الأحد، أبريل 10، 2011

الرئيس بيطلع لنا لسانه .. حازم سعيد

 
10 / 04 / 2011
حازم سعيد :
بعد شهرين من التحايل والتآمر على مقدرات هذا البلد وثرواته بتهريب أمواله وبيع أصوله وممتلكاته بالداخل والخارج .. وجه الكذاب المخلوع خطاباً للمصريين يندرج تحت سلسلة خطاباته العاطفية التى يلتمس بها خداع الموهومين والذين يقرؤون قشور الأحداث حتى يزلزل الناس ويؤثر عليهم عاطفياً وكى يقوى شوكة الطابور الخامس ، ولـ " يخلع " بفلوسنا التى نهبها من بلدنا ومن ممتلكاتنا ومن أقوات أولادنا .
لم يكتف هذا النصاب بادعاء براءته وأنه خرج من الرئاسة نظيف اليد طاهراً عفيفاً ، وإنما راح يهدد ويتوعد كل من يتهمه بالسرقة بأنه سيلاحقه قانونياً ، وهو التهديد الذى يأتى ضمن غباء من يؤلف له كلماته .. حيث قام باستدرار العاطفة فى أول الخطاب ، ثم ما لبث أن أظهر العين الحمراء القبيحة التى كان يمتلكها ضد خصومه ، سواءاً بسواء كواقعة الجمل صبيحة خطابه العاطفى الأول قبل خلعه .
 
يا الله على هذه البجاحة
هذا المخلوع يتجاهل – عمداً – كل التقارير الدولية والتى لم تعلنها جهات داخلية ، وإنما مؤسسات اقتصادية ومالية عالمية - موثوق بتقاريرها ، وتتمتع بالشفافية - هى التى أعلنت عن حجم ثروته الرهيب التى نصب على شعبه واستولى بالحيلة عليها .
وتجاهل التحقيقات والاتهامات التى أثبتت تورط زوجته فى فلوس مكتبة الإسكندرية وتبرعاتها ، وتجاهل ثبوت سرقتها لآثار مصر وعلى رأسها لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة .
تجاهل هذا الكذاب التضخم الفج فى ثروة ولديه جمال وعلاء وادعى أنهما لم يسلكا سبلاً غير قانونية فى تحصيلها أو أنهما تربحا بنفوذ والدهما !
لقد ظل أحمد شفيق وزكريا عزمى وعمر سليمان وصفوت الشريف وغيرهم شهرين كاملين يهربان فلوس هذا الشعب – الذى كان منكوباً – وبعد أن استوت الحيلة وانطلت وتم لهم المراد ، وخلعوا بفلوس البلد ، وباعوا ما باعوه من أصول بالداخل والخارج ، يخرج علينا هذا النصاب ليدعى براءته ، بعد أن قام بالغسيل والتغمية والإخفاء .
فلماذا يخرج الآن بعد شهرين من التقارير المالية التى نشرت عن ثروته ، ولماذا لم يوجه هذا الخطاب فى حينها ؟
ألأنه لم يكن قد استوفى عملية الإخفاء والتمويه التى قام بها ؟
لا أستطيع تصور أن استدعاء ولده للتحقيقات – التى رفض المثول أمامها بحجة مرضه – هو السبب ، وإلا فلماذا لغة التهديد ، وكنت تملكها من البداية .
 
محكمة الثورة هى الحل
هذا الخطاب التآمرى المستفز يسهم فى تغيير نظرتى على المستوى الشخصى ، وكنت أعتقد أن فكرة القضاء الطبيعى العادل مع تشكيل لجان مخصوصة تسرع من عملية التقاضى هى الحل لأمثاله ، لأننا وإن قوبلنا بالظلم من قبلهم فإن مبادءنا تأبى أن نعرض غيرنا لما رفضناه طيلة عمرنا وشكونا منه لطوب الأرض .
إلا أننى الآن ومع هذا الاستفزاز والاستعباط من هذا النصاب الذى يخرج لنا لسانه فى تحدٍ صارخ ، لا أملك إلا الادعاء بأن العدل فى حق أمثاله هو محكمة ثورة شعبية هادرة تأخذه من قصره وتحاكمه فى ميدان عام على كل جرائمه فى حق هذا البلد ، من دماء سفكت وأجساد عذبت وانتهكت ونفوس اعتقلت وسجنت وأموال صودرت ونهبت .. حتى إذا ما جاء الإعدام جزاءاً عادلاً ، اعتبر الناس بأمثاله .
أعلم أن تصورى هذا قد يخرج عن مقتضى المنطق والحكمة ، إلا أن بجاحة المجرم كفيلة بأن تجعل الحليم حيراناً ، وقد سبق للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن قضى بإهدار دم بعض عتاة مجرمى قريش ولم يعف عنهم رغم ما يتدواله الناس عن عموم لفظة " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .. أى أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم جعل لها استثناءاً يستطيع كل من يريد أن يراجعه فى كتب السيرة .
وأنا سيراً على دربه صلى الله عليه وسلم .. أتصور أن الحل الأمثل لعتاة الإجرام من أمثال المخلوع هو أن ينزعه الناس من قصره ويأتون به فى أكبر ميدان عام فى مصر ويحاكموه فى جلسة واحدة علنية - وإن امتدت - ويعدموه – إن رأوا ذلك جزاءاً عادلاً فى حقه - فى نفس هذه الجلسة على جرائمه التى فاقت العقل والمنطق .. فهل يفعلها الثوار ؟
-------------
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق