الاثنين، يناير 24، 2011

فضائح المفاوضات الفلسطينية تربك "السلطة"..وأبومازن :الرؤساء العرب يعرفون التفاصيل

ياسر عبد ربه يهاجم أمير قطر ويطالبه  بالكشف عن حقيقة علاقاته مع اسرائيل وايران

هأرتس : البروتوكولات التي كشفت عنها الجزيرة أهم بكثير من وثائق "ويكيليكس"

الجارديان : وثائق "الجزيرة" هي "رسالة الانتحار الأطول في التاريخ"ومن الصعب تحديد من الأسوأ هل القادة الفلسطينيون الجبناء أم الإسرائيليون أم الأمريكيون المهددين للضعيف

الصحيفة البريطانية : رام الله وتل ابيب وواشنطن  تعمل سوية على إقامة دولة دمية باسم فلسطين
تنوعت ردود الافعال الاسرائيلية والفلسطينية على الوثائق التي كشفت عنها قناة الجزيرة القطرية  أمس .

وقال عكيفا إلدار ـ كبير محللي الصحيفة السياسيين ـ  أن "البروتوكولات التي تم الكشف عنها في الجزيرة أهم بكثير من الوثائق التي كشف عنها مؤخرا في موقع "ويكيليكس"مشيرا الى أن  الخارطة الفلسطينية التي عرضت على إيهود أولمرت وممثلي الإدارة الأمريكية في زمن جورج بوش تم تقديمها قبل عدة شهور إلى مبعوث الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما، جورج ميتشيل، وبعد ذلك قدمت إلى المحامي مولخو، ممثل رئيس الحكومة الإسرائيلية، إلا أن الأخير رفض استلامها.

من جانبها أعلن مكتب تسيبي  ليفني ـ وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة ـ أن الأخيرة ستحافظ على سرية المفاوضات لصالح إمكانية تجديد المفاوضات وإنهاء الصراع من خلال الحفاظ على المصالح القومية والأمنية لإسرائيل التي حافظت عليها خلال المفاوضات ، مضيفا في بيان له أن التسوية التي تنهي الصراع هي مصلحة إسرائيلية، ومن الممكن التوصل إلى ذلك من خلال المفاوضات.

بدوره نفى ايهود اولمرت ـ  رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ـ  ما اوردته الجزيرة من وثائق ،ونقل موقع يديعوت احرنوت الاسرائيلي عن مكتب اولمرت قوله ان التقرير يتضمن العديد من المغالطات والتصريحات التي نشرت غير صحيحة".

على الصعيد الفلسطيني شنّ ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، هجوما على أمير قطر على خلفية ما نشرته  الجزيرة داعيا الأمير القطري الى الكشف عن حقيقة علاقات بلاده مع اسرائيل وايران وما تشكله المواقف القطرية الداعمة لبعض القوى في المنطقة من آثار سلبية على المصالح في المنطقة.

ووصف عبد ربه في مؤتمر صحافي في رام الله ما جرى بأنه "حملة سياسية من الدرجة الأولى تأتي عادة بقرار سياسي على أعلى مستوى في الشقيقة قطر" مضيفا بقوله : "نشكر أمير قطر بسبب اعطائه الضوء الأخضر لهذه الحملة التي بدأت تشنها الجزيرة يوم أمس، لأن هذه الحملة لا يمكن أن تكون مسئولية وضّاح خنفر ـ  رئيس قناة الجزيرةـ  و نأمل من سموه ان يوسع النطاق في هذا التوجه نحو الشفافية لأقصى مدى بحيث تشمل دور القاعدة الأمريكية في قطر في التجسس على البلدان المجاورة والشعوب العربية، وعلاقات قطر مع اسرائيل وايران، ومساعدات قطر لقوى بعضها طائفي وبعضها يلعب دورا في تقسيم بلده والاساءة وفي الاساءة للروح الوطنية".

واتهم عبد ربه الجزيرة بتزييف الوثائق وتغيير النصوص واقتطاع كلمة من هنا وكلمة من هناك وبتركيب صور لاناس لا علاقة لهم بالمفاوضات، لخدمة موقف القناة المسبق من هذه القضية لافتا الى ان القناة عملت بشكل سري على مدى شهرين متواصلين، دون أن تتصل بأصحاب الشأن من الجانب الفلسطيني وتعمل على أخذ وجهة النظر الفلسطينية بشأن الوثائق، مما اعتبره- عبد ربه- دليلا على عدم مهنية "الجزيرة"، وسعيها للهجوم على السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بموقف مسبق لدى القناة والمسؤولين عن سياستها في قطر.

واستهجن التوقيت الذي نشرت فيه "الجزيرة" الوثائق، خاصة في ظل الحملة غير المسبوقة من قِبل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان على السلطة الفلسطينية متمثلة برئيسها  والإدعاء انه لا يشكل شريكا للسلام، وهذا يذكرنا بالحملة التي شنتها الجزيرة على الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل محاصرته واستشهاده في المقاطعة عندما اتهمته اتهامات باطلة (باع الوطن)

ورأى المسئول الفلسطيني أن القناة القطرية حاولت تقليد موقع "ويكليكس" بعد أن فشلت بشرائه، مشيراً إلى أن موقع "ويكليكس" قام بنشر الوثائق دون تلاعب بها أو تدخل من قبل الموقع، بينما قامت الجزيرة باحضار اشخاص يحملون مواقف مسبقة وبدأوا بالهجوم على السلطة دون النظر في مضمون ودقة ما عرض من وثائق ،وبشأن المسؤول عن تسريب الوثائق، قال عبد ربه: إن "التسريب جرى من قبل موظفين صغار في دائرة شؤون المفاوضات".

وهو الهجوم الذي يأتي بعد اعراب محمود عباس  رئيس السلطة الفلسطينية "اندهاشه و استغرابه" خلال لقاء جمعه برؤساء تحرير الصحف المصري في القاهرة أمس الأحد من الوثائق السرية التي نشرتها قناة الجزيرة ومما "تردده قناة الجزيرة القطرية عن وجود وثائق سرية لديها تخص الوضع الفلسطيني وعملية السلام." مضيفا بقوله :" 'كل ما قمنا به من نشاطات مع الجانب الإسرائيلي والأميركي، يبلغ بها العرب بالتفاصيل من خلال لجنة المتابعة، أو الاتصالات الثنائية أو من خلال أمين عام الجامعة العربية الذي لديه علم بكل شيء ويبلغ الأشقاء بتطورات الأوضاع باستمرار'.

 وتابع: 'لا أعلم من أين جاءت الجزيرة بأشياء سرية، ولا يوجد شيء مخفي على الأشقاء العرب، وعندما يحصل شيء نتصل بعدد من الدول، وبالسيد عمرو موسى ونطلعهم على ما يجري'.

وفي غزة دعا خالد البطش ـ القيادي في الجهاد الإسلامي ـ إلى ضرورة وقف المفاوضات مع الجانب الصهيوني، والعمل على تقوية الموقف الفلسطيني، مشدداً على أهمية تصعيد خيار المقاومة كبديل للمفاوضات ، مضيفا في تصريحات صحفية بقوله "هذه الوثائق تضعف الموقف الفلسطيني والعربي، وتبين فشل المفاوضات، باعتبارها مرهونة بموازين القوى على الأرض الفلسطينية".

وأكد البطش على أن مستقبل القضية الفلسطينية ليس مرهون بالوثائق وإنما بسواعد المجاهدين، وارتباط القضية بالقرآن والسنة موضحا ان "فلسطين ملكاً لجميع المسلمين فهي أرض وقف إسلامي"، لافتاً إلى أن أصحاب الأرض لا يمكن أن يتنازلوا عن شبر من أرضهم على الرغم من الفرق الشاسع في موازين القوي بين الطرفين.

وميدانيا  شنت الاجهزة الامنية التابعة للسطة الفلسطينية  حملة اعتقالات واسعة اليوم  في صفوف المواطنين الفلسطينيين بالضفة الغربية  تخوفا من اندلاع  ثورة شعبية عارمة ضدها وفقا لما اعلنته حركة الجهاد الفلسطينية مؤكدة في بيان لها اعتقال 16 من عناصرها  ، وهي الحملة التي جاءت بعد ما كشفته مصادر امنية لوكالة قدس برس الفلسطينية عن  عقد لقاءات الليلة الماضية برام الله  جرى فيها تدارس الأوضاع الأمنية على الأرض، والأخذ بالاعتبار جميع الاحتمالات الممكن إخراجها إلى حيز التنفيذ، بما فيها خروج مسيرات شعبية في الضفة ضد السلطة.


ونقلت وكالة "قدس برس" عن تلك المصادر أن اجتماعات أمنية عُقدت على أرفع المستويات، ناقشت سلسلة من السيناريوهات المتوقع حصولها، في أعقاب نشر وثائق الجزيرة التي  يعتبرها مراقبون أنها خطيرة وسيكون لها تداعياتها على أرض الواقع، حيث تم إصدار التعليمات للتأهب لاحتمال خروج مسيرات شعبية في الضفة الغربية.
 

في السياق نفسه وصفت  صحيفة الجارديان البريطانية وثائق "الجزيرة" بأنها "رسالة الانتحار الأطول في التاريخ"، مشيرة إلى أنه من الصعب تحديد من الأسوأ هل هم  القادة الفلسطينيون الضعفاء والجبناء والمتحمسون لكيل المديح لنظرائهم الإسرائيليين، أم الإسرائيليون المهذبون في كلماتهم والمحتقِرون في أفعالهم، وربما الأمريكيون بالذات والذين تتجلى حياديتهم في تهديد الضعيف وشد أزر القوي" لافتة إلى أن  هذه الأطراف الثلاثة تعمل سوية على إقامة دولة دمية باسم فلسطين تكون فاشية في أحسن الأحوال، وبديلا لقوة الاحتلال في أسوأ الأحوال".
 
وهاجمت الصحيفة البريطانية بشدة ما أسمته "تذلل رئس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات". ويشير إلى أنه في إحدى الوثائق يتوسل عريقات أمام المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل ويقول له "ما قيمتي إذا كنت نكتة بنظر زوجتي أو ضعيفا جدا؟" لافتة الى أن التنازلات الفلسطينية تتواصل، ويتواصل الاستيطان في القدس والخريطة التي رسمت قبل سنتين سمحت لإسرائيل بضم كافة المستوطنات في القدس الشرقية، ما عدا "هار حوما".. تسيبي ليفني فهمت الألم الفلسطيني ولكنها رفضت الاقتراح، ورفضت إسرائيل التسوية".
 
و قالت الجارديان  في نهاية تقريرها أنه بدءا من اليوم فإن شرعيتها قد انتهت في الشارع الفلسطيني كمفاوِضة، ومن الممكن أن يختفي معها حل الدولتين أيضا داعية الى انقاذ ذلك الحل  بأن تزيل الولايات المتحدة الفيتو عن محادثات المصالحة الفلسطينية  الفلسطينية والموافقة على اقتراح حركة حماس بوقف إطلاق النار لمدة سنة؛ والثاني تشكيل طاقم فلسطيني يمثل كافة الفصائل؛ والثالث على إسرائيل أن توافق على إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وليس حولها مضيفة ان البديل هو "إفساح المجال للورم السرطاني للدولة الواحدة غرب نهر الأردن أن يتوسع ويستعد للحرب القادمة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق