عصام شرف والجمل
كتب محمد الجالى
اليوم، الخميس، لم يكن يوماً عادياً بالنسبة للدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، وبدا عليه التوتر قبل وبعد افتتاحه للمعرض والمؤتمر الدولى الثامن عشر للبناء والتشييد "انتر بيلد" بمركز المؤتمرات بمدينة نصر، صباحاً.
"شرف" الذى كان على جدول أعماله عقب انتهاء افتتاحه للمعرض زيارة إلى محافظة القليوبية لتفقد عدد من المشروعات هناك، لم يلتزم بنص الكلمة المكتوبة لإلقائها فى المؤتمر، والتى توزع عادة على صحفيى مجلس الوزراء، واكتفى بالارتجال وشكر الحضور فى دقيقتين، ثم هم بالانصراف مسرعاً، وقام بقص شريط المعرض على عجل، ولم يدل بتصريحات صحفية مثلما كان يحدث فى جميع زياراته السابق، كما أنه لم يلتفت إلى نداءات عدد من المواطنين الذين تجمعوا حول سيارته كى يستمع إلى مطالبهم وشكاواهم، وبادر حراسه بإدخاله وغلاق باب السيارة، وتبعه موكبه للعودة إلى مجلس الوزراء.
وبحسب مصادر مطلعة داخل مجلس الوزراء، فإن المجلس يشهد حالة من الارتباك، خاصة بعد رفض المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول استقالة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، والتى قبلها "شرف" منذ أسبوع، وأعلن عنها الجمل أمس الأول، الأربعاء، بعد لقائه بالمشير، ويأتى ذلك فى الوقت الذى قام "الجمل" بتوزيع نص خطاب الاستقالة مبرزاً رد المشير، وهو تقليد غير معتاد حيث جرت العادة على خروج البيانات عن طريق المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء، أو عن طريق تصريحات صحفية للمستشار الإعلامى الدكتور أحمد السمان.
وأشارت المصادر إلى أن "الجمل" يشتكى دائماً من تجاهل أخباره، ويتهم المكتب الإعلامى التابع لرئيس الوزراء بتعمد عدم إبراز نشاطه، وأنه كتب نص البيان بخط يده، وطلب جمعه على الكمبيوتلر ثم أصر على توزيعه على الصحفيين، وهو ما جعل المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء يرفق فى بيانه عن اجتماع المجلس، الأربعاء، خبراً بلا قيمة يبرز إشادة الجمل بوثيقة الأزهر الشريف.
لم تكن استقالة "الجمل" ورفضها هى الخبر الوحيد الذى خرج من مجلس الوزراء أمس، حيث تبعه الإعلان عن استقالة الدكتور على الغتيت، أحد مستشارى رئيس الوزراء، الذى حاولت "اليوم السابع" عدة مرات الاتصال به، إلا أنه لم يرد، كما حاولت "اليوم السابع" وعدد من الصحف الاتصال بالدكتور أحمد السمان للاستفسار عن أسباب الاستقالة إلا انه لم يرد أيضاً، وبعد نشر الخبر على المواقع الإخبارية نفاه مصدر مسئول بمجلس الوزراء.
المصادر أشارت إلى أن "شرف" ألغى زيارته للقليوبية، بسبب استقباله وفداً من حملة الـ 15 مليون توقيع لـ "الدستور أولا" والتى تضم " الجبهة الحرة للتغيير السلمى" و "الهيئة العليا لشباب الثورة " و "الجمعية الوطنية للتغيير" و "المجلس الوطنى" و"الجبهة الشعبية لاستقلال الأزهر" و اتحاد شباب الثورة، للحصول على توقيع "شرف" للمطالبة بإعداد الدستور أولا قبل أى من الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وذلك بعد جمع الجبهة الحرة للتغيير السلمى مليون توقيع على الدستور أولاً 650 ألف ميدانى و350 إلكترونيا واتحاد شباب الثورة 300 ألف توقيع، وهو الاتجاه الذى أعلن عنه "شرف" على هامش زيارته الأخيرة إلى جنوب أفريقيا، حيث قال إنه يرى أن إجراء الانتخابات البرلمانية تحتاج وقتاً إضافياً، تزامن مع ذلك، ولاول مرة منذ تولى شرف المسئولية، أن تغلق مداخل ومخارج شارع مجلس الشعب فى ظل وجود إجراءات أمنية مشددة ومنع دخول وخروج السيارات عدا المسئولين والدبلوماسيين، والموجودين على جدول أعمال "شرف"، وهو اليوم الأول الذى لم تسمع فيه أصوات المتظاهرين اليومية أمام المجلس، فى الوقت الذى كان من الممكن-قبل ذلك- أن تسمع انباء عن اقتحام المجلس من قبل المتظاهرين، فى حين قال مقربون من "شرف" إن جدول اعماله ليس مرفقاً به لقاء من هذا النوع.
على ما يبدو، فإن الأحداث الجارية تظهر انقساماً فى المواقف، وتبايناً واضحاً فى التوجهات العليا للدولة بين المجلس العسكرى "الحاكم" حالياً البعيد عن المشهد، وبين رئيس الحكومة المسيطر على المشهد دون أن يحكم أو حتى تصعد قراراته وموافقاته إلى سقف التنفيذ والطاعة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المجلس العسكرى أعلن تحفظه على بعض مواقف رئيس الحكومة، ويرى المجلس أن "شرف" يتعمد أن ينسب له ولحكومته دائماً الفضل فى الإنجازات، وهو ما يقابله المجلس العسكرى عادة بعدم الانسياق وراء رغبة "شرف" فى التغيير، وكان من ضمنها التسريبات حول التعديل الوزارى، وقرار الإطاحة بنائبه يحيى الجمل، حيث كان يقابلها المجلس العسكرى دائماً بالرفض.
وجاءت كلمة "شرف" التى سجلها أول أمس الأربعاء، ليذيعها التليفزيون المصرى أمس، الخميس، بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، لتزيد من امتعاض المجلس العسكرى، فـ"شرف" أعلن عبر مكتبه الإعلامى أن كلمته بمناسبة مائة يوم على الثورة تظهر إنجازات الحكومة، إلا أن الكلمة المكتوبة لم تخرج بهذا المعنى، وإنما حملت عنواناً آخر هو "الكلمة الدورية للاستاذ الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إلى الشعب المصرى"، اللافت هنا أن الخلاف بين رئيس الحكومة والمجلس العسكرى ليس وليد اللحظة، وإنما منذ أن قدم "شرف" رئيساً للوزراء محمولاً على الأعناق من ميدان التحرير، وهو ما جعله يتقدم باستقالته مرتين، إلا أن المجلس العسكرى رفضها لأن المزاج العام للبلاد كان لا يحتمل الإطاحة بالرجل الذى جاء بشرعية الثوار والميدان.
الأيام القادمة ربما تحمل مفاجأة سوف يعلن عنها "عصام شرف" نفسه، بلا رجعة، والدلائل كثيرة على ذلك.
اليوم السابع
"شرف" الذى كان على جدول أعماله عقب انتهاء افتتاحه للمعرض زيارة إلى محافظة القليوبية لتفقد عدد من المشروعات هناك، لم يلتزم بنص الكلمة المكتوبة لإلقائها فى المؤتمر، والتى توزع عادة على صحفيى مجلس الوزراء، واكتفى بالارتجال وشكر الحضور فى دقيقتين، ثم هم بالانصراف مسرعاً، وقام بقص شريط المعرض على عجل، ولم يدل بتصريحات صحفية مثلما كان يحدث فى جميع زياراته السابق، كما أنه لم يلتفت إلى نداءات عدد من المواطنين الذين تجمعوا حول سيارته كى يستمع إلى مطالبهم وشكاواهم، وبادر حراسه بإدخاله وغلاق باب السيارة، وتبعه موكبه للعودة إلى مجلس الوزراء.
وبحسب مصادر مطلعة داخل مجلس الوزراء، فإن المجلس يشهد حالة من الارتباك، خاصة بعد رفض المشير طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبول استقالة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء، والتى قبلها "شرف" منذ أسبوع، وأعلن عنها الجمل أمس الأول، الأربعاء، بعد لقائه بالمشير، ويأتى ذلك فى الوقت الذى قام "الجمل" بتوزيع نص خطاب الاستقالة مبرزاً رد المشير، وهو تقليد غير معتاد حيث جرت العادة على خروج البيانات عن طريق المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء، أو عن طريق تصريحات صحفية للمستشار الإعلامى الدكتور أحمد السمان.
وأشارت المصادر إلى أن "الجمل" يشتكى دائماً من تجاهل أخباره، ويتهم المكتب الإعلامى التابع لرئيس الوزراء بتعمد عدم إبراز نشاطه، وأنه كتب نص البيان بخط يده، وطلب جمعه على الكمبيوتلر ثم أصر على توزيعه على الصحفيين، وهو ما جعل المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء يرفق فى بيانه عن اجتماع المجلس، الأربعاء، خبراً بلا قيمة يبرز إشادة الجمل بوثيقة الأزهر الشريف.
لم تكن استقالة "الجمل" ورفضها هى الخبر الوحيد الذى خرج من مجلس الوزراء أمس، حيث تبعه الإعلان عن استقالة الدكتور على الغتيت، أحد مستشارى رئيس الوزراء، الذى حاولت "اليوم السابع" عدة مرات الاتصال به، إلا أنه لم يرد، كما حاولت "اليوم السابع" وعدد من الصحف الاتصال بالدكتور أحمد السمان للاستفسار عن أسباب الاستقالة إلا انه لم يرد أيضاً، وبعد نشر الخبر على المواقع الإخبارية نفاه مصدر مسئول بمجلس الوزراء.
المصادر أشارت إلى أن "شرف" ألغى زيارته للقليوبية، بسبب استقباله وفداً من حملة الـ 15 مليون توقيع لـ "الدستور أولا" والتى تضم " الجبهة الحرة للتغيير السلمى" و "الهيئة العليا لشباب الثورة " و "الجمعية الوطنية للتغيير" و "المجلس الوطنى" و"الجبهة الشعبية لاستقلال الأزهر" و اتحاد شباب الثورة، للحصول على توقيع "شرف" للمطالبة بإعداد الدستور أولا قبل أى من الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، وذلك بعد جمع الجبهة الحرة للتغيير السلمى مليون توقيع على الدستور أولاً 650 ألف ميدانى و350 إلكترونيا واتحاد شباب الثورة 300 ألف توقيع، وهو الاتجاه الذى أعلن عنه "شرف" على هامش زيارته الأخيرة إلى جنوب أفريقيا، حيث قال إنه يرى أن إجراء الانتخابات البرلمانية تحتاج وقتاً إضافياً، تزامن مع ذلك، ولاول مرة منذ تولى شرف المسئولية، أن تغلق مداخل ومخارج شارع مجلس الشعب فى ظل وجود إجراءات أمنية مشددة ومنع دخول وخروج السيارات عدا المسئولين والدبلوماسيين، والموجودين على جدول أعمال "شرف"، وهو اليوم الأول الذى لم تسمع فيه أصوات المتظاهرين اليومية أمام المجلس، فى الوقت الذى كان من الممكن-قبل ذلك- أن تسمع انباء عن اقتحام المجلس من قبل المتظاهرين، فى حين قال مقربون من "شرف" إن جدول اعماله ليس مرفقاً به لقاء من هذا النوع.
على ما يبدو، فإن الأحداث الجارية تظهر انقساماً فى المواقف، وتبايناً واضحاً فى التوجهات العليا للدولة بين المجلس العسكرى "الحاكم" حالياً البعيد عن المشهد، وبين رئيس الحكومة المسيطر على المشهد دون أن يحكم أو حتى تصعد قراراته وموافقاته إلى سقف التنفيذ والطاعة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن المجلس العسكرى أعلن تحفظه على بعض مواقف رئيس الحكومة، ويرى المجلس أن "شرف" يتعمد أن ينسب له ولحكومته دائماً الفضل فى الإنجازات، وهو ما يقابله المجلس العسكرى عادة بعدم الانسياق وراء رغبة "شرف" فى التغيير، وكان من ضمنها التسريبات حول التعديل الوزارى، وقرار الإطاحة بنائبه يحيى الجمل، حيث كان يقابلها المجلس العسكرى دائماً بالرفض.
وجاءت كلمة "شرف" التى سجلها أول أمس الأربعاء، ليذيعها التليفزيون المصرى أمس، الخميس، بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، لتزيد من امتعاض المجلس العسكرى، فـ"شرف" أعلن عبر مكتبه الإعلامى أن كلمته بمناسبة مائة يوم على الثورة تظهر إنجازات الحكومة، إلا أن الكلمة المكتوبة لم تخرج بهذا المعنى، وإنما حملت عنواناً آخر هو "الكلمة الدورية للاستاذ الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إلى الشعب المصرى"، اللافت هنا أن الخلاف بين رئيس الحكومة والمجلس العسكرى ليس وليد اللحظة، وإنما منذ أن قدم "شرف" رئيساً للوزراء محمولاً على الأعناق من ميدان التحرير، وهو ما جعله يتقدم باستقالته مرتين، إلا أن المجلس العسكرى رفضها لأن المزاج العام للبلاد كان لا يحتمل الإطاحة بالرجل الذى جاء بشرعية الثوار والميدان.
الأيام القادمة ربما تحمل مفاجأة سوف يعلن عنها "عصام شرف" نفسه، بلا رجعة، والدلائل كثيرة على ذلك.
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق