الأحد، يناير 23، 2011

جيش الإسلام الفلسطيني..اتهمته الداخلية بتفجيرات الحسين وشرم الشيخ..وفكره معاد لحماس

  • ممتاز دغمش زعيم التنظيم كان أحد أفراد جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، إلا أنه سرعان ما انشق عنها بعد تبنيه قتل موسى عرفات نهاية عام 2005
  • التقديرات تشير إلى أن عدد الأفراد المنضوين تحت لواء الجيش وصل في مستوى ذروة الحضور إلى ألفي عنصر
  • جيش الإسلام يؤكد أنه يخوض حربا دينية، بهدف إعادة الخلافة في العالم الإسلامي
  • اعتاد التنظيم في بياناته وتصويراته على استخدام اسم "أسامة بن لادن"، كما أن شعاره يحتوي على رسم للكرة الأرضية، وسيف ومصحف، ولا يرمز بشيء إلى فلسطين
  • رغم أن العلاقة بين التنظيم وحماس كانت مميزة إلا أنها اتقلبت إلى عداء شديد بفعل مقتل اثنين من عائلة دغمش، في سياق الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس

"نحن مجموعة من المجاهدين تربينا علي الإسلام نتخذ من كتاب الله وسنة نبيه نهجا لنا ونورا لطريقنا وجهادنا المقتصر علي الداخل الفلسطيني من أجل تطهير البلاد من بعض تجار الدم والأخلاق والرذيلة".. هكذا عرف "جيش الإسلام "الفلسطيني السلفي المقرب للقاعدة نفسه، وهو التنظيم الذي أعلن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية مسئوليتهم عن حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية والذي راح ضحيته 24 قتيلا وما يقرب من 100 جريح.

ورغم نفي زعيم "جيش الإسلام " ما ذكره العادلي إلا أن هذه ليست المرة الأولي التي تتهم فيه الأجهزة الأمنية "جيش الإسلام " بعمليات إرهابية علي الأراضي المصرية حيث سبق اتهامهم عام 2005 بتفجيرات شرم الشيخ  رغم أن إعلان تأسيسه كحركة مقاومة داخل فلسطين جاء في نهاية عام 2005، كما كان التنظيم المتهم الأول في قضية تفجير ساحة مسجد الحسين بوسط القاهرة  في فبراير 2008 ولكن ما هو تنظيم " جيش الإسلام " وما أهدافه؟ وهل قام بتلك العمليات الإرهابية في مصر؟ ولماذا؟

يقول البيان التعريفي لقيادة التنظيم بأنهم "أبناء أرض الرباط في الداخل، ولا علاقة لهم بالخارج، أو أي قرار لا يصبّ في مصلحة الإسلام، وأن أفرادها المجاهدين لا يتبعون أي تنظيم على الساحة الفلسطينية".
ظهر اسم التنظيم للمرة الأولي  في يونيو 2006 بعد حادثة خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عملية "الوهم المتبدد" علي الرغم من تأسيسه قبل ذلك بعامين ويتزعم التنظيم ممتاز دغمش ويضم التنظيم عدد كبير من عائلة دغمش.

ودغمش(33 عاما) هو أحد أفراد جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة الفلسطينية، كما كان أحد قادة لجان المقاومة الشعبية التي تأسست مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، إلا أنه سرعان ما انشق عنها بعد تبنيه قتل موسى عرفات، قائد الأمن العام السابق، وابن عم الرئيس الراحل ياسر عرفات نهاية عام 2005، كما حملته إسرائيل استهداف قافلة إنسانية أمريكية في غزة، قتل فيها ثلاثة أمريكيين أواخر عام 2004.

وفي دراسة أعدها الباحث الفلسطيني عدنان أبو عامر، حدد  أهداف جيش الإسلام ووسائله قائلا: إن الجيش حدد أهدافه في "مبدأ تطبيق شرع الله في أرضه، وأخذ على عاتقه إنهاء الفساد بكل أشكاله في أرض الرباط، وبالوسائل التي يراها مناسبة، ولا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وبالأساليب القاسية التي أصبح لا بد منها في وجه بعض الفاسدين، الذين اتبعوا الشيطان، وسولت لهم أنفسهم زرع الهلاك في أجساد شباب الإسلام وأهله".

وتشير تصريحات جيش الإسلام إلي رفضه لنهج حركات المقاومة الموجودة بالساحة الفلسطينية حيث تقول رؤيتهم "نحن لا نجاهد من أجل قطعة أرض وحدود وهمية لا حدود لها، ولا من أجل القومية والحزبية؛ فجهادنا أسمى من ذلك بكثير؛ فهذا الدين "الإسلام" لا ينتصر بجيل نخرته الشهوات، وأنهكته الملذات".
في السياق المتعلق بالحجم التنظيمي لجيش الإسلام وعدد الأعضاء فإن التقديرات تشير إلى أن عدد الأفراد المنضوين تحت لواء الجيش وصل في مستوى ذروة الحضور إلى ألفي عنصر، ثم سرعان ما تراجعت قدرات الحشد حتى وصلت إلى عدة مئات في أفضل الأحوال، وليس لجيش الإسلام أطر تنظيمية أو هياكل حزبية أسوة بسواه من التنظيمات.

ويؤكد أبو عامر أن جيش الإسلام ليس له تأثير علي مجريات الأحداث علي الساحة الفلسطيني بقدر ما يرتبط بطبيعة طرحه وما يمثله من امتداد لتنظيم القاعدة؛ إذ تعد هذه المرة الأولى التي تتبنى فيها جماعة فلسطينية أجندة تنظيم القاعدة، عبر البيانات وأشرطة الفيديو التي تم نشرها على شبكة الإنترنت، ويؤكد جيش الإسلام أنه يخوض حربا دينية، بهدف إعادة الخلافة في العالم الإسلامي.

وقد اعتاد التنظيم في بياناته وتصويراته على استخدام اسم "أسامة بن لادن"، كما أن شعاره يحتوي على رسم للكرة الأرضية، وسيف ومصحف، ولا يرمز بشيء إلى فلسطين، إلا أنه لم يؤكد ولم ينف صلته التنظيمية بالقاعدة، واكتفى بالقول: "يجوز أن يكون فكر الإخوان في تنظيم القاعدة، والمبادئ التي يعملون على أساسها قد تتطابق مع أفكار ومبادئ الإخوان في جيش الإسلام، وهذا لا يعني التبعية للقاعدة بالمعنى الشمولي للكلمة.

ويمتاز عناصر جيش الإسلام في غزة بارتداء ما يعرف بـ"الجلباب الباكستاني"، والطاقية السوداء، ويشتهرون باللحى الطويلة، وبرغم أن التنظيم يفتقر لأسماء من العلماء البارزين؛ فإن عناصره يواظبون على قراءة ما يصل من منشورات، وما ينشر من دراسات على المواقع والمنتديات الإلكترونية المقربة والتابعة لتنظيم القاعدة، ولذلك ليس هناك من أدبيات فكرية أو دينية خاصة به، ربما لعدم تمتع عناصره بالمستوى المعرفي والعلمي الموجود لدى حركات إسلامية أخرى.

وحول علاقة جيش الإسلام بحركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر علي قطاع غزة منذ 5 سنوات، يقول أبو عامر إنه منذ سيطرة حماس على القطاع، لم ينفّذ جيش الإسلام أي عملية، وبالتالي فإنه من الناحية العملية والميدانية، لا وجود في غزة اليوم لتنظيم حقيقي قائم بذاته باسم جيش الإسلام، اللهم بعض الجيوب هنا وهناك، وبعض العناصر المنتشرة تحاول بث الروح فيه، تحت حوافز ومشاعر عاطفية لا تدعمها تحركات فعلية جادة.

بدا أن تنظيم جيش الإسلام مدعوم من حركة حماس، لاسيما على صعيد إشراكه في عملية نوعية تمثلت بأسر الجندي الإسرائيلي، وتردد أن الحركة دعمت "دغمش" في بداية انتفاضة الأقصى ولكن العلاقة المميزة التي ربطت الطرفين لم تدم طويلاً، لتنقلب إلى عداء شديد بفعل مقتل اثنين من عائلة دغمش، في سياق الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس، وتوترت العلاقة لدرجة كبيرة، بعد أن اتهمته حماس وعائلته بالاعتداء على عدد من عناصرها، بدعم من بعض قادة الأجهزة الأمنية التي سيطرت عليها فتح، والاعتداء بشكل متكرر على منزل الدكتور محمود الزهار القيادي البارز بحماس،وفي عام 2007، خرج "دغمش" على إحدى الإذاعات المحلية، بخطاب متشدد قريب من خطاب القاعدة اعتبر فيه أن حكومة حماس "ابتعدت عن الإسلام ولا تمثله، وأنها شاركت في نظام كفري"؛ ما أعطى انطباعا عن وجود تحالف بينه وبين تيار داخل حركة فتح.

وظل "جيش الإسلام" تنظيما هامشيا على الساحة الإسلامية الفلسطينية،حتى ذاع صيته عقب اختطافه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الصحافي الاسكتلندي "ألان جونستون" في غزة عام 2007 وجاء الاختطاف ليكشف عن الوجه الحقيقي للتنظيم، الذي أثبت بالبيان القاطع ارتباطه بتنظيم "القاعدة"، حين رهن الإفراج عنه بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الإسلاميين في السجون الأردنية والبريطانية ومنهم "أبو قتادة "والذي يعد المرشد الروحي لتنظيم القاعدة في أوربا كما طالبوا بالإفراج عن أبو محمد المقدسي المسجون في الأردن منذ2005 ، وتهديده بقتل الصحفي إن لم يستجب لمطالبه، مستخدما أساليب "القاعدة" عبر نشر التسجيلات المصوّرة والصوتية للرهينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق