فى مصر، لأن معنى ذلك ببساطة أننا نواصل تكريس مفهوم الدولة الهرمة ذات التجاعيد وعلامات الشيخوخة.

ولو ألقينا نظرة على الحد الأدنى لسن الترشح للانتخابات فى باقى دول العالم سندرك لماذا يتحرك هؤلاء للأمام بينما نحن نرجع إلى الخلف أو فى أفضل الأحوال نمارس الحركة فى المكان، ففى فرنسا..

من حق الشاب إذا بلغ عمره 23 عاما أن يترشح للانتخابات، فيما تنخفض هذه السن إلى 18 عاما فقط فى دول مثل ألمانيا وفنلندا والبرتغال وإسبانيا والدانمارك والسويد، وفى النمسا.. يسمحون بالترشح عند سن 19 عاما، وفى بلجيكا 21 عاما، وفى اليابان الحد الأدنى لسن الترشح هو 25 عاما.

ومن العبث أن نحلم بأن نكون مثل الدول الأوروبية فى سن الترشح، بل كل ما نحلم به أن نخفض سن الترشيح من 30 إلى 25 عاما، وأظن أن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه لشباب صنع ثورة أبهرت العالم فراح يتعلم دروسها.

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق